السادس والعشرين من أيار 2006، ليس يوماً عاديا في روزنامة التاريخ، بل هو إشراق فجر جديد، صاغ للوطن هويته، على ثابت التغيير من أجل الكرامة والحرية.
بالفكر، بالوعي، بالتحرر، رأى مؤسّس ورئيس الحزب وئام وهاب، أنّ غياب التحول السياسي والثقافي في بناء مجتمع تسوده التعددية والعدالة الاجتماعية هو السبب الأول لما حلّ ويحلّ بوطننا، فأسّس الحزب َمع مجموعة من المتنورين والمستقلين للخروج من حالة الويل، ووضع عقيدة ومبادئ تقوم على العلمانية العابرة للحدود والطوائف والمذاهب والعصبياتِ الضيقة ورفض كل اشكال الجور والظلم والاستغلال والاقطاعية والحرمان وتقديسه الحريات العامة وحقوق الانسان.
واستمرّ حزب التوحيد العربي، حركة تغيير وتحرر، ، وشكّل التوحيديون نبض الثورة وأكسير هذا التحرر، وهم فعلوا فعلاً عظيماً بما قدّموا من تضحيات وشهداء في مواجهة كل أشكال الظلم والغزوات والاحتلال.
لقد كان حزب التوحيد العربي في طليعة المنادين لمحاربة الفساد و رفضه الواقع المعيشي والاقتصادي المتردّي في لبنان، وقد شكل موقفه صرخة وطنية بوجه سياسات الطبقة السياسية الحاكمة منذ التسعينات والتي قامت على قهر اللبنانيين وافقارهم، وقد ساعدت هذه الصرخة التي تكللت بدماء شهيد بني معروف محمد ابوذياب على الانطلاق باتجاه مرحلة جديدة بدأت تتفكك فيها المنظومة السياسية والمالية الفاسدة لصالح قيام فرصة التغيير الحقيقي بوجه هذا النظام الطائفي المقيت الذي نرفضه، وتفويت الفرصة امام ازلامه لإعادة إنتاج انفسهم مجدّداً وبوظائف جديدة تخدم رعاتهم ومصالحهم.
ان حزب التوحيد العربي، ليس طارئاً في الدفاع عن كرامة الانسان ورفع راية الأحرار وحمل هموم الناس والدفاع عن لقمة عيشهم ومصالحهم والوقوف إلى جانب مطالبهم المحقة، فالرئيس وئام وهاب وضع مشروعا متكاملاً للتغيير السياسي وإزالة الكراهية التي جلبت الويل على أبناء الوطن وتحديدا في مناطق الجبل حروباً وتشظياً وانقسامات، وحوّلت هذا الجبل من كونه نطاق ضمان للفكر الحرّ والتعددية إلى حقول ألغام طائفية ومذهبية هدّامة للتكامل الوطني .
ان التوحيد العربي ثقافة ونهجاً؛ خيار لن نحيد عنه؛ وهو يقوم على ترسيخ ثقافة المقاومة ضدّ العدو الصهيوني وضدّ الإرهاب والتطرف؛وعلى مواصلة حمل مشروع قيام تكتلات إقليمية عربية مشتركة، للتكافل والتساند السياسي والامني والاقتصادي والحفاظ على الدور والهوية العربية، والتمسك بعناصر التعاون العربي في مواجهة كلّ الأجندات التي تستهدف منطقتنا بقوتها وحريتها وسيادتها.
أن حزب التوحيد العربي مستمر على نهجه العروبي بالوقوف مع سوريا بكلّ مؤسّساتها في مواجهة قوى الإرهاب والتطرّف وضدّ مشاريع التقسيم التي تستهدف النيل من سوريا دوراً وموقعاً؛ كما التصدّي لخطر وأطماع الاحتلالين التركي والصهيوني. كما إن تحرير فلسطين يبقى جوهر صراع التوحيديين وبوصلتهم القومية، فالحروب التي استهدفت بلادنا، هدفها تصفية القضية الفلسطينة إنفاذاً لـ “صفقة القرن”، والقضاء على المقاومة التي هي الخيار الوحيد لمواجهة الغطرسة “الإسرائيلية” وعمليات الاستيطان والتهويد، وصولاً الى تقويض الاحتلال وتحرير فلسطين كل فلسطين . في الذكرى ال 15 لتأسيس حزبنا التوحيدي تحية وفاء لمؤسس مسيرة التغيير الرئيس وئام وهاب وإلى كل الرفاق، رفاق الدرب، رفاق الأيام المرة قبل الحلوة، الأوفياء المخلصين الشجعان؛ ومهما اشتدت الظروف وقسوة الأيام؛ فالعقيدة التوحيدية ثابتة ولا تبدلها أو تغيرها الصعوبات. سنبقى معا نكافح ونواجه ونحافظ على توحيدنا وأرضنا وكرامتنا، إلى يوم القيامة.
**