كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: كلّ انتينات ومنصّات الرّصد مصوّبة من كلّ الاتجاهات في الداخل والخارج، في اتجاه القصر الجمهوري و”بيت الوسط”، ترقباً لما اذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، سيتلقفان ايجاباً الدعوات المكثفة لهما، لطي صفحة الاشتباك وفتح صفحة التفاهم بينهما على تشكيل حكومة.
ومردّ هذا الرّصد، هو النتائج العكسية التي ارتدت عليهما في الاشتباك الأخير، وكان الأعنف في مسارهما الصدامي المستمر بينهما منذ تكليف الحريري تشكيل الحكومة في تشرين الأول من العام الماضي. حيث اكّدت الرسالة الرئاسية العنيفة ضدّ الرئيس المكلّف، والردّ الأعنف عليها، مع ما رافق ذلك من تصعيد متبادل من قبل فريقيهما السياسيَّين، انّ أفقهما مسدود بالكامل. وتلك النتائج ظهّرت على حلبة الصدام فرضيّة ان يكون قد ثبت للرئيسين، ما هو ثابت لكلّ الآخرين قبلهما، بأنّ لا غلبة لرئيس على رئيس، ولا يمكن لأي منهما ومهما تورّمت مشاعره وشحن اسلحته السياسية وغير السياسية، أن يُقصي أو يُلغي او يُخضع الآخر، وأنّ لا طائل من الاشتباك الدائر بينهما، الذي لم يأتِ لأيّ منهما بربح ولو ضئيل، اعتقد انّه يحصّنه، بل أصابهما معاً بأضرار وجروح سياسية ومعنوية عميقة، وأصاب معهما لبنان واللبنانيين القابعين في جحيم الأزمة بأفجع الخسارات.
الرئيسان تحت المجهر
الملاحظ منذ “جلسة الرسالة” أنّ الطرفين بدا كل منهما وكأنّه اكتفى بما قاله بحق الآخر، وتجنّبا التصعيد ما بعد تلك الجلسة، ما خلا ارتدادات بسيطة عبّرت عنها اصوات محدودة من هنا وهناك، في ما بدا أنّهما قرّرا، ومن دون ان يعلنا عن ذلك صراحة، ان يفسحا المجال لمساعي التبريد أن تأخذ مداها في الاتجاه الصحيح، بعدما بيّنت وقائع الجلسة وما احاط الرسالة والردّ عليها، انّهما وحدهما في معركة اختلط فيها السياسي بالشخصي، ولا نصير لهما من أي من المكونات السياسية، وحتى من حلفائهما. وعبّر عن ذلك بوضوح الموقف الذي صدر عن مجلس النواب في ختام تلك الجلسة.
وعلى ما يؤكّد معنيون بالملف الحكومي، فإنّ الرئيسين عون والحريري، وتبعاً لنتائج المواجهة الاخيرة بينهما والخاسرة لهما معاً، صارا حتماً تحت المجهر من الآن فصاعداً، بعدما رُميت الكرة اليهما معاً، بوصفهما الوحيدين اللذين يملكان مفتاح العقدة الحكومية، واخراج البلد من الوضع الشاذ الذي يتخبّط فيه لبنان منذ تكليف الحريري. وهو امر حثّهما عليه مراراً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي وسائر المراجع، وكذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي رسم امام شريكي التأليف خريطة الطريق المؤدية الى بلوغه، وتبعه بالامس الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في موقف مكمّل لخريطة بري، كان اللافت فيه انّه نأى بنفسه عن حليفه البرتقالي، فلم يساير حليفه رئيس الجمهورية، بل وزّع المسؤولية بالتساوي عليه وعلى الرئيس المكلّف ودعاهما الى الجلوس معاً حتى يتفاهما على حكومة، واضعاً البلد امانة في ايديهما كما قال.
مبادرة بري
في معلومات “الجمهورية”، انّ رئيس المجلس قد ادار محركات مبادرته وبزخم لافت هذه المرّة، في اتجاه نزع الصواعق المعطلة للتأليف. وبدا جلياً من النتائج الاولية لهذه الحركة، انّ الاطراف تبدي ليونة في هذا الاتجاه.
على انّ هذه الليونة على اهميتها، كما يؤكّد معنيون بحركة الاتصالات لـ”الجمهورية”، تبقى ليونة نظرية ما لم تقترن بترجمة جديّة وملموسة لها. ورئيس المجلس يسعى اقصى طاقته في سبيل إحداث ثغرة في جدار التعطيل، ونجاح مهمته مرهون بشراكة الأطراف السياسيين معه بالتجاوب جدّياً مع هذا المسعى، فيد واحدة لا تستطيع ان تصفق وحدها، بل يحتاج الامر الى يدين اثنتين، وهنا تقع مسؤولية سائر الاطراف، وتحديداً الرئيسين عون والحريري، حيث انّ كرة تسهيل التأليف بيدهما حصراً.
