إعتبر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في حديث لقناة الـ “أو.تي.في” ضمن برنامج “رح نبقى سوا”، مع الإعلامي جورج عقل، أن “فلسطين اليوم أعادت الصراع الى حقيقته والى أرضه، وهي تواجه في الداخل، ولا بد أن نوجه التحية الى شخصين ساهما بوصول الصواريخ الى قطاع غزة وهما قائد فيلق القدس سابقاً قاسم سليماني، والقائد الجهادي في “حزب الله” عماد معنية”، فهم الذين ساهموا بوصول الصواريخ الى القطاع”، مبيناً أنه “ليس تفصيلاً أن تقصف تل أبيب بهذا الكم من الصواريخ، وأن نرى الحرائق مندلعة في مناطق تل أبيب رداً على الجرائم المرتكبة بحقنا جميعاً”، لافتاً الى أن “المعركة على أسوار الكيان الذي لن يعيش أكثر من 30 سنة”، مثنياً على مواقف الرئيس الأميركي جو بايدن التي تشكّل إتزاناً وعقلانية معينة في كل المواضيع والقضايا، موضحاً أن “العالم يمكن أن يكون أفضل مع الرئيس جو بايدن”.
وشدد وهاب على أنه “لا يجب أن يستخدم الإسلام في عمليات التخريب والسياسة”، مشيراً الى أن “مشروع الإخوان المنافقين سقط”، موضحاً أننا “كنا على أبواب مشروع إخواني في المنطقة أسقطوا تونس وحاولوا إسقاط سوريا والعراق وليبيا وفشلوا في ذلك”، والفضل في إسقاطه يعود أيضاً الى موقف الشيخ محمد بن زايد من “الإخوان المسلمين” وإنقلابه عليه من خلال دعمه للجيش المصري ومصر للقضاء على مشروع الإخوان ما أسقط خطة أردوغان في أن يأخذ سوريا والأردن والعراق منهما الى الخليج ولكن خطته فشلت”.
كما أثنى وهاب على مواقف ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معتبراً أنه “لا يمكن أخذ ما يفعله تفصيلياً اليوم، فالجميع يعاني من الإرهاب التكفيري الذي أنتج مدرستين مدرسة وهابية وأخرى تكفيرية وهنا يجب التنبّه لأهمية الإنقلاب على مشروع الإرهاب وهذه الخطوات ما كانت لتحصل لو لم يأخذ بن سلمان هذا الموقف الجريء، معلناً عن ثورة في موقف الأمير محمد بن سلمان ما قد يعيد الإسلام الى أصوله كدين محبة وتسامح وليس دين سياسي، ومضيفاً “ولي العهد السعودي الملك محمد بن سلمان رجل تطويري ولديه قرار بتطوير وجه المملكة نحو الأحسن، لافتاً الى أن الأمير محمد بن سلمان منذ توليه العهد إنسحب من الملف السوري وقلل من الجيش في التحالف العربي”، مبيناً أنه “يوجد قرار شبه رسمي وشبه إجماع عربي على ضرورة عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، والأهم حالياً هي عملية إعادة إعمار سوريا”، لافتاً الى أن “الرئيس السوري بشار الأسد صمد وربح الحرب التي فرضت عليه، واليوم هناك حرباً اقتصادية كبيرة ولكن الفرج قريب للشعب السوري، وأيضاً هناك فرج قريب للشعب اللبناني إذا تم اتخاذ القرارات والمبادرات الصحيحة”.
وأوضح وهاب أن “العرب بحاجة لسوريا والعكس لذا تحدثت عن التحالف الخماسي (سوريا ومصر والعراق والإمارات والسعودية) الذي يمكن أن يقف في وجه أطماع التركي في المنطقة، لافتاً الى أن “الإيرانيون و”حزب الله” قدموا التضحيات في سوريا لدعم صمودها واليوم اختلف الوضع في المنطقة مع وجود حوار سعودي – إيراني مفتوح، مجدداً تأكيده على حاجة المنطقة لمنظومة سياسة وأمن عربي لدرء المخاطر عن المنطقة”، مؤكداً على أن “سوريا قادرة أن تلعب دوراً كبيراً في المنطقة وقادرة أن تلعب دوراً في إستقرار لبنان والعراق، معتبراً أن “ما قام به الرئيس بشار الأسد ونحن على أبواب إعادة انتخابه ما كان لأحد أن يفعله”، مؤكداً أن لا “عودة للجيش السوري الى لبنان”.
