أوضح مدير “مستشفى بيروت الحكومي الجامعي” فراس أبيض، أنّ “هناك طريقة علميّة لاحتساب عدد الأشخاص الّذين يجب أن تكون لديهم مناعة بمواجهة الفيروس، وهي مرتبطة بقدرة الفيروس على الانتشار. فكلّما كان الانتشار أسