شكّل إعلان وزير الصناعة عماد حب الله عن أن أحد مصانع الدواء المحلية يمتلك الجهوزية الكاملة والقدرات اللازمة لتطبيق المعايير المطلوبة من أجل تصنيع لقاح “كورونا”، بارقة أمل للبنانيين في ظل فشل السلطة اللبنانية في تأمين الكمية اللازمة من اللقاحات في وقت سريع من أجل الوصول لما يعرف بمناعة القطيع بعد تطعيم أكثر من 70% من الشعب اللبناني. إلا إن فقدان الثقة لدى اللبنانيين بدولتهم وبالأجهزة الرقابية وبتطبيق القوانين، يجعلهم يشككون بقدرات الصناعة الدوائية اللبنانية ويسألون عن المعايير والوسائل التي تعتمد لضمان جودة المنتوجات الدوائية.
“أحوال” تواصل أولاً مع رئيسة نقابة مصانع الأدوية في لبنان الدكتورة كارول أبي كرم التي أكدت أن هناك مصانع لبنانية لديها الكفاءة والتجهيزات للقيام بتصنيع لقاحات “كورونا” وتمنت أن نكون مركزاً للتصنيع ليس فقط للبنان بل للمنطقة.
كما أشارت الى وجود 11 مصنع أدوية في لبنان كانت تغطي 20% من سوق الدواء المحلي في العام 2019، زاد حجم مبيعاتها بين 25% و30% في العام 2020 إلا ان الأرقام النهائيّة لم تصدر بعد، مع الإشارة الى أن حجم سوق الدواء زاد عموماً في العام الأخير في ظل جائحة “كورونا”.
كذلك لفتت الى أن مصانع الأدوية جندت كل طاقتها وعملت ليل نهار ونجحت بتغطية عدد كبير من أدوية “كورونا” بنسبة 100% من حاجات السوق اللبناني في ظل إنقطاع أصناف كثيرة من الأدوية المستوردة ورغم العقبات التي تواجه الصناعة اللبنانية جراء صعوبة تأمين الدولار . ومن هذه الادوية:
*Aspicot and Asprothin (acetyl salicylic acid)
*Azicin and Zevlen (Azythromicin)
*Corvaquine( Hydroxychloroquine)
*Predicor / Prednisone
*Febradol /Painol/ Dolopan(Paracetamol)
*Meropenem (يستخدم في المستشفيات)
*Remdesivir (في طور التصنيع قريباً جداً(
ورداً على سؤال بشأن جودة الدواء اللبناني والوسائل الرقابية عليه وكيفية تعزيز ثقة اللبنانيين بالصناعة الدوائية الوطنية، أوضحت أبي كرم: “الدواء المصنّع محلياً يخضع بطريقة دورية للتفتيش من قبل وزارة الصحة في لبنان ومن قبل وزارات الصحة في الدول التي يتم التصدير إليها حيث ترسل دورياً أيضاً مفتشين إلى المعامل اللبنانية. فيما الدواء المستورد يدخل إلى لبنان من دون أي كشف على مصانعه من قبل وزارة الصحة، بل نعتمد فقط على الأوراق الصادرة بشأنه حتى لو كان مصدره دولاً غير مرجعية”.
أضافت: “كما إننا نصنّع إلى جانب أدويتنا أدوية بإجازة Under license الى أهم شركات الدواء العالمية. على اللبنانيين أن يعلموا أن جميع الأمصال المستخدمة في لبنان هي صناعة وطنية ولو كان هناك من مشكلة لكانت ظهرت على المرضى. كما إننا نصنع أدوية دقيقة كأدوية الضغط والسكري وسيلان الدم منذ سنوات والطلب عليها يزداد ولا مشكلة لدينا”.
كذلك لفتت أبي كرم الى أن مصانع الدواء في لبنان تصدّر الى الشرق الاوسط والخليج العربي وكذلك الى دول آسيوية وأفريقية وأوروبية وهذا يؤكد أيضاً جودة منتوجاتها.
“أحوال” نجح بالتوصّل إلى معرفة المصنع المعني الذي نتحفّظ عن ذكر إسمه بإنتظار الإنتهاء من كل التفاصيل ريثما يتبلور الإطار الصحيح للتعاون مع المصانع العالمية للقاح، وقد علمنا أن التواصل قائم مع مصنعين إثنين حتى الآن وتم توقيع مذكرة تفاهم مع أحدهما، وتتم دراسة مدى الحاجة الى بعض التقنيات الإضافية على المعدات المتوفرة لديه لتتلاءم مع المطلوب لتصنيع اللقاح.
وقد أكد مصدر داخل إدارة المصنع أنه ” المصنع الوحيد في لبنان ومن ضمن ثلاثة معامل في الشرق الأوسط التي تملك آلة تجفيد (Lyophilizer) والتي تُمكننا من تصنيع أدوية مجفدة “بودرة” كبعض لقاحات “كورونا” وكذلك الأمر لدى المصنع إمكانية تصنيع أدوية ولقاحات سائلة. التجفيد آلية يتم من خلالها تحويل السائل الى “بودرة” عن طريق خفض الضغط الجوي والتبريد إلى درجات حرارة متدنية قد تبلغ ناقص 80 درجة. هي الآلية الوحيدة التي تحافظ على ثبات بعض الأدوية واللقاحات لفترات زمنية مطلوبة.
كذلك لفت المصدر الى أن المصنع كان قبل جائحة كورونا – وفي إطار سياسة فتح أسواق دوائية في أكثر من بلد في العالم – قام بالإجراءات اللازمة للتسجيل في هذه الدول وهذا قد يساهم في تصنيعه للقاحات التي تنتجها بعض هذه الدول.
في خضم التخبّط الرسمي في مواكبة جائحة كورونا، يثبت القطاع الخاص اللبناني مرة جديدة المستوى الريادي الذي يتمتع بها. فعسى أن ينجح هذا المصنع اللبناني بإنتاج لقاح “كورونا” محلياً فيساعد بحل أزمة عدم توفير الكميات المطلوبة سريعاً والإنتصار في الحرب على هذه الجائحة.
المصدر” جورج العاقوري – موقع احوال
https://ahwal.media/archives/15638
**