تناول رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب تفاصيل أزمة تشكيل الحكومة ومصير المبادرات المطروحة والكلام على الإستقالات المحتملة من المجلس النيابي والإنتخابات النيابية المبكرة.
وفي حديث الى برنامج “باللبناني” عبر قناة “بالمباشر”، مع الصحافي رواد ضاهر، تطرق الى الوضع المعيشي والاقتصادي في ضوء الإتجاه لرفع الدعم.
كما تطرق الى المشهد الإقليمي في ظل الحوارات القائمة بين سوريا والسعودية كما بين إيران وأميركا.
ففي تفاصيل أزمة تشكيل الحكومة ومصير المبادرات المطروحة والكلام على الإستقالات المحتملة من المجلس النيابي والإنتخابات النيابية المبكرة، أكّ وهاب أننا نعيش في الإنهيار الذي قد يزيد مع رفع الدعم وقد نصل الى مكان لا نجد فيه أموال للدعم، ولكن بالمقابل إذا وُجدت الإرادة الجدية للنهوض فنحن نستطيع ذلك، ولكن يجب البدء بتشكيل الحكومة أولاً ولكن بتقديري ستكون دون سعد الحريري، لأن الحكومة مع سعد لن توصل الى مكان لأن الحريري لا يريد تشكيل حكومة لأنه خائف ومتردد ولا يرى أنه يستطيع أن يؤمن الدعم المطلوب لهذه الحكومة، مؤكداً أنه لا يمكن أن يكون هناك رئيس حكومة في لبنان لا تربطه علاقة مع السعودية.
ولفت وهاب الى أن الحريري لم يقدم تشكيلة حكومية بل كل ما قام به هو استفزاز وتحدٍّ لرئيس الجمهورية عبر تسمية وزراء مسيحيين، وتبين أنه عندما تدخل غبطة البطريرك والفرنسيين في التفاصيل تبيّن أن الحريري يتهرّب من موضوع التشكيل.
وأوضح وهاب أن رئيس الجمهورية لم يعد يريد الحريري رئيساً للحكومة وهنا يجب الفصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل، لأنه هنا يجب وضع معايير معينة في أن تسمي كل طائفة وزراءها، متسائلاً لماذا توقف مرسوم تعيين الـ 4 أعضاء في مجلس القضاء الأعلى؟.
وفي الإطار ذاته، استبعد وهاب اعتذار الحريري، متسائلاً هل سيشكل الحكومة بالسفر، فهو لا يقوم بأي مبادارات جدية، وكذلك الرئيس برّي لم يصل الى مكان مع الحريري في تشكيل الحكومة معتبراً أن الرئيس برّي طرف معطل ويميل الى سعد الحريري، ومضيفاً “حزب الله” لم يطرح نفسه وسيطاً بين الرئيسين عون والحريري على عكس الرئيس برّي الذي يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع.
ولم يرَ وهاب أي إنعاش لمبادرة برّي، لافتاً الى أن كل الوضع مرتبط بالخارج وساحاته التي هي ساحات نفوذ في لبنان، كما أنه مرتبط بالقمة الروسية – الأميركية وبموقف الرئيس الأميركي جو بايدن من الموضوع السوري والإيراني، وهذه جميعها عوامل تساعد في حل الأزمة في لبنان، موضحاً أن لا قيمة سياسية للحريري في ملفات المنطقة وأن كل الوضع اللبناني لا قيمة له في ملفات المنطقة إلا بأمرين: بما يعني “إسرائيل” وبما يخدم موضوع استمرار إقامة النازحين السوريين في لبنان.
ورأى وهاب أن لا قيامة للبنان بالتركيبة السياسية ذاتها التي أعلنت إفلاسها، وما نشهده اليوم هو إفلاس التركيبة السياسية والطاقم السياسي الموجود ومن الصعب إيجاد تركيبة جديدة لأن حتى المجتمع المدني بأغلبيته أظهر إفلاسه أكثر من تلك التركيبة السياسية، وجائع أكثر منها كما أنه مستزلم أكثر منها، ولكن جزء من هذا الطاقم السياسي مازال قوياً وقد يجدد نفسه في الإنتخابات المقبلة إذا جرت تلك الإنتخابات رغم كل الصياح الذي يجري اليوم الذي هو صياح تلفونات الذي لا يوصل الى تغيير، من هنا يجب محاولة إدخال 10 أو 15 شخصاً قادرون على إنشاء كتلة تغيير تبدأ بالضغط داخل المجلس من أجل التشريع الجدي وليس من أجل تشريع يتم رميه في الأدراج.
وفي الإطار ذاته، رأى وهاب أن لا قيمة للإستقالات في المجلس النيابي لأنه لا يمكن إسقاط المجلس مشككاً بحصول استقالات جديدة ولا انتخابات نيابية مبكرة.
وحول الإنتخابات الرئاسية المبكرة قال وهاب: طرحت مشروع الإنتخابات الرئاسية المبكرة في آذار المقبل أي قبل ستة أشهر من نهاية عهد الرئيس عون حتى لا نقع في الفراغ الرئاسي لأنه من العام 2005 حتى اليوم كنا ندخل في فراغ رئاسي، وبذلك يكمل الرئيس عون بصلاحياته كاملة ولكن يصبح هناك اطمئناناً بوجود رئيس جديد، وهذا الطرح طُرح في السابق أيام الرئيس سليمان فرنجية.
