يشير مرجع مسؤول لـ”الجمهورية” الى أنّه بلغ مرحلة متقدّمة جداً في تشاؤمه، ومع ذلك لا يرى انّ الافق مسدود بالكامل، فإمكانية بلوغ تفاهم لم تُعدم بعد، وخريطة الطريق الى هذا التفاهم محدّدة في مبادرة الرئيس نبيه بري، التي باتت تشكّل الأمل الوحيد المتبقّي الذي يمكن ان يُبنى عليه هذا التفاهم وبالتالي إحداث نقلة نوعية للواقع اللبناني، من اجواء الانفجار السائدة حالياً، الى اجواء الإنفراج.
ما أشار إليه المرجع المذكور، يتقاطع مع ما تؤكّد عليه الأجواء المحيطة بمبادرة بري، لناحية تزخيم حركة الاتصالات والوسطاء حولها في هذه المرحلة وصولاً الى حكومة متوازنة، وخصوصاً أنّها تحظى بإجماع خارجي حولها، وكذلك بتأييد داخلي واسع لها، وباتت بالتالي تشكّل الفرصة الاخيرة المتاحة للخروج من الأزمة، وتشكيل حكومة اختصاصيّين من غير السياسيين وفق مندرجات المبادرة الفرنسية، ولا ثلث معطلاً لأي طرف فيها.
وكشفت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية”، أنّ الرئيس بري، يولي جدّية مطلقة لمبادرته، ويعزلها عن كلّ الجوّ السياسي المتوتر، ويحرص على ابقاء مندرجاتها طيّ الكتمان، تاركاً للحراك الذي يجري بوتيرة سريعة ومكثّفة حولها، أن يبني مساحة مشتركة حول الحكومة العتيدة، وتحديداً بين شريكي التأليف؛ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري.
وبحسب المصادر الموثوقة، فإنّ مبادرة بري لا تتوخى الربح الشخصي لرئيس المجلس، ولا لحركته السياسية ولا لحلفائه وفريقه السياسي، بل انّها مرتكزة على هدف وحيد، هو الجمع ولمّ الشمل الداخلي المشتّت، وأن يربح البلد استقراره وسلامه الداخلي عبر تشكيل حكومة يتشارك فيها الجميع في تحقيق هذا الهدف، وأن يربح الوطن، معناه بالتأكيد انّ الكلّ رابحون.
**