قال مصدر سياسي مطلع لـ”الديار” نقلا عن دوائر فرنسية معنية ان باريس حركت مؤخرا “موتور تحركها” بـقوة بدعم اميركي ودولي وبدور عربي وخليجي ملحوظ قد يساعد في دعم مبادرتها تلعبه مصر والامارات العربية المتحدة المكلفة القيام بمثل هذا الدور من دول الخليج لا سيما من السعودية التي ما زالت تفضل ان تنأى بنفسها عن المشاركة مباشرة باي تحرك في شأن لبنان.
وكشف المصدر انه علم من الدوائر الفرنسية يوم الجمعة الماضي ان باريس بصدد تحضير خارطة طريق لتحركها الجديد يأخذ بعين الاعتبار توسيع دائرة اتصالاتها الدولية بشأن لبنان وباتجاه عدد من الدول العربية والخليجية واستئناف الاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين.
واضاف ان الرئيس ماكرون فاجأ هذه الدوائر باستعجال فتح التواصل المباشر مع المسؤولين والقيادات اللبنانية وطلب من مكتبه يوم السبت الماضي الاتصال بالرئيس عون الذي تحادث معه مطولا بشأن الوضع اللبناني ومسألة الحكومة والعقبات التي تواجه تواجه الاسراع بتشكيلها. كما اوعز لبعض معاونيه القيام باتصالات مع القيادات والاطراف اللبنانية بعد ان اجرى اتصالا غير معلن مع الرئيس الحريري.
واشار المصدر السياسي الى ان استعجال ماكرون للاتصال مع القيادات اللبنانية جاء في ضوء تفاقم الخلافات والسجالات العنيفة الاخيرة بين الرئيسين عون والحريري وبين المستقبل والتيار الوطني الحر.
وقال نقلا عن اجواء باريس ان ادارة الرئيس ماكرون في تحركها الجديد او المتجدد وضعت ضوابط معينة للتعجيل بتأليف الحكومة العتيدة حتى لو كانت “غير مكتملة الاوصاف”، آخذة بعين الاعتبار ان تتشكل من وزراء اختصاصيين غير حزبيين ويحظون في الوقت نفسه برضى الاطراف السياسية اللبنانية وبثقة وتطلعات الشعب اللبناني.
واوضح المصدر ان الفرنسيين يرون ان تأخر تشكيل الحكومة ناجم عن استمرار الخلافات الداخلية اللبنانية وان المسؤولية تقع على الجهات المعنية اللبنانية، ولذلك فان باريس تركز في تحركها الراهن على المقاربة بين خارطة الطريق التي رسمتها وبين حلحلة وتقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانية. لكنها لن تتساهل مع استمرار العراقيل الداخلية وانها ستضع الجميع امام مسؤلياتهم وانها لا تملك عصى سحرية للحل اذا ما استمرت الخلافات الداخلية اللبنانية على هذا المنوال، مجددة التأكيد ان الحكومة والاصلاحات هما الوسيلة للحصول على اوكسجين الدعم المالي والسياسي والاقتصادي من الخارج.
وعلمت الديار ان هذا الموقف او الرسالة الفرنسية وصلت الى المعنيين في لبنان، خصوصا ان باريس ترغب في ان تثمر مبادرتها وتحركها الجديد في اسرع وقت ممكن.
**