ويعكس هؤلاء المعنيون نوايا ايجابية اولية تحيط بحراك بري، لكن العبرة دائماً في الخواتيم، وبالتالي الى ان تتبدّى الترجمة الجدّية والصادقة لتلك النوايا الظاهرة، يبقى الركون واجباً الى التجارب السابقة التي توجب التقيّد بالقاعدة القائلة “ما تقول فول حتى يصير بالمكيول”.
الكل مهشّمون
في السياق ذاته، تجنبت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” الحديث عن إمكان بلوغ خواتيم ايجابية سريعاً، وفضّلت ان تبقى حذرة، في انتظار الدخان الابيض من مدخنة الشريكين في التأليف، معتبرة ان ما تشيعه اوساط الرئيسين عون والحريري عن رغبتهما في تأليف الحكومة بمعزل عن كلّ ما جرى، ايجابية نظرية تحتاج الى ترجمة عملية. وقالت: “كل الاطراف صارت في حاجة الى مخرج، بعد النتيجة التي افضت اليها المواجهة السياسية التي دارت اخيراً بين عون والحريري وفريقيهما السياسيين، حول الرسالة الرئاسية الى مجلس النواب والردّ القاسي عليها، والتي وضعت اطراف هذه المواجهة امام افق مسدود، واخرجتهما من حلبة الاشتباك مهشَّمَين سياسياً ومعنوياً، ما يفرض عليهما النزول عن السقوف العالية التي عطّلت تشكيل الحكومة بشروط متصادمة”.
وبحسب المعلومات، فإنّ حركة الاتصالات التي بدأ الرئيس بري بإجرائها، سواء عبره شخصياً، وكذلك عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، انطلقت على قاعدة انّها اتصالات مفصلية تسابق الوقت، ذلك انّ السقف الزمني الذي حدّده رئيس المجلس لبلوغ خواتيم ايجابية لا يتعدّى اياماً معدودة، وفي يقينه انّ الامور إن تجاوب الاطراف وسلوكهم المنحى الايجابي سيفضيان الى نتائج سريعة جداً، وتبصر الحكومة النور في غضون ايام قليلة.
وتشير المعلومات، الى انّ اتصالات بري شملت الرئيس المكلّف سعد الحريري، الذي تؤكّد مصادر موثوقة عودته الى لبنان في وقت قريب جداً، يستهلّ وصوله الى بيروت بزيارة يقوم بها الى القصر الجمهوري. وكان الملف الحكومي حاضراً من مختلف جوانبه بين الرئيس بري والرئيس فؤاد السنيورة.
وكذلك شملت اتصالات رئيس المجلس، رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عبر النائب علي حسن خليل، حيث لاحظ المعنيون بحركة الاتصالات انّ باسيل يقارب مسألة التأليف بروحية ايجابية مختلفة عن السابق، وعبّر صراحة عن استعداده على الانفتاح على اي أفكار تفضي الى تفاهم على حكومة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف.
العقدة الاخيرة
وكشفت مصادر معنية بحركة الاتصالات، بأنّ نحو 90 في المئة المسافة الفاصلة عن تأليف الحكومة متفق عليها، فكل الاطراف قد حسمت التوافق على حكومة من 24 وزيراً، وعلى قاعدة 8-8-8، ولا ثلث معطلا فيها لأي طرف. والشغل يجري على الـ10 في المئة المتبقية، لتفكيك العقدة الاخيرة المتمثلة بحسم مصير الوزيرين المسيحيين من خارج حصتي رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف في الحكومة.
واعادت المصادر التأكيد على دور اكيد للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي في حسم الخلاف حول الوزيرين، مع الاشارة هنا الى تناغم واضح بين البطريرك الراعي والرئيس بري حول الملف الحكومي. والاتصالات الاخيرة التي جرت بينهما، وخصوصاً يوم عيد الفطر، عكست قراءة مشتركة بينهما بضرورة الوصول الى حكومة سريعاً، والتأكيد على بذل كل جهد ممكن في هذا الاتجاه، وخصوصاً في ما يتعلق بحسم مصير الوزيرين المسيحيَّين.
حبّة مسك
في هذا الوقت، اكد مصدر سياسي عامل على خط التأليف لـ”الجمهورية” ان المساعي التي سبقت جلسة مجلس النواب وتَلتها لم تتوصّل بعد الى حلحلة او انفراج.