وفي السياق ذاته، رأى وهاب أن العهد ضُرب بالتسوية السياسية التي قام بها الرئيس عون مع سعد الحريري، فأتى الأخير رئيساً للحكومة ولكن لم يتم تنفيذ شيء مما أتّفق عليه، ويُحمّل العهد مسؤولية دون النظر الى صلاحيات الرئيس الذي لا يستطيع اليوم القيام بشيء دون وجود حكومة لأن الطائف ألغى صلاحيات رئيس الجمهورية واليوم اللواء عماد عثمان أقوى من رئيس الجمهورية وبإمكانه إلحاق الضرر بك أو يفيدك، موضحاً أنه لا يستطيع أن يأتي رئيس الحكومة وكل همه أن يفك عقدته بأنه سُنّي أكثر من غيره، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس الجمهورية لا يجوز أن يتصرف بأنه مسيحي أكثر من غيره، ولكن هذه المناكفة تظهر أكثر في رئاسة الحكومة لأن لدى سعد الحريري شرعية سنية أكثر من غيره ولا يتخلّى عن الحق السُنّي إن حاول أحد غيره تسلم رئاسة الحكومة، والأمور لا تسير على هذا النحو. فنحن نريد الحق اللبناني وليس الحق الدرزي ولا الحق السني ولا المسيحي ولا غيره، معتبراً أن لا حل إلا باختيار رئيس حكومة يؤمن إجماعاً عربياً، فالحريري أو غيره لن يستطيع أن يكون رئيس حكومة في لبنان ولديه منفذ عربي واحد هو سوريا وعلى خلاف معه، متسائلاً كيف نصدر زراعاتنا؟ وما المشكلة في أن يجلب الأميركي والإيراني الكهرباء الى لبنان، لافتاً الى أنه إذا إتفقنا مع الإيراني في موضوع الكهرباء سيقوم بإنشاء محطتين أو ثلاث محطات كهرباء كالتي ينشئها اليوم في اللاذقية في سوريا، مشيراً الى أن مجموعة من السياسيين في لبنان يقومون بهجوم منسق على بعض الدول لإرضاء دول أخرى.
وأضاف ما نريده هو حكومة عمل، ولتكن من 6 أشخاص ترسم خطة إنقاذية للكهرباء والنفايات والمياه والزراعة والصناعة وتبدأ بالعمل على المطار والمرفأ وغير ذلك لا نريد حكومة “طق حنك”، ولا أريد أن أسمع لا بيانات وزارية تافهة يرمونها في الأدراج لا طعم لها كما أنني لا أريد أن أسمع تصريحات، فإذا كان هناك خطة يمكن للبنان أن ينهض ويمكن لمصرف لبنان أن يعطي 6 مليار دولار ويخفض الإحتياط الى 10 مليار وسيلزمونه بذلك لأجل الإبقاء على الدعم وبذلك يؤجل الإنهيار.
ورأى وهاب أنه من المبكر الحديث عن مؤتمر تأسيسي جديد، لأننا في المجرور ونحن بحاجة لإزالة رائحتنا ونقوم بالحد الأدنى من الأمور.
وأوضح أن هذه الإدارة السياسية بكل مكوناتها معارضة كانت أم موالاة أثبتت فشلها وعدم قدرتها على إدارة البلد وأثبتوا أنهم لا يستحقون بلداً، متسائلاً هل اللبنانيون سيحاسبوهم أم سيأتون بهم مرة ثانية؟.
ورأى أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو الأبرو حظاً لرئاسة الجمهورية بالرغم من معارضة 14 آذار التي وصفها بسيارة متدهورة وما بقي منها زمامير لا قيمة لها، لافتاً الى أن الرئيس نبيه برّي هو الذي فرمل العهد.
وأعلن وهاب عن بدء التحضير للإنتخابات النيابية المقبلة مع الحزب الديمقراطي اللبناني والتيار الوطني الحر وسيتم التواصل مع “حركة أمل” و”حزب الله” وأن المروحة لم تكتمل بعد، معلناً تشكيل لائحة واحدة مع إرسلان والمقاعد الدرزية الأخرى الشاغرة ستترك للإشتراكي لملئها وليس لدينا مشكلة بذلك.
وأكّد وهاب أن الإنتخابات النيابية ستحصل في وقتها في ربيع 2022 ولا حجة لتأ|جيلها إلا إذا كان هناك حجة كبيرة.
