أنهى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، زيارته إلى إيطاليا والفاتيكان بلقاء صحافي شاركت فيه وسائل الإعلام الإيطالية والعربية.
لقاءات عدة ومثمرة تحققت خلال الزيارة بينها لقاء الحبر الأعظم والمسؤولين في الكرسي الرسولي ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو. والتقى حسين رئيسة مجلس الشيوخ الإيطالي ماريا اليزابيتا البرتي كازالاتي في حضور سفيرة جمهورية العراق لدى ايطاليا صفية السهيل. وتم خلال اللقاء عرض العلاقات الثنائية وسبل ترسيخها في إطار تعزيز التعاون المشترك والعمل على تفعيل اللجنة العراقية – الإيطالية المشتركة بما ساهم في تحقيق مصالح البلدين الصديقين. وشكر الوزير لإيطاليا مواقفها الداعمة للعراق، ولا سيما في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي من خلال مشاركتها في التحالف الدولي.
وأكد أن “العراق أصبح الآن ساحة جذب للشركات والاستثمارات الخارجية في مختلِف القطاعات بعد تحقيق النصر النهائي على عصابات داعش الإرهابية واستتباب الأمن، وانفتاحه سياسيا على محيطه الإقليمي والدولي”، منوها بـ “أهمية توافق استراتيجية التعاون بين البلدين الصديقين، ورغبة العراق في أن تكون الشركات الإيطالية المختصة في مجال الطاقة والنفط حاضرة بقوة، والاستفادة من الخبرات الإيطالية في مجال الآثار”.
بدورها، أوضحت رئيسة مجلس الشيوخ الإيطالية أنه “بإمكان الشركات الإيطالية تقديم المساعدة في تنويع الاقتصاد العراقي من خلال الاستثمار في المشاريع التي من شأنها خلق فرص العمل وتحسين الخدمات العامة والمساعدة على تطوير موارد الطاقة في البلاد بخاصة بعد أن عملت هذه الشركات على ترسيم سد الموصل وصيانته”. واكدت “عمق العلاقات التاريخية بين العراق وإيطاليا”.
انغبو
والتقى الوزير حسين رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية IFAD في روما جيلبير انغبو في حضور المندوب الدائم لجمهورية العراق لدى منظمات الامم المتحدة الثلاث السفيرة صفية السهيل .وتم خلال اللقاء بحث آفاق التعاون بين العراق والصندوق الدولي للتنمية الزراعية بما يسهم في تنمية القطاع الزراعي في العراق وتطويره والاستفادة من خبرات وامكانات الصندوق في تنمية هذا المجال وإمكان فتح مكتب للصندوق في العراق بخاصة في ظل توجه الحكومة العراقية لدعم القطاع الزراعي كأحد القطاعات الاقتصادية المهمة.
وتطرق الوزير حسين خلال لقائه وسائل الاعلام، إلى زيارة قداسة البابا فرنسيس التاريخية، فقال: إن زيارة قداسة البابا إلى العراق ومدينة أور مولد أبي الأنبياء إبراهيم مثلت دعما كبيرا للعراق، ودعما خاصا للمسيحيين فيه، ونتطلع إلى استثمارها دينيا، سياسيا وثقافيا. العراق قادر على توفير الظروف الأمنية المناسبة لتعيش الأقليات بسلام وأمان”.
كما تم التطرق إلى تبادل وجهات النظر بشأن مهام قوات الإيطالية في العراق، وآفاق التعاون في مجالات تدريب القوات العسكرية العراقية، وتقديم المشورة إلى الجهات الأمنية بما يمكن العراق من القضاء على فلول داعش الإرهابية.
ولفت إلى أن “زيارة قداسة البابا فرنسيس مثلت رسالة تضامن إنسانية عميقة”، داعيا إلى “أهمية استثمارها وإعادة اعمار مدينة أور التاريخية وتحويل الأماكن فيها إلى مراكز لجذب السياحة الدينية”.
وقال المسؤول العراقي في اللقاء الصحافي: “إن الصراع بين البلدان المختلفة في المنطقة وبين طهران وواشنطن أثر على الواقع السياسي، الأمني والمجتمعي أحيانا، ومع “تغير الإدارة الأميركية رأينا هناك تغييرا في هذا المجال أيضا”، حيث “بدأ التواصل مع إيران، وبالتالي الحوار والنقاش في فيينا”، فضلا عن “التواصل والحوار غير المعلن بين إيران والسعودية”.
وأشار إلى أن “العراق لعب دورا في مجال هذه اللقاءات الإقليمية”، وذلك “لأن هذه الصراعات كانت تؤثر على الواقع السياسي العراقي، ولإدارة الصراع في الداخل كنا نحتاج إدارة الصراع في الخارج، وما يحدث في العراق يؤثر على المحيط الإقليمي بأسره، لذا فإن تحركنا كان في جزء منه لمصلحة بلدنا، والجزء الآخر لمصلحة المنطقة”.
وخلص إلى أن “العراق كان في حال اقتتال مع النفس ومع الآخرين لمدة خمسين عاما”. بالنسبة إلى العلاقة مع إيطاليا وسبل التعاون قال: “يمكن لإيطاليا أن تلعب دورا مهما في إعادة إعمار العراق والسياسة الاقتصادية للعراق تقوم حاليا على تنويع الموارد نظرا لاعتماده الكبير (90 في المئة) على عائدات النفط. كان العراق دولة زراعية ويركز اليوم على إعادة الأعمار”.
أضاف: “كان العراق دولة سياحية بامتياز وبخاصة السياحة الدينية. إنه بلد فيه الغاز وليس النفط فقط والعديد من الشركات بدأت بالعمل على استغلال الغاز الطبيعي للاستخدام الداخلي، وكذلك لتصديره مستقبلا. نحن بحاجة للصناعات البتروكيماوية وبحاجة إلى السكك الحديدية والطرق والموانئ والسدود والكهرباء. الاقتصاد العراقي واعد ومنفتح على المستقبل”.
وتطرق إلى “قرار الحكومة العراقية السماح لمواطني الاتحاد الأوروبي بالحصول على تأشيرات دخول إلى العراق مباشرة عند وصولهم إلى البلاد”، ورأى أن “القرار يشمل أيضا مواطني الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأوستراليا وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية. والغرض من القرار تشجيع الاستثمار والسياحة.
وشكر البرلمان والشعب والحكومة والمؤسسات الإيطالية على “تقديم المساعدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية”، وشدد على أن “دولة داعش انهارت ومع ذلك فإن أيديولوجية داعش لا تزال حاضرة، فداعش ليس فقط تنظيما إرهابيا وعسكريا منظما، لكنه أيضا نظام فكري لا يزال يحظى بأتباع له في المجتمع”. واعتبر أن “خطر داعش لا يزال قائما لكنه لا يقارن بما كان عليه قبل أعوام قليلة”.
إشارة إلى أن أهم ما تطرقت إليه وسائل الإعلام صباح اليوم إعلان وزير الخارجية العراقية المبادرة العراقية للوساطة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الايرانية، إذ يستمر العراق بلعب دور فيها في هذا الاتجاه. كما تطرق الأعلام الإيطالي إلى طلب العراق مساعدته لتحرير الأموال العراقية التي جمدت في عهد الرئيس الراحل صدام حسين وامكان التعاون الاقتصادي بين البلدين.