وقال المصدر انّ سفر الحريري فرملَ نوعاً ما هذا التواصل، حتى ولو انّ خط الهاتف شغّال، فوجوده شخصياً في بيروت يختلف عن غيابه وبالتالي نحن في انتظار عودته، واعتقد انه سيكون في بيروت خلال الساعات المقبلة.
وحول العقدة المتبقية قال المصدر: لنوضح بداية ان لا حكومة اسمها 8-8-8 إنما هناك 8 نواب يشكلون حصة رئيس الجمهورية مع تكتل لبنان القوي الذي يطالب كذلك بتسمية الوزيرين المسيحيين، يعني عملياً اننا امام 8+2 اي 10 وزراء يعني الثلث +1+1 وهذا هو لبّ المشكلة، أي ثلث ضامن وحبة مسك، وهذا طلب ليس بالمباشر إنما بالمواربة.
ولفت المصدر إلى أنّ باسيل يُبدي ايجابية في تعاطيه هذه المرة ومنفتح على النقاش، لكن عقدة تسمية الوزيرين لا تزال قائمة. وقال: جلسة مجلس النواب كانت فرصة أعادت “الحكي والتواصل في ما بيننا”، لكن لا نريد المبالغة لأنه واضح انّ الطرفين يلعبان على الرأي العام.
وحول كلمة باسيل داخل المجلس وانه يريد حكومة يترأسها الحريري وما اذا كان هذا الكلام خطوة الى الامام، قال المصدر: المشكلة لا تزال موجودة لأنّ الاساس رسالة عون التي قال فيها للحريري عملياً “أنت عاجز ولا تستطيع تأليف حكومة”، خاتماً انّ مفتاح الحل هو تشكيل حكومة. وهناك فرصة حالياً اذا ما وضعت الاطراف الحالية أقدامها على الارض وتواضَعت، وإلّا عملياً وبدءاً من حزيران واذا ما فشلت المساعي في جولتها الجديدة، فإننا حتماً سنطوي صفحة التشكيل وننطلق الى التحضير للانتخابات التي يفرضها التوقيت.
بعبدا والتيار
وفيما عكست اجواء القصر الجمهوري ترقّباً لمسار الاتصالات الجارية، مع التأكيد على اولوية تشكيل حكومة، قالت مصادر “التيار الوطني الحر” لـ”الجمهورية”: “انّ الاتصالات تتسارع، وكما هو واضح انّ الرئيس بري يقوم بحراك في هذه الفترة، يؤمل ان يؤدي الى ايجابيات، اذ لا شيء يمنع ابداً من بلوغ هذه الايجابيات، والنائب باسيل اشار الى ذلك في كلمته في مجلس النواب”.
ورداً على سؤال، قالت المصادر: “إنّ خيار استقالة نواب “تكتل لبنان القوي” من مجلس النواب ليست مطروحة الآن، والكلمة حالياً هي للاتصالات التي تجري. لكن في خلاصة الامر، لا يمكن القبول بأن تبقى الامور على ما هي عليه من شلل وتعطيل وفراغ في الحكومة”.
الحزب: الأجواء جدّية
وقالت المصادر، انّ التواصل تكثف في الساعات الاخيرة على خط عين التينة – “حزب الله”، حيث رفد الحزب مسعى بري باتصالات متتالية على خط رئاسة الجمهورية وتحديداً مع النائب باسيل. وقالت مصادر حزبية لـ”الجمهورية”: “انّ الاجواء جدّية هذه المرة، والاتصالات تجري في كل الاتجاهات، وستتواصل لتحقيق اختراق، ويفترض ان تتزخم اكثر مع عودة الرئيس المكلّف”.
ورداً على سؤال قالت المصادر الحزبية: “نجزم بشدة انّ مشكلة الحكومة محض داخلية، ولا وجود لأي عامل خارجي معطّل لتشكيل الحكومة. ونؤكّد في الوقت نفسه، أنّه إن صفت النيات وصدقت فإنّ تأليف الحكومة سيكون قريبا، وقريبا جداً”.
واشارت المصادر الحزبية الى أنّ “حزب الله” يعوّل على نجاح الرئيس بري في المسعى الذي يقوم به لانجاز تشكيل حكومة، وهذا ما اشار اليه الامين العام السيد حسن نصرالله.
وكان نصرالله قد اعتبر في كلمة متلفزة وجّهها في مناسبة عيد المقاومة والتحرير، انّ كرة تأليف الحكومة في يد الرئيسين عون والحريري. وتوجّه اليهما قائلا: “البلد امانة بين ايديكما، والمسؤولية عندكما لأنكما المسؤولان عن تشكيل الحكومة الجديدة”.
