أكّد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لقناة “الغد الإماراتية”، ضمن برنامج “مدار الغد”، مع الإعلامية يارا حمدوش، على أن الأزمة الحكومية في لبنان بحاجة لدفع دولي إقليمي ولتعاون الرئاسات وبحاجة لفريق جدي يضع مصلحة اللبناننيين في أولوياته”.
وخشي وهاب من أن يكون كل أحد من الرئاسات يراهن على شيء وهذه هي الطامة الكبرى هنا كأن يكون مثلاً الرئيس المكلف سعد الحريري يراهن على العقوبات الأميركية على الولي العهد السعودي محمد بن سلمان ما يسهّل له حركته، معتبراً أن هذا الأمر تشوبه مغالطات كبيرة، ورأى أن هذه العقوبات لن تحصل، معتبراً أن هذا الأمر مغامرة قاتلة في السياسة، لافتاً الى وجود عقبات كثيرة في الملف الحكومي، معتقداً أن الوضع بدأ يذهب نحو التحلل الكامل والفوضى الإقتصادية والمالية والسياسية والأمنية، لافتاً الى أ|ننا بدأنا نشهد عمليات سرقة وتشليح وقطع طرقات فوضوي حتى أننا بدانا نشهد ميليشيات مقنعة في بعض المناطق”.
وحول دعم الإدارة الأميركية الجديدة للمبادرة الفرنسية في تشكيل الحكومة رأى وهاب أن الإدارة الأميركية لا يعنيها اليوم الملف اللبناني لا من قريب ولا من بعيد موضحاً أن المهتمين بالملف اللبناني في الإدارة الأميركية إنتهت مدتهم وسيرحلون والذين عيّنوا مجدداً لم يتسلموا مراكزهم بعد، معتبراً أن هذا الرهان بأن بايدن سيهتم بالملف اللبناني قبل أشهر طويلة، مؤكداً أن الملف اللبناني ليس في أولويات الإدارة الأميركية الجديدة إلا بما يعني الملف اللبناني – الإسرائيلي الذي سيكون في برنامج تلك الإدارة”.
ورأى وهاب أنه حتى الآن “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يحصل بعد على ضوء أخضر أميركي وهو يحاول جهده وهو حشد للمبادرة الفرنسية تأييداً عربياً وتسمعين في العواصم العربية إن كان في القاهرة وفي أبوظبي وبغداد ووفي أي عاصمة عربية يعلنون استعدادهم للمساعدة بعد نجاح المبادرة الفرنسية، معتبراً أن المسألة ليست فقط في المبادرة الفرنسية بل هناك أيضاً الموقف الإيراني الذي يرفض حتى الآن إعطاء أي دور للفرنسي في لبنان وهذا الموقف أصبح معلناً نتيجة الموقف الفرنسي من عدة ملفات ومنها الملف النووي الإيراني، لذلك أصبح ماكرون بين فكي كماشة”.
وحول العلاقات العربية مع سوريا رأى وهاب أن هناك مواقف عربية جريئة في الملف السوري ومنها موقف الشيخ عبدالله بن زايد وهو موقف ليس بجديد على الإمارات التي كان لها موقفاً جريئاً منذ مدة حتى قبل المبادرة بإتجاه سوريا نحن كنا على شفير هاوية على مستوى كل المنطقة لو لم يأخذ الجيش المصري المبادرة بوقف مشروع الإخوان، وهذه المبادرة كانت مدعومة من عدة دول ومنها الإمارات العربية المتحدة، موضحاً أن هذه المبادرة أوقفت الإنهيار على مستوى المنطقة، حيث كاد الإخوان يتحكمون بمصر وكانوا على وشك أن ينتصروا في بعض المناطق السورية وأن يدخلوا الى مناطق جديدة في الخليج وغيره كما دخلوا في ليبيا وأتت مبادرة الجيش المصري لتعيد الأمور الى نصابها، معتبراً أن الجيش المصري وجه ضربة كبيرة للإخوان المنافقين ومشروعهم لتدمير المنطقة وهذا المشروع للأسف كان مدعوماً من الرئيس الأميركي باراك أوباما يومها، معتبراً أن الكلام الذي تحدث به الشيخ عبدالله بن زايد والتواصل الذي حدث بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس بشار الأسد كل هذه المواقف وبالتحديد الموقفين المصري والإماراتي قد يؤديان الى تحريك كل الوضع العربي، لافتاً الى وجود قوة إقليمية في المنطقة تقول أنا موجودة، وحدهم العرب لا يقولون نحن موجودون هنا، لذلك هذه المبادرة للجيش المصري والموقف الإماراتي مدعوماً بالموقف المصري قد يؤديان الى أن يقول العرب نحن هنا”، موضحاً أنه إذا تمّ التواصل أو تمّ ترتيب شيء ما بين هذه الدول الحمس التي هي السعودية ومصر وسوريا والإمارات والعراق نحن نستطيع ألآن نقول أننا موجودون على الطاوله ونضرب عليها وأن نقول نحن سنعيد صياغة مشروع أمني سياسي عربي لمواجهة التطورات القادمة ودون ذلك ستبتلعنا القوى الإقليمية وسيكون وضعنا صعباً جداً”.