وفي ما يتعلق بالمشهد الإقليمي في ظل الحوارات القائمة بين سوريا والسعودية كما بين إيران وأميركا، كشف وهاب عن انسحاب أميركي من المنطقة وتحديداً من شرق سوريا ما سيحدث زلزالاً سياسياً، إضافة الى ترتيبات تركية – روسية بموضوع شرق إدالب كما يتم الحديث عن عودة عربية جدية لسوريا، مؤكداً أن القنوات الأمنية السورية العودية لم تتوقف وهذا الحوار سيتطور أكثر هذه الفترة وقد يتم إعادة فتح السفارة السعودية في سوريا، معتبراً أن لا إمكانية للبنان من الخروج من أزمته من دون السين – سين، ومن ورائها الإيراني – الأميركي، موضحاً أنه من دون السين – سين لا إمكانية لخروج لبنان من أزمته لأن السعودية وسوريا لديهما نفوذ في لبنان شئنا أم أبينا وهما قادرتان على إنشاء معادلة معينة في لبنان قد تسهل الحل فيه، لافتاً الى أن الغالبية الساحقة من الطائفة السنية مع السعودية التي لديها أصدقاء في الطائفة الدرزية وبالمسيحيين وحتى لديها امتدادات في طوائف أخرى، معتبراً أن كل من الرئيس تمام سلام أو فيصل كرامي وعبدالرحيم مراد وأي أحد يمكنه أن يقلع في ظل تلك المعادلة.
وحول ما إذا كان بهاء الحريري سيكون مشروعاً سعودياً في لبنان، رأى وهاب أنه بداية يجب أن يكون مشروعاً لبنانياً قبل أن يكون مشروعاً سعودياً وهو سيأتي وسيمارس العمل على الأرض.
وردًّا على سؤال أين “حزب الله” من اللعبة الداخلية؟ أجاب وهاب: “حزب الله” لديه أهداف معينة في الداخل منها الهدوء ويهمه أن لا يحدث أي فتنة فيه سنية – شيعية أو مسيحية – سنية كما يهمه الموضوع الاجتماعي الذي يشكل عبئاً عليه، لأنه لا يستطيع أن يحمل ثلث اللبنانيين بأزمة اجتماعية – اقتصادية، وهو يحاول دائماً التشجيع على الحكومة، معتبراً أنه طالما الحريري يمثل الأكثرية السنية فإن “حزب الله” سيبقى متمسكاً به، أما إذا اعتذر الحريري سيكون هناك خيارات أخرى، موضحاً أن “حزب الله” لن يضغط على الحريري ليعتذر، إلا أنه على الحريري أن يقتنع أن الأبواب التي يراهن عليها أن تفتح أمامه فهي لن تفتح، وإذا لم تفتح السعودية بابها للحريري – حتى لو ظن نفسه ذو القرنين ونبوخذ نصر – فهو لا يستطيع أن يكون رئيساً للحكومة، وهذا ما يفرضه الواقع السياسي في لبنان معتبراً أن كل قوة بيت الحريري كانت لأن الرياض معهم، موضحاً أن الإتفاق بين دمشق والرياض أتى برفيق الحريري رئيساً للحكومة ونجح بإحداث نهضة اقتصادية في لبنان وقام بمرحلة إعمار معينة، ولكن إذا لم تفتح السعودية بابها للحريري لا معنى لأي حركة يقوم بها.
وحول موقف جبران من تسلم فرنجية للرئاسة رأى وهاب لضرورة أن يكون هناك توافق بين جبران وفرنجية برعاية “حزب الله”، لأن الخلاف بينهما أثر على كل فريقنا، و”حزب الله” قادر على ذلك ولم يعمد الى ذلك سابقاً لأنه بطبيعته لا يضغط على حلفائه بل ينصحهم ولكن الحالات الطارئة تلزم أكثر من نصيحة، لافتاً الى أن السيد حسن نصرالله قادر أن يمون عليهما.
وفي الختام، أكّد وهاب أن لا عودة لسوريا الى لبنان بالرغم من أن نفوذها مازال موجوداً فيه بتوافق سوري – سعودي معين على تركيبة معينة، مشدداً أنها لن تعود الى لبنان لأن مَن يشتمها اليوم من قوى 14 آذار سيكون معها.
وأضاف أن الإتفاق الإيراني – الأميركي سينعكس على كل المنطقة، وإذا ارتاحت سوريا يمكن أن نرتاح لأن هناك اقتصادين يقوم عليهما لبنان، والأمر الثالث هو أن يفرض الأميركي حل الدولتين بين فلسطين والكيان الصهيوني رغم أنني لا أؤمن بحل الدولتين لأنني مع فلسطين كل فلسطين، وهذه الملفات أساسية ويضاف إليها وقف الجموح التركي في المنطقة لأنه دمر الكثير من البلدان، موضحاً أنه إذا إدارة بايدن قادرة اليوم على التفاهم مع روسيا على بعض هذه الملفات وبدأنا نشهد نتائج إيجابية حول ذلك أعتقد أننا ذاهبون الى الإنفراج في المنطقة، معتبراً أن لا مخرج للبنان إلا بخطة نهوض جدية والسوق المشرقية التي ستنهض بلبنان لافتاً الى إمدادات الغاز العراقية التي أصبحت على الحدود السورية وباقي مراحل هذا المشروع تنتظر الإنسحاب الأميركي من شرق سوريا لإكماله، متسائلاً هل لبنان قادر على اللحاق بنفسه في تلك المشاريع أم سيبقى على ما هو عليه في الجدل السياسي القائم؟.