واكّد نصرالله انّ المشكلة داخلية بحتة، ورأى “انّ ثمة طريقين الى الحل، الأول ان يزور الرئيس المكلّف القصر الجمهوري ويعقد مع رئيس الجمهورية جلسات متواصلة حتى الاتفاق على حكومة، والثانية الاستعانة بصديق، والصديق الوحيد القادر على ان يبادر وان يقدّم المساعدة هو الرئيس بري لموقعه ومكانته السياسية وتجربته الشخصية، ونحن في “حزب الله” حاضرون ان نساعد الرئيس بري، وادعو الكل الى ان يساعدوه”.
مباركة عربية
في هذا الوقت، أكّدت مصادر ديبلوماسية عربية لـ”الجمهورية” ضرورة استجابة المسؤولين في لبنان للتحرك الذي يقوم به الرئيس نبيه بري الهادف الى حمل الاطراف في لبنان الى التفاهم على تشكيل حكومة.
وقالت المصادر: “انّ الاسرة العربية تعتبر انّ المحنة التي تضرب لبنان صارت من الصعوبة، ما بدأ ينذر بصعوبات كبيرة إن استمر الحال على ما هو عليه من فراغ حكومي. وهذا يحتّم على المسؤولين في لبنان عدم التباطؤ في انتهاج المسار الذي من شأنه أن يحتوي تلك الصعوبات قبل وقوعها، ويزيل معاناة الأشقاء في لبنان، بدءًا من التوافق فوراً على تشكيل حكومة تعيد الامل، وتمكن لبنان من استعادة موقعه ودوره الى جانب اشقائه العرب وفي المحافل الدولية”.
ورداً على سؤال، قالت المصادر: “إنّ المجتمع الدولي، وكذلك الاسرة العربية، يعتبران انّ المسؤولية الكبرى في سياق الحل، تقع على الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، في فتح صفحة التفاهم بينهما والتعاون على تشكيل حكومة. ونأمل ان يتمّ ذلك في القريب العاجل”.
وقالت المصادر: “نحن نؤيّد الجهود التي يبذلها الرئيس نبيه بري، ونأمل ان تبلغ الغاية المنشودة منها، خصوصاً وانّها تشكّل فرصة ثمينة لتمكين لبنان من تجاوز المحنة القاسية التي يمر فيها، ويغمرها شيء من التفاؤل في ان تلقى جهود رئيس مجلس النواب تجاوباً من القادة السياسيين”.
ولفتت المصادر الى انّ “التطورات الاخيرة في لبنان (في اشارة الى الجو المشحون الذي ساد مع الرسالة الرئاسية وردّ الرئيس المكلّف عليها) عزّزت القلق والخشية من دخول لبنان في ارباكات سياسية ودستورية وربما غير ذلك وعلى نحو اخطر. نحن راقبنا مسار الامور وتطور الخطاب السياسي بين الاطراف وكنا حذرين جداً، ولكن ما نستطيع قوله في هذا السياق هو انّ ارانب الرئيس بري قد انقذت لبنان من ازمة كبيرة”.
مصر
واللافت في السياق نفسه، حماسة الديبلوماسية المصرية في تمكين المسؤولين في لبنان من صياغة تفاهمات في ما بينهم تعجّل بولادة الحكومة وتباشر في اتخاذ الخطوات الاصلاحية والانقاذية للبنان. وقالت مصادر معنية بالحراك المصري لـ”الجمهورية”: انّ مصر، وكما عَبّر السفير المصري في لبنان ياسر علوي بعد لقائه الاخير مع الرئيس بري، تعتبر ان مبادرة رئيس مجلس النواب تشكل السبيل للانقاذ في لبنان والتفاهم على حكومة يحتاجها الشعب اللبناني.
ولفتت المصادر الى ان ما اكد عليه السفير علوي، يعكس حرص مصر على ان تكون حاضرة دائماً الى جانب الاخوة في لبنان، ورغبتها في ان ترى لبنان قد استردّ عافيته، وينعم بهدوء واستقرار يخرج الشعب اللبناني من الواقع المأساوي الذي يعيشه، وهي لهذه الغاية تحثّ الجميع على التعاون والشراكة في صياغة الحلول والتفاهمات”.
دعم أميركي
على انّ التطور البارز الذي تزامَن مع إطلاق رئيس المجلس لمحركات اتصالاته التوفيقية، تجلى في زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا برفقة نائب رئيس البعثة الديبلوماسية الاميركية الجديد ريتشارد مايكلز القصر الجمهوري ولقائها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك الى عين التينة ولقائها الرئيس بري. وايضا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.
