“كورونا” ليست مزحة وعملية محاربتها ليست سهلة أو بسيطة، والمخيف في لبنان كان إرتفاع أعداد المصابين بهذا الفيروس بشكل كبير كذلك إرتفاع أعداد الوفيات، في حين أنه وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن تلقيح حوالي 70% من السكان هو الحلّ الوحيد للحدّ من إنتشاره.
في 13 شباط 2021 وصلت الى لبنان أول دفعة من لقاح “فايزر” والتي تضم حوالي 28 الف جرعة، ويشير مدير مستشفى البوار وهو أحد المراكز التي استحدثت للتلقيح الدكتور أندريه قزيلي لـ”النشرة” إلى أنه “في اليوم الأول تلقى 42 شخصاً اللقاح في المركز لدينا وأغلبيتهم من الطاقم الطبي والتمريضي”، مشيرا الى أنه “في اليومين المقبلين سنبدأ بلتقيح من هم ليسوا من الطاقم الطبي والتمريضي”، مؤكدا في نفس الوقت أن “المواعيد لأخذ اللقاح تؤخذ عبر المنصة التي وضعتها وزارة الصحة وهي بدورها ترسل للشخص رسالة بأنه حان دوره وتحدد له الوقت والمركز، وترسل لنا لائحة بالاسماء الذين سيحضرون لأخذ اللقاح”.
اجراءات المراكز
يشدّد أندريه قزيلي على أن “عملية التلقيح تحصل بإشراف وزارة الصحة والصليب الأحمر الدولي أيضا يراقب العملية”، مضيفا: “رئيسة المركز في البوار التي تقوم بالتلقيح هي الطبيبة المسؤولة عن قسم كورونا في المستشفى يعاونها 8 ممرضات”، مشيرا الى أن “اللقاحات كانت قد وضعت في برادات على حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر، وعندما نقلت الى برادات في المستشفى وضعت على حرارة زائد من 2 الى 8 درجات مئوية”.
“بعد أن بدأت عملية التلقيح بدأت تردنا اتصالات من الناس تسألنا عن كيفية أخذ اللقاح”، هذا ما يؤكده الدكتور قزيلي، مشيرا الى أن “هذا مؤشر على أن الناس رأت أن العملية جدية”. في حين أن المسؤول عن منصة التسجيل للقاح كورونا علي روماني فيشدد عبر “النشرة” على أنه “قبل وصول اللقاح الى لبنان كنا نسجّل يومياً بحدود الـ15 ألفاً وعند وصوله السبت الفائت ازداد التسجيل 36 الفا، ويوم الأحد تسجّل 55 الف شخص”، متوقعا أن”ترتفع النسب في الأيام المقبلة”، مؤكدا أن “النسب إرتفعت في الأيام الماضية ووصلت الأعداد الى 510 آلاف شخص”.
اعداد اللقاحات
بدوره مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية الدكتور وليد خوري يلفت عبر “النشرة” الى أنه “وبدءا من هذا الاسبوع سيصل كل يوم سبت لقاحات من “فايزر ليصل في نهاية آذار الى 250 الفا، ليبلغ في شهر حزيران الى 350 الف لقاح، حيث من المفترض أن يصلنا من “فايزر” مليوني و100 الف لقاح”، مضيفا: “استحدثنا في الوقت الحالي 15 مركزاً للتلقيح، وهؤلاء في المرحلة الاولى، وهي كتجربة لندرك كيفية تنظيم العمل وبعدها سنستحدث المزيد من المراكز التي قد تبلغ 50 مركزاً، وفي هذا السياق سترسل منظمة Covax أيضا مجموعة لقاحات، متوقعاً أن ترتفع نسبة الملقّحين خلال عام الى 70% من السكان”.
اللقاح ضروري
وأمام هذا المشهد شدد الاختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفيسور جاك مخباط عبر “النشرة” على أن “اللقاح فعال ويجب على الجميع أخذه”، معتبرا أن “عدم الإقبال على التسجل عبر المنصة في الأيام الماضية سببه التهويل الكبير الذي حصل، والحديث عن أضرار ومضاعفات وغيرها من الأمور جعلت من الناس خائفة من تلقّيه”، مضيفاً أنّ “اللقاح يوقف الوباء وكلما أسرعنا في العملية كلما استطعنا تخفيض عدد الإصابات ومحاصرة سرعة إنتشار الفيروس، والحدّ من قدرته على التحوّر”.
إذاً، إنطلقت عملية التلقيح في لبنان… والأرجح لن تنتهي إلا بعد الوصول الى نسبة 70 % من السكان، وبالتالي الوصول الى مناعة مجتمعية تؤدّي الى وقف إنتشاره للقضاء عليه!.