وحول عودة سوريا الى الجامعة العربية وإمكانية إتمام مصالحة بين السعودية وسوريا ودور القاهرة وأبوظبي في ذلك أكّد وهاب أن أبوظبي تلعب دور أساسي في كل القضايا العربية، لافتاً الى أن أبناء الشيخ زايد – رحمه الله – لديهم هذا التوجه العروبي الذي سيعيد صياغة شيء ما عربي ليقول العرب على الأقل نحن موجودون وفاوضونا، وهذا الدور تضطلع به الإمارات اليوم وهي المؤهلة لذلك لأن علاقاتها بالعراق وسوريا ومصر جيدة ونحن نحتاج الى استكمال المبادرة، موضحاً أن الشارع العربي يعول على موقف الشيخ عبدالله بن زايد لأنه أعطى أملاً بأن في مكان ما هناك أحد يفك في إعادة صياغة هذه الساحة العربية وإلا ستبقى تلك الساحة مستباحة للقوى الإقليمية والدولية لافتاً الى تدمير أربع عواصم عربية ليبيا وصنعاء وسوريا والعراق وهذه العواصم دمرها في النتيجة مشروع واحد وهذا المشروع حتى لا يتكرر نحن بحاجة لصياغة تلك المنظومة، مستشهداً بالعقوبات والهجمة على السعودية بمعزل عن موقفنا كعرب نحن مازلنا نعاني نتائج الإحتلال الأميركي للعراق وتداعياته السياسية، ويأتي اليوم مَن ينتظر عقوبات أميركية على السعودية، متسائلاً هل تعرفون ماذا تعني العقوبات الأميركية على السعودية وماذا يعني استهداف السعودية في مشروع ما الآن؟ هذا يعني أنه إذا ضعفت السعودية عشرات الآلاف من الإرهابيين سينتشرون في كل العالم وسيدمرون كل العالم”، لافتاً الى أن الأوروبيين استهدفوا ليبيا ودمروها وضربوا النظام فيها ولكن هل سألوا ما هو اليوم التالي في ليبيا؟”.
ورألآى وهاب أن “أردوغان استباح المنطقة بالكامل ومرت سنوات صعبة في العلاقة معه، وأردوغان استباح سوريا ولديه نقاط احتلال في العراق لا يقبل الإنسحاب منها وفي ليبيا وحاول التطاول على الخليج والآن أردوغان يتدخل عبر بعض أجهزته ومؤسساته في لبنان وهو يشكل مشروع خطر كبير على المنطقة العربية، وخاصة وأن أردوغان منسجم مع مشروع “الإخوان المسلمين” في المنطقة، موضحاً أن “أردوغان منافق وهو شبيه بنفاق “الإخوان المنافقين”، وهو جزء منهم، وهو ابن هذه المدرسة، وكان يهدد ويتوعد منذ شهرين و3 أشهر واليوم تراجع وتغيرلأن بايدن أول قرار إتخذه وأول أمرين إهتم بهما هو علاقته مع الصين أو الصراع مع الصين والأمر الثاني إعادة العلاقات مع الأطلسي والجزء الآخر من الأطلسي الذي ضرب أيام الرئيس ترامب، وأردوغان يدرك بأن بايدن لن يترك الأوروبيين وأردوغان كان يعربد عليهم وكان يعرف أن الأوروبيين ليس لديهم القدرة على وضع حد له دون أميركا لذلك كان أردوغان يعربد عليهم ووصل الى تحدي كل الأوروبيين وليس فقط العرب، ومضيفاً أنه “لا نستطيع العيش على مزاج رئيس أو على مزاج أية إدارة أميركية ستأتي إذا كانت متساهلة مع أردوغان يستبيحنا كأمة عربية وإسلامية أو لا تكون متساهلة معه يكون أردوغان متعقلاً ويمارس النفاق أو نظرية التمكين التي قامت عليها كل حركات “الإخوان المسلمين” والتي تقول أن تتمكن ثم أغدر، هذا منطق أردوغان ولكن نحن لا نستطيع أن ننتظر فقط فعل أردوغان، لذلك يجب وضع حد للتدخل التركي في المنطقة لأنه تدخل خطير ونحن نعرف ماذا فعل في سوريا وفي ليبيا وفي فترة من الفترات ساورته نفسه ألآن يفعل بمصر ما فعله في سوريا ولكن القدرات المصرية والجيش المصري حال دون ذلك، ووصل به الأمر الى مصر وحتى الآن هو يحضن كل المنصات المعادية للعرب وكل منصات الإخوان المنافقين يحتضنها أردوغان ويغذيها”.