وعلمت “الجمهورية” ان شيا قصدت من جولتها التعريف بالمسؤول الجديد الذي سيكون نائبا لها أثناء فترة غيابها عن بيروت وهي ستغادرها في الساعات المقبلة في زيارة الى بلادها ستستمر حوالى اسبوعين على الأقل.
وكانت اللقاءآت مناسبة لتتوقف شيا امام الجديد على اكثر من مستوى ولا سيما المساعي المبذولة لتشكيل حكومة جديدة ولتحض المسؤولين على ضرورة القيام بهذه الخطوة باسرع وقت ممكن بعدما جددت تاييد بلادها لكل مسعى يقود الى هذه الخطوة الإيجابية كما بالنسبة الى ضرورة معالجة ترددات الازمة النقدية والاجتماعية. وقد أدرجت مصادر مطلعة حركة السفيرة الاميركية في خانة الدعم المباشر للجهود الرامية الى تشكيل حكومة.
حضور روسي
وكان اللافت في موازاة ذلك، الحضور الروسي على خط عون الحريري، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية انّ الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الاوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية الروسية مخائيل بوغدانوف استقبل امس الممثل الخاص للرئيس سعد الحريري، جورج شعبان، وجرى خلال اللقاء تبادل معمّق لوجهات النظر للأوضاع في الشرق الاوسط مع التركيز على الوضع في لبنان.
واشارت الخارجية الروسية الى انّ البحث تناول بشكل اساسي مهمة تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الحريري قادرة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الملحّة والحادة الماثلة امام لبنان. واكد الجانب الروسي على موقفه المبدئي الثابت في دعم سيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه وكذلك الاستقرار للبنان الصديق.
كذلك استقبل بوغدانوف مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون الروسية أمل أبو زيد. وخلال اللقاء، ناقش الطرفان تطوّرات الأوضاع في الشرق الأوسط، ولا سيما في لبنان، وأكّدا على أهمية مواصلة الجهود لتشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة الحريري بهدف تجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان بأسرع وقت ممكن. وجدّد الجانب الروسي دعمه لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وحق اللبنانيين في اتخاذ القرارات، بشكل مستقل ومن دون تدخل خارجي، في جميع القضايا الوطنية وذلك على أساس الحوار والاعتبار المتبادل للمصالح المشروعة.
قائد الجيش في الايليزيه
من جهة ثانية، وفي تطوّر فرنسي لافت، استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الايليزيه امس، قائد الجيش العماد جوزف عون، وعرض معه وضع المؤسسة العسكرية والتحديات التي يواجهها الجيش في هذه المرحلة. وشدد ماكرون على اهمية دعم الجيش اللبناني لما في ذلك من استقرار للبنان.
وكان قائد الجيش قد التقى قبل ذلك نظيره الفرنسي، كذلك التقى وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي التي شددت على ضرورة دعم الجيش الذي يعتبر الركيزة الاساس لوحدة لبنان واستقراره.
وشكر العماد عون فرنسا لدعم الجيش، وقال ان الجيش يمر بأزمة كبيرة آيلة للازدياد بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي الذي يعانيه لبنان، والذي قد يزداد سوءاً عند رفع الدعم.
وفي السياق، علمت “الجمهورية” أنّ فرنسا دعت العماد عون لزيارتها “بهدف تجديد ثقتها بالجيش اللبناني”. وتمحورت لقاءات العماد عون على “ضرورة دعم الجيش اللبناني، العمود الفقري للبلاد”، ولمس عون “استشعار فرنسا بالخطر من انهيار البلاد في حال تزعزع الجيش”.
وأطلع عون جميع مضيفيه على حاجات الجيش اللّبناني التي لا تقتصر فقط على السلاح، بل تنسحب على حاجات أخرى أبرزها دعم العسكر خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان وانعكاسها على راتب العسكري ووضعه المعيشي”.
كذلك، علمت “الجمهورية” أنّ وزيرة الدفاع الفرنسية أطلعت “العماد عون أنها في صدد إعداد مؤتمر برعاية الأمم المتحدة لدعم الجيش اللبناني”.
وبحسب معلومات “الجمهورية” أيضاً، فقد اختتم العماد عون زيارته الى فرنسا بلقاء جَمعه بماكرون، الذي جدد خلال لقاء الـ 30 دقيقة “التأكيد على ثقة فرنسا بالجيش اللبناني، ودعمها المستمر له”.