وفي إطار آخر أوضح وهاب أن “توقيف الرئيس سعد الحريري في السعودية كان لجرم قضائي فليعالجه”، لافتاً الى أن “السُّنة أمة لا تملك عقدة التعلق بالشخص”، متوجهاً الى الرئيس الحريري بالقول: “تأدّب قليلاً والجميع يعرف أنك أخذت 5 مليارات لإنشاء مؤسسات للسنة ولم تفعل شيئاً، متسائلاً ماذا قدمت لطرابلس عاصمة السُّنّة، ولا تنزعج إذا تحدث أحد عن أخطائك، وإذا كان لديك مشاكل عالجها، ولماذا لا تشكل الحكومة حتى الآن؟.
وكشف وهاب عن أن “معركة الرئيس عون اليوم هي الحفاظ على الدعم، لافتاً الى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يستطيع تأمين 6 مليارات في حال هناك خطة إنقاذ ولكن لن يفرط بالاحتياطي، مشيراً الى أن “المستودعات مليئة ولكن التجار بحاجة لفتح اعتمادات لها في المصرف المركزي”.
وكشف وهاب عن مضمون زيارته لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وهو للتأكد من موضوعين: أولهما التيار الوطني غير متمسك بوزارة الطاقة والموضوع الثاني أن ال 8+1 خارج حسابات التيار الوطني الحر، لافتاً الى أن الحريري عبر التأجيل في التشكيل يحاول الهرب من شروط صندوق النقد الدولي التي ستكون قاسية لأنها ستكون كالشروط المتبعة في أوروبا، لذلك طلبت منه الإستقالة والاعتذار، متهماً وسائل الإعلام ببث الأكاذيب حول عقد التشكيل مشدداً على أنه ليس هناك موضوع ثلث معطل ولا مشكلة في حقيبة وزارة الطاقة”.
وإذ رأى أن “الرئيس نجيب ميقاتي وفؤاد مخزومي وعبد الرحيم مراد هم بدائل جدية عن الحريري”، أكّد وهاب أن “لا جو شارع حالياً طالما الدعم موجود”.
ورفض وهاب التطرق الى ملف البواخر لأنه ملف سياسي قائلاً “إما أدخل في معركة منزهة هدفها الإصلاح أو لا أدخل في معارك غب الطلب”.
وفي توصيف للوضع الحالي في لبنان رأى هاب أننا وصلنا الى أكثر من القعر، ولكن لدينا قدرة على النهوض بالقضاء على الطبقة السياسية الحاكمة التي أغرقت لبنان والإتيان بأخرى قادرة على النهوض به، لافتاً الى أنه “لا وجود لإنفجار أمني أو حرب ولكن قد تحصل هناك فوضى بسبب تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي، مؤكداً أن “الجيش سيبقى صامداً والمسألة المالية لديه بدأ إيجاد الحلول لها”.
وفي إطار المواجهات الحاصلة اليوم في القدس قال وهاب: “العربدة التي تمارسها “إسرائيل” بضم القدس والجولان كان يجب أن يقابلها ضربة موجعة تضع حداً لغطرستها وعدوانها، معتبراً أنه “لسنا بحاجة لفتح جبهة في لبنان لأن الجبهة الفلسطينية قوية وأربكت وأنهكت الكيان، وأن ما تقوم به الفصائل الفلسطينية في الكيان نزهة مقابل ما سيقوم به “حزب الله” لأن سلاحه أدق أكثر”.
وأضاف: “نحن قادمون الى إنفراجات كاشفاً أن في الاجتماع السعودي – الإيراني الأخير تمّ تناول الملف اللبناني وهناك حرص لدى الجميع في أن يكون لبنان مستقراً”، مؤكداً أن لا حل للحريري فإما العقاب أو الإعتذار ليتم النهوض بالبلد”.
وحول علاقته بكل من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال إرسلان وجنبلاط أكّد وهاب أنه في فريق واحد مع الأمير إرسلان وما حصل في الماضي كان زوبعة في فنجان، كما أنه في ساحة واحدة مع جنبلاط لحماية ساحة الجبل وأمنه وتأمين حاجات الناس ونحن بحاجة لنقاش حريص ولن نكون سبباً لقسمة الناس وشرذمتها وإخلال أمنها”.
وأيّد وهاب التأجيل في ملف الترسيم كي لا نخسر غازنا في النهاية.