في ترجمة للخطوة الإنفتاحية التي أعلنها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط خلال جولته على المرجعيات الروحية، يعقد لقاء في دارة النائب طلال أرسلان في خلدة يوم السبت المقبل يضم الى جنبلاط وأرسلان رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، ما يعد بمثابة تحول واضح في مواقف جنبلاط من جهة، ودليل على دور وهاب وموقعه في المعادلة السياسية في الجبل من جهة ثانية، والذي تجلى شعبياً في الانتخابات النيابية الأخيرة.
الاعور
في هذا الإطار يلفت النائب السابق فادي الأعور في تصريح خاص لوكالة أنباء آسيا الى أن “مواقف رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الأخيرة هي بمثابة مقدمات لإعادة تموضعه السياسي بعد فشل رهاناته السياسية والتمهيد لفكرة اعادة التلاقي مع سوريا بعد خروجها منتصرة من الحرب التي تعرضت لها على مدى سنوات والتي انتهت بسقوط المشروع الأميركي بالكامل، ويشير الأعور الى ان الإقطاع السياسي يحاول التكيف مع المتغيرات والمستجدات حفاظا على موقعه واستمراريته”.
وفي سياق متصل يؤكد الأعور ان الوزير وئام وهاب هو حالة موجودة على الساحة السياسية الدرزية، وإنطلاقا من هذا الدور يأتي موقف جنبلاط الايجابي تجاه الوزير وهاب الذي يعتبر من أصدقاء سوريا الأوائل في لبنان، وعليه يعتبر جنبلاط أن هذا الأمر قد يساعده لإستعادة العلاقة مع دمشق”.
حركة النضال اللبناني العربي
من جهته أشار نائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي طارق الداوود في تصريح خاص لوكالة أنباء آسيا الى أن “لقاء خلدة يوم السبت المقبل يتمحور حول ملف حادثتي قبرشمون والشويفات من أجل طي هذه الصفحة، ويربط مواقف رئيس الحزب الاشتراكي بالمتغيرات الاقليمية والدولية التي دفعت بجنبلاط الى تغيير حساباته لا سيما بعد تبدل المشهد السياسي.
كما يؤكد نائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي ان “الساحة الدرزية لم تكن يوما حكرا على زعامة أو فريق واحد، وتاريخيا كانت هناك عدد من القوى على الساحة الدرزية، ومن هنا يأتي كلام جنبلاط في ما يتعلق بدور الوزير وئام وهاب بإعتباره مكونا أساسياً على الساحة الدرزية الى جانب باقي القوى التي لها حضورها، ان على صعيد النائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب، وكذلك الأمر بالنسبة لنا في حركة النضال اللبناني العربي، ويتابع الداوود معربا عن أمله بأن يكون الكل قد وصلوا الى قناعة لجهة الإعتراف بالآخرين ودورهم على الساحة الدرزية، مؤكدا دعم الحركة لأي جهود من شأنها تقريب وجهات النظر بين مختلف المكونات على الساحة الدرزية”.
ويختم الداوود مشيرا الى ان “التنسيق قائم مع باقي المكونات الدرزية لا سيما مع النائب ارسلان والوزير وهاب، ونحن مع اي طرح يخفف الاحتقان داخل الطائفة كما نأمل ان لا يكون الحل آني بل جذري، من أجل ترسيخ الجو الآمن داخل الطائفة الدرزية، وهذا يتحقق من خلال الانفتاح وعدم هيمنة جهة او فريق على حساب باقي المكونات”.
التوحيد العربي
ورأى امين الاعلام في حزب التوحيد العربي الدكتور هشام الاعور ان “ما نشهده ونسمعه يمكن وصفه بأنه موسم الحج إلى العقل فبمنطق شيوخ العقل تتنفس الساحة الدرزية يوم السبت المقبل هواء نقياً من خلال اللقاء الذي سيعقد في دارة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان في خلدة وبحضور رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب وهي خطوة تعيد الى الاذهان ما كان طرحه الوزير وهاب سابقا إلى ضرورة لم الشمل على الساحة الدرزية في هذه المرحلة المفصلية، وحرصه الدائم على ضرورة معالجة الخلافات الدرزية الداخلية منذ حصول حادثة الشويفات وقبل وقوع حادثة قبرشمون، انطلاقا من قناعاته الثابتة على أهمية وحدة الصف الداخلي وتأكيده دائما على دور العمامات والمرجعيات الروحية في طائفة الموحدين الدروز، والتي تنحاز دوما إلى لغة العقل بما يحقق مصلحة أبناء الطائفة وتشديدهم على درء الفتنة وتحريم سفك الدماء بين أبناء الموحدين، وهذا ما أعلنه الوزير وهاب مرارا وتكراراً وإعلانه الوقوف خلف الموقف الذي تتخده الهيئات الروحية العليا في طائفة الموحدين الدروز، لأنه حتما سيصب في خانة وحدة الطائفة والتقارب بين مكوناتها السياسية ودرء الفتنة”.
وختم الأعور: “المطلوب اليوم هو مقاربة استباقية تقدّم مسحًا سياسياً واقتصادياً للأزمة اللبنانية وتشابكاتها الإقليمية، بسلاسة وموضوعية ورصانة ومسؤولية وطنية؛ حيث يبقى الهم الأول والأخير توحيد الكلمة والموقف بوحدة الصف الداخلي وتحصين قرى الشوف وعاليه والمتن وحاصبيا وراشيا التي يعاني اهلها كما بقية المناطق اللبنانية ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة تستوجب وحدة الصف الداخلي بعيدا عن أي حسابات سياسية ضيقة لهذا الفريق او ذاك. وختم الأعور بالقول : من ضاق صدره بأخيه وشريكه في الوطن وتوهم انه إذا أقدم على بتر يده تكتب له السلامة، عليه أن يتذكر دائما أن لا سبيل الى الحل المرتجى سوى الحوار ومد اليد والتحلي بالمنطق والعقل”.
المصدر: وكالة أنباء آسيا – يوسف الصايغ
https://www.asianewslb.com/?page=article&id=104973&fbclid
**