بعد تسجيل حالات إصابة بجلطات دموية في أوروبا إثر استخدام لقاح أكسفورد-أسترازينيكا، أكدت منظمة الصحة العالمية أن لا دليل على وقوع حوادث تنطوي على إصابات بجلطات دموية بسبب اللقاح. وكان للوكالة الأوروبية للأدوية الموقف نفسه، لافتة الى أنها تراجع تقارير تتعلق باللقاح، داعية الى استمرار حملات التطعيم. وعلى الرغم من ترحيبها بـ”التحقق من أي حوادث سلبية محتملة”، انضمت الاثنين الماضي دول مثل ألمانيا وإيطاليا إلى عدد من الدول الأوروبية الأخرى التي علقت استخدام اللقاح كإجراء احترازي.
حتى الآن، لم تؤكد مراكز البحوث الإيطالية والمخبرية الإيطالية اي ارتباط بين عوارض جانبية واللقاح البريطاني – السويدي الصنع. وقال الكاتب والصحافي في جريدة “لا ستمبا” لـ “الوكالة الوطنية للاعلام”: “قررت بعض البلدان تعليق استخدام لقاح أكسفورد – أسترازينيكا عقب انتشار تقارير عن تعرض بعض الناس الذين حصلوا عليه لجلطات. لكن هل يتعلق الموضوع بالمغالاة في الحذر؟ هل ترى هذه الحكومات الصورة الكاملة بوضوح؟ اتخذ القرار من باب زيادة الاحتياط، واعتمادا على مبدأ راسخ في العلم والطب يؤكد على ضرورة تجميد إجراء معين لحين إجراء تحقيق مستوف في حال ثارت شكوك حوله. لكن في حال وباء ينتشر بسرعة حيث قد يكون لأي قرار يتخذ نتائج خطيرة، فإن اتباع هذا المبدأ قد يجلب أضرارا أكثر من الفوائد”.
ولفت الى أنه “وفق بيانات قدمتها أسترازينيكا يتضح أنه كان هناك 37 حالة حدوث تجلط في الدم بين 17 مليون شخص تلقوا اللقاح”.
لم تكن الصحافة الإيطالية متحمسة لقرار تعليق استرازينيكا بغياب تقارير علمية. وسألت صحيفة “الفاتو كوتيديانو”: “هل بدأت الحرب التجارية بين شركات إنتاج اللقاح؟ لاسيما أن ثمن لقاح استرازينيكا أقل ب 70 في المئة من Pfizer”.
وخصصت الصحف الإيطالية مساحات واسعة للموقف البريطاني الرافض للمزاعم الأوروبية بحظر تصدير لقاح Oxford-AstraZeneca ، وكتبت جريدة il Tempo صباح اليوم: “نشب خلاف جديد بين الاتحاد الاوروبي وبريطانيا، بعد أن أشار أحد كبار المسؤولين في الكتلة الأوروبية إلى أن المملكة حظرت تصدير جميع أنواح اللقاح ضد فيروس كورونا. وزعم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، خطأ أن المملكة المتحدة قررت حظر تصدير اللقاحات المنتجة على أراضيها. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إن المزاعم “خاطئة تماما”. واستدعى ممثل الاتحاد الأوروبي إلى وزارة الخارجية “للمزيد من النقاش” حول الموضوع. وهذه هي المرة الثانية منذ بداية العام، التي يتواجه فيها الطرفان حول إنتاج وتوزيع اللقاحات”.
أضافت الصحيفة: “سبق أن هدد الإتحاد الأوروبي في كانون الثاني بتعليق جميع واردات اللقاحات من القارة إلى إيرلندا الشمالية، بسبب خلاف حول ترتيبات وضوابط التجارة، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
**