ووفقا لصحيفة “اسرائيل اليوم” فان الخطوة الدراماتيكية في الحرب الدائرة، كانت في الهجوم على شبكة الأنفاق الدفاعية لحركة حماس، التي تسمى “المترو”، وووفقا للمعلومات شاركت في العملية 150 طائرة قتالية أطلقت أكثر من 450 قذيفة، في هجوم منسق تواصل لأكثر من نصف ساعة. ومع أن الأنفاق تضررت بشدة، اقرت الصحيفة بان الفكرة العملياتية لم تنجح، فقد كانت النية أن يتم قتل المئات من مقاتلي حماس وقتلهم، في خطوة كان يفترض أن توفر صورة نصر حاسم للمعركة.
حماس لم “تشتر” الخدعة
وبحسب الصحيفة، جرى التخطيط لهذه العملية منذ عدة سنوات وهي تقوم على عملية تضليل ميدانية واعلامية. وكان التخطيط يقوم على أن تصدق حماس بأن الجيش الإسرائيلي يوشك على اجتياح بري إلى القطاع مما يدفعها الى ارسال رجالها إلى الأنفاق، حيث سيلقون حتفهم هناك. وقد عرضت هذه العملية على “الكابينت” عدة مرات في الماضي، وجرى التفكير بتفعيلها في تشرين الثاني 2018 بعد عملية فاشلة للوحدة الخاصة في خان يونس، التي قتل فيها المقدم “م”، وأدت إلى تصعيد قصير في الجنوب. والإذن الذي لم يصدر لها في حينه أدى إلى استقالة افيغدور ليبرمان من منصبه كوزير للدفاع، وصدر الآن فخرجت العملية إلى حيز التنفيذ تحت اسم “جنوب أزرق”. غير أن حماس لم تشتر الخدعة الإسرائيلية؛ على الرغم من ان الدبابات تقدمت باتجاه سياج القطاع وأطلق الناطق العسكري تلميحات إلى وسائل الإعلام الدولية يفهم منها بدء الاجتياح البري لغزة، ولكن قلة من رجال حماس نزلوا إلى الأنفاق، وليس واضحاً كم منهم قتل فيها إذا ما قتلوا أساساً…!
وبحسب الاعلام الاسرائيلي، حاول الجيش الإسرائيلي عرض العملية كنجاح، دون أن يكشف الجزء المركزي في الخطة الذي فشل، لان ضرب الأنفاق لم يكن الأمر الأساسي… أما الخدعة، فلم تعط الثمار المخطط لها بل تسببت بانتقاد شديد ضد إسرائيل من جانب وسائل إعلام مركزية في العالم، احتجت على أن الناطق العسكري كذب عليهم واستخدمهم عن قصد في الترويج لعملية كانت مجرد خدعة.
الخروج من “المأزق”؟
وازاء “حنكة” القيادة العسكرية لحركة حماس التي لم تبتلع “الطعم”، وفي ظل مراجعات امنية عميقة في “اسرائيل” حول اسباب فشل العملية، وانطلاقا من الخوف من رد فعل حزب الله على احتمال نجاح ضربات “نوعية” مماثلة، خرجت اصوات عدد من المحليلين الاسرائيليين لمطالبة القيادة الاسرائيلية ”بالتواضع” في طموحاتها وعدم الدخول في مغامرات غير محسوبة، باعتبار ان الانجاز الاهم راهنا لاسرائيل هو عدم جر جبهات أخرى للتصعيد، ولهذا يتعين أن تنشغل القيادة السياسية والعسكرية الان، بقدر أقل في البحث عن صور النصر، وبقدر أكبر على منع اشتعال شامل، ومحاولة جباية أثمان أخرى من حماس وربما تصفية بعض من مسؤوليها لاحقا، على أمل تعميق الردع حيال غزة في اليوم التالي!
**