هو اسبوع للحسم الحكومي، على إيقاع متغيرات اقليمية ودولية، وستغيّر وجه المنطقة سياسياً وامنياً وسيكون هناك من “يدفع الثمن”، وايضاً هناك من يربح ويخسر، وهناك ايضاً من لن يربح ولن يخسر!
وتؤكد اوساط نيابية تدور في فلك الرئيس المكلف سعد الحريري لـ”الديار” ان الحريري يشعر انه مكبل. وما كان يرفضه قبل مدة اصبح مقبولاً، فثمن الاعتذار بات اقل وطأة وكلفة من الاستمرار بمغامرة حكومية لا يؤلف في خلالها.
وليس هناك من حلحلة مع الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، وبالتالي سيكون امام الحريري اسبوع او 10 ايام.
وبعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان وانتهائها الجمعة، سيتضح مآل الامور، علماً ان ما يحمله معه الوزير الفرنسي غير معلوم ولا يمكن التكهن بما سيقوله او يفعله وهل يحمل مبادرة ما للحل الحكومي؟ وهل سيعلن عن العقوبات الفرنسية ويسمي الاسماء؟ كلها اسئلة بلا اجوبة.
وتقول الاوساط ان الوزير الفرنسي لم يطلب موعداً مع الحريري امس، ولكن يتوقع ان يكون هناك لقاء بين الحريري والفرنسي غداً او بعد غد. وبالتالي اعتذار الحريري ليس مرتبطاً بالشكل مع استبعاده او لا من لقاءات لودريان، بل هي بالمضمون مشكلة عالقة بعدم التأليف والعرقلة منذ 7 اشهر.
وفي خضم تقدم خيار الإعتذار على خيار التأليف حتى الساعة، تكشف اوساط سنية وتدور في فلك دار الفتوى لـ”الديار” ان اللقاء بين الحريري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على مائدة الافطار الجمعة الماضي، اتى في ظل تسريبات عن خيارات سعودية بديلة للحريري واخيه بهاء ليس واحداً من الاسماء المطروحة.
ويتردد في المجالس السنية الضيقة ارتفاع حظوظ صلاح سلام وهو شخصية مقبولة داخلياً وسعودياً وسنياً، وهناك اسم الرئيس تمام سلام وهو ايضاً مقبول سعودياً وسنياً وكذلك عاد اسم نواف سلام الى الواجهة رغم “فيتو” حزب الله وعون عليه.
وتقول الاوساط ان الحريري في حال اجبر على الاعتذار، وفي ظل عدم توفر الغطاء السني له ليشكل.
يرى الحريري ان البساط الاقليمي “يسحب من تحته” وفي ظل تقارب سعودي- سوري وسعودي- ايراني. وهذا يعني ان السعودية سيكون لها قناة سياسية جديدة للحوار مع الاقطاب اللبنانيين.
ولا سيما ان الحريري لم ينجح حتى الساعة في المهمة الهجومية التي كانت تريدها منه السعودية. وبالتالي عند التسوية وعندما يجلس “الاصيل” على الطاولة يسعى لاستبعاد “الوكيل”. والحريري كان لفترة طويلة بعد والده المنتدب السعودي الى لبنان.
وتشير الى ان في حال اعتذار الحريري واختيار بديل عنه، يفضل الحريري ان يكون من “تحت عباءته”، وان يكون هو ناخباً اولَ بعد ان كان مرشحاً اولَ للتأليف ولكنه لم ينجح.
اما الخيار البديل عن الاعتذار فهو التأليف، فتقول الاوساط ان هناك معلومات عن رفض حزب الله وفي تواصل اجراه معه النائب جبران باسيل منذ ايام، التخلي عن الحريري وترك ترشيحه يصل الى حائط مسدود وان يدفعه ذلك الى الاعتذار.
وتمنى حزب الله وفق الاوساط نفسها على باسيل تسهيل مهمة الحريري لتشكيل حكومة، لانه الانسب لهذه المهمة، وان البلد لا يحتمل خضة جديدة عنوانها دوامة اختيار مرشح لرئاسة الحكومة ومرضى عنه سنياً وسعودياً.
وعلى هذه الدوامة تدور الدوائر بين لا تأليف و لا إعتذار، وفي انتظار حصيلة لقاءات ومشاوات لودريان، تؤكد اوساط نيابية في 8 آذار لـ”الديار” ان القوى الاساسية ولا سيما حزب الله والرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط ليست في جو ان الحريري ينوي الاعتذار ولم يبلغها بذلك. وتضيف ان الامور لها سياقها السياسي الصحيح ولا تتم القضايا الكبرى عبر الاعلام. ولا تشكل الحكومة او تعلن او يستقيل او يعتذر رئيس الحكومة عبر الاعلام ايضاً!
وتخلص الاوساط الى ان الجميع في مأزق، من الفرنسي الى كل الاقطاب في لبنان، وهناك “ريح تسوية” دولية واقليمية. وعلى لبنان ان يستفيد منها قبل الانفجار الكبير، ولن يطول الامر خلال اسبوع او 10 ايام لاتضاح مسار الامور.
المصدر:”الديار” – علي ضاحي
**