ورأى وهاب أن الجامعة العربية تجتمع كل سنة ولكن المسلة فيها تدخل بالإرضاءات في بيانها الختامي ولكن لقاء هذه الدول الخمس الأساسية لمجرد حصوله يشكل صدمة على الساحتين العربية والدولية ويكون قد أرسل رسالة للجميع إقليمياً ودولياً بأنه يجب أن تضعوا في حساباتكم بأن الأمن العربي ليس مستباحاً”، متسائلاً هل يجوز أن ننتظر كيف ستتعاطى الإدارة الأميركية مع السعودية بكل حجمها الإسلامي والعربي لتحديد سياساتنا وألآين المنطق في ذلك؟”.
وحول إتضاح سياسة بايدن وإدارته تجاه المنطقة العربية رأى وهاب سياسات الإدارة الأميركية لم تتضح بعد في المنطقة إن كان في الموضوع السوري أو اللبناني، أما في موضوع المنطقة فقد أرسل رسالة معينة في الموضوع السعودي، معتبراً أن تلك الرسالة كانت رسالة ابتزار ومرفوضة لأن ملف اغتيال الخاشقجي هو قميص عثماني، لافتاً الى أن الخاشقجي كان جزءًا من تنظيم “الإخوان المسلمين” الذي يتآمر في الدول العربية.
وأوضح وهاب أن التواصل العربي يأتي ليقول أننا هنا وخذوا مصالحنا بعين الإعتبار، وإذا بقي هذا الجدال العربي حتماً لن يتحدث إلينا أحد لا إقليمياً ولا دولياً، لذلك نحن بحاجة لصياغة شيء كان موجوداً أصلاً وكان هناك لقاء ثلاثي يحصل منذ سنوات مصري – سعودي – سوري في المحطات الأساسية، متسائلاً لماذا لا يحصل اللقاء الخماسي الذي تحدثنا عنه لإعادة صياغة هذه المنظومة؟
ورأى وهاب أن “الموقف الإماراتي بحاجة لتزخيم ودعم مصري وأخذ المبادرة وسوريا مستعدة لهذا الأمر ومنذ شهرين التقيت بالرئيس مصطفى الكاظمي في العراق ووجدته متحمساً لمشروع الشام الجديد الذي بدأ بجزء منه بين مصر والأردن والعراق وهو متحمس لأي خطوة تعيد التضامن العربي وأعتقد بأن السعودية اليوم يخدمها هذا الأمر بالكامل بأنه لا يمكن الإستفراد بالسعودية كما استفردتم بالعراق وسوريا وليبيا لأن هذا الإبتزاز غير مقبول، كما أنه من “غير المقبول سن قانون أميركي يتعلق بمسألة داخلية عربية سعودية كانت أم عراقية أم سورية أو لبنانية”.
وفي الختام لفت وهاب الى وجود مشروعين في الوطن العربي: مشروع يمثّله “الإخوان المنافقين” بدعم تركي وقطري وواضح أن كل الوسائل موضوعة في تصرف هذا المشروع ومشروع الحفاظ على وحدة دولنا وتماسكها وأمنها وتطويرها وإنمائها، وإما نحن ذاهبون بإتجاه مشروع الفوضى الذي يمثله “الإخوان المنافقين”، وكلنا شاهدنا بأنهم دمروا سوريا والعراق وليبيا وحاولوا تدمير مصر وكل ما نراه من داعش وجبهة النصرة هم أبناء شرعيين لهؤلاء “الإخوان المنافقين”، وعلينا الإختيار بين هذين المشروعين”.