«الديار» تستعرض مراحل عملية التلقيح ورأي الطب حول اللقاح
من يجب أن يأخذه… وعلى من يُشكل خطراً؟
مما لا شك فيه أن تلقيح الناس ضد «كورونا» يعد مسألة حياة أو موت، اذ أن اللقاح يعدّ جسدك لمحاربة عدوى أو فيروس أو مرض معين، وتحتوي اللقاحات على أجزاء غير نشطة أو ضعيفة من الكائن الحي الذي يسبب المرض ، أو «الشفرة الجينية» التي من شأنها أن تؤدي إلى نفس الاستجابة. ويدفع ذلك الجهاز المناعي بالجسم إلى التعرف على الغازي إذا جاء، وإنتاج أجسام مضادة لتعلم كيفية محاربته. وبعد ذلك، تقوم بتطوير مناعة ضد ذلك المرض. ويقول مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في الولايات المتحدة إن ذلك هو السبب في أن اللقاحات قوية جداً.. فعلى عكس معظم الأدوية التي تعالج أو تشفي من المرض، فإن اللقاحات تمنعها.
وتعتبر اللقاحات على نطاق واسع واحدة من أعظم الإنجازات الطبية في العالم الحديث حيث توقف ما بين مليونين وثلاثة ملايين حالة وفاة كل عام، وتوفر الوقاية من 20 مرضاً، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية. وبالنسبة للقاح فايزر بايوتك وموديرنا فهما يستخدمان المرسال أو الحمض النووي الريبوزي وهو جزء من الشفرة الجينية للفيروس.
فبدلاً من استخدام مسبب ضعيف للمرض أو غير نشط، يقومان بتعليم خلايا الجسم كيفية صنع «بروتين سبايك» الموجود على سطح الفيروس المسبب لكوفيد 19، مما يؤدي إلى الاستجابة المناعية اللازمة لتكوين الأجسام المضادة لمكافحته. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما بين 65 و 70 في المئة من الناس سيحتاجون إلى المناعة قبل توقف انتقال العدوى، مما يعني تشجيع الناس على الحصول على اللقاح. اذ يوفر اللقاح الحماية من الإصابة بكوفيد 19 وكذلك يساعد في حماية الآخرين. وبالتالي فهو أهم أداة في شق طريق للخروج من الوباء.
ويستهدف اللقاح في المراحل الاولى من عملية التلقيح من هم الاكثر عرضة للخطر حسب وظيفتهم ومكان عملهم وأعمارهم وحالتهم الصحية أما الفئات ذات الأولوية في حملات التطعيم فقد جرى تحديدها وفقاً للمعايير الآتية:
ـ خطر التعرض للفيروس والإصابة بالعدوى
ـ خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة عند التقاط العدوى
ـ الفئات التي تُعتبَر أساسية للحفاظ على: حسن الاستجابة لجائحة «كوفيد 19»، ومنظومة الرعاية الصحية، وحسن سير المجتمع ودورته الطبيعية.
وستتم عملية التلقيح على عدة مراحل والفئات المستفيدة أولاً من التطعيم هي كالآتي بحسب كل مرحلة:
1ـ المرحلة 1 التي بدأت خلال شهر شباط تستهدف:
ـ العاملين في القطاع الصحي العام والخاص الذين هم في الخطوط الامامية بمكافحة فيروس كورونا.
ـ كبار السن في الفئة العمرية 65 عاماً وما فوق بغض النظر عن حالتهم الصحية والأمراض المزمنة التي يعانون منها.
ـ الأشخاص في الفئة العمرية بين الـ55 والـ64 عاماً ويعانون من أمراض مزمنة.
2ـ المرحلة 2 تستهدف:
ـ الأشخاص في الفئة العمرية بين الـ 55 والـ64 عاماً وما فوق بغض النظر عن حالتهم الصحية.
ـ الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة من الفئات العمرية الأخرى.
ـ العاملين الصحيين الذين لم يشملهم المرحلة الاولى.
3ـ المرحلة 3 تستهدف العاملين في القطاعات الحيوية.
4ـ اما المرحلة 4 فهي مخصصة للأشخاص الراغبين في الحصول على اللقاح عندما يصبح متوفراً.
باختصار، سيمنع تلقيح المليارات من الناس انتقال فيروس كوفيد 19 ويمهدّ الطريق لمناعة القطيع، وكلما أسرعنا في تحقيق ذلك، كانت العودة إلى الحياة الطبيعية أسرع. فتطوير لقاح كورونا وتوزيعه هو الخطوة الاولى لوضع حد للأزمات الكبرى التي نتجت عن هذا المرض، فالاقفال العام في مختلف دول العالم كلف الحكومات والشعوب مليارات الدولارات والاستمرار بمؤسسات مقفلة واقتصاد مشلول وحياة متوقفة ليس بحل، فالحل بأخد اللقاح.
تخوّف كبير عند اللبنانيين
عملية التلقيح قد بدأت ولكن ما زال هناك تخوف كبير عند الشعب اللبناني من اللقاح تمثل بالاقبال الخجول على منصة التسجيل للحصول على اللقاح! في حين أن أهم المنظمات الطبية والمختبرات العلمية إما شجعت على أخذ اللقاح أو وضعت جهودها وامكانياتها بتصرف الشركات المصنعة للقاحات. هذا وصرحت منظمة الصحة العالمية أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الصحية هو الاستثمار بتطوير سريع وتوزيع عادل للقاحات. وأكبر دول العالم اجتمعت بمبادرة تسريع الوصول الى «أدوات مكافحة كوفيد ـ 19».. كل ذلك وما زال البعض يرفضون أن يأخذوا اللقاح لانهم يعتقدون أن اللقاح تم تصنيعه ليقتلهم أو ليتجسس عليهم! ولكن كل هذه المعتقدات وتحليلات الجلسات العائلية ومع الأصدقاء والصبحيات ليست دراسات علمية ولا معياراً يمكن أن يبنى عليه قرار رفض الطعم الذي يحمي حياتنا وحياة الآخرين أو قبوله !
وصحيح أنه لم يتم جعل اللقاح إلزامياً في أي مكان، ولكن ينصح به بشدة للغالبية العظمى من البالغين باستثناء عدد صغير قد يُنصح بعدم إقدامهم على ذلك لأسباب طبية. وللحصول على اجابات علمية صحيحة ودقيقة تشكل هاجساً عند الناس حول اللقاح واذا كان يسمح باخذه في حالات صحية ومرضية معينة ولمعرفة في أي حالات يمنع أخذه. اتصلنا باحد الاطباء المختصين في هذا المجال وبدايةً سألناه اذا كان هناك ما يمنع المصابين بالسرطان بمختلف انواعه من تلقي اللقاح فاكد أنه بامكان كل المصابين بالسرطان تلقي اللقاح ولكن لا نعلم ما اذا كانوا سيقومون بمناعة كافية وعالية عليه أم ستكون مناعتهم خفيفة عليه. مضيفاً: «ولكن حتى لو كانت المناعة خفيفة فهي تبقى أفضل من أن يكونوا من دون مناعة اطلاقاً».
وعما اذا كان مرضى القلب يتأثرون في حال حصلوا على لقاح كورونا أجاب: «الكورونا تضرب بعضلة القلب لذلك فمن الضروري جداً الحصول على اللقاح في حالات كهذه». وبالنسبة لمرضى السكري فأكد أن بامكانهم أيضاً تلقي اللقاح بنسبة 100% وليس هناك أي ضرر عليهم في حال أخذوه بل على العكس. أما اذا كان يسمح للمرضى المصابين بأمراض نفسية وعصبية، بالصرع، بأمراض جلدية، بأمراض الكلى وغيرها أن يتلقوا اللقاح، فشدد أن ليس هناك أي مشكلة أبداً أن يتم تلقيحهم.
في سياقٍ متصل تابعنا أسئلتنا وصولاً الى مرضى نقص المناعة فنوه الطبيب قائلاً: «من يعاني من نقص المناعة في حال تلقى لقاحاً أياً كان نوعه فمشكلته أنه من الممكن الا يكوِّن مناعة ضده لان ليس لديه المناعة الكافية لتكوين مناعة ضد اللقاح وهذا لا يعني أن اللقاح يضرّه». واذا كان يسمح لمرضى الدم أو الذين يعانون من سيلان الدم بالحصول على لقاح كوفيد ـ 19 فأكد أن ما من مشكلة اطلاقاً وبامكانهم تلقي اللقاح ولكن يجب أن يفصحوا أنهم يتناولون دواءً للسيلان ويعانون من مشاكل في سيلان الدم حتى تتم عملية التلقيح بدقة أكثر من غيرهم. وكذلك المصابين بأنواع من الحساسية يمكنهم أيضاً أن يأخذوا اللقاح ولكن على المريض أن يفصح أنه يعاني من حساسية حتى يراقبونه لوقتٍ أطول فتتم مراقبته لمدة 30 دقيقة بدل 15 دقيقة.
أما اذا كان يسمح لأصحاب الأمراض النادرة الحصول على اللقاح فأجاب قائلاً: «لكل نوع خاص من الأمراض المؤسسات المسؤولة عن هذا المرض تقوم بتوصيات معينة ومحددة ونحن نتبّع توصياتها». و في ما يتعلق بالحوامل والمرضعات فشدد بالقول: «المرأة الحامل والمرأة المرضعة غير مسموح لهنَّ أن تأخذن اللقاح لانه ليس هناك دراسات كافية عليهنّ تسمح بأن نجزم ما اذا كان حصولهن على اللقاح سيكون آمناً أم سيشكل خطراً!» وأخيراً اذا كان يسمح للفئات العمرية ما دون الـ18 عاماً بأخذ اللقاح، فشدد أنه غير مسموح لهم بأخذه. وبالنسبة للذين تعافوا حديثاً من كورونا فافادنا بان توصيات الشركات المصنعة للقاح والمنظمات العالمية تفيد بأنهم يجب أن ينتظروا 90 يوماً من تاريخ العوارض قبل أن يأخذوا اللقاح.
وفي النهاية بعد كل هذه الاجابات الطبية الواضحة المطمئنة والشافية لا بدّ من التشديد على أن كل يوم نتأخر فيه بالتسجيل للحصول على اللقاح هو يوم نخسره من حياتنا وحياة أحبائنا ونساهم بتسجيل وفيات جديدة بهذا الوباء ونؤخر نمو اقتصادنا وفتح مؤسساتنا ومحالنا التجارية ونؤخر عودة الحياة للحياة! فاليوم.. الآن.. يجب التسجيل لأخذ اللقاح على موقع Covax.moph.gov.lb لنصل جميعاً الى مناعة مجتمعية تحمي حاضرنا ومستقبلنا.
المصدر: يارا حرب – الديار
**