اعتبرت اوساط سياسية مواكبة للأزمة الحكومية، انّ احتكام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى الأمين العام ل”حزب الله” السيد نصرالله في الملف الحكومي “من شأنه ان يزيد الإحراج الذي يشعر به الحزب في هذه المرحلة”. ولفتت الى انّ “الحزب لا يستطيع من جهة أن يتجاهل مبادرة باسيل حيال امينه العام واستعانته به، على رغم كل الضغوط والاتهامات التي يتعرّض لها باسيل من الداخل والخارج بسبب تحالفه مع “حزب الله”، ولا يستطيع من جهة أخرى ان يتحمّل عبء الدور الذي طالبه به رئيس التيار، أولاً، لأنّه ليس الجهة الذي يتولّى تشكيل الحكومة حتى يقرّر حجم او وزن كل جهة فيها، مع ما يرتبه ذلك من تبعات. وثانياً، لانّه ليس في وارد زعزعة علاقته التحالفية مع الرئيس نبيه بري، سواء من حيث الشكل المتعلق بكونه صاحب المبادرة الذي دعمه فيها نصرالله مباشرة بل رشحّه لهذه المهمّة، او من حيث المضمون المتصل بالجوهر السياسي للمسائل التي هي موضع خلاف.
واشارت هذه الاوساط، الى انّه وبمعزل عن الموقف الذي سيتخذه الحزب من طرح باسيل، فالاكيد انّ هامش قدرته على البقاء محايداً يضيق، وبالتالي صار مطلوباً منه أن يكون أكثر حسماً في خياراته، ولو انّ الثمن المحتمل هو ان يزعل البعض منه، وذلك عملاً بالمثل الفرنسي القائل بأنّ “اذا اردت ان تصنع العجة فعليك ان تكسر بعض البيض”.
وفي هذا الإطار ومن جهتها، علقت مصادر “التيار الوطني الحر “لـ”الجمهورية” على مضمون مؤتمر الصحافي لرئيس التيار النائب جبران باسيل، معتبرة انه “يجب النظر الى ما اعلنه من مواقف من المنظار السياسي، وعدم التوقف عند العبارات التي صدرت منه بمضمونها الحرفي”.
ولفتت هذه المصادر، الى انّ توجّه باسيل الى الأمين العام لـ “حزب الله” السيد نصرالله في الشكل والمضمون الذي استخدمه يجب قراءته من هذا المنحى السياسي للامور، وخصوصاً عندما قال له “أعرف أنّك لا تخذل الحق”. فهو كلام يترجم موقف التيار واحترامه لالتزاماته تجاه الحزب. اما قوله “أنا جبران باسيل ومن دون أن أحمّلك أي عبء ومن دون أن أسلّم أمري وأمر من أمثّل أقبل بما تقبل به أنتَ لنفسك”، فالمقصود منه إنهاء مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لأنّه لم يكن وسيطاً نزيهاً على الاطلاق. كذلك رأت في قوله “هذا آخر كلام لي في الحكومة”، دعوة جديدة الى وضع إطار جديد لكل المساعي المبذولة من أجل تشكيل حكومة اسقطت تشكيلة الـ “8+8+8″ الى غير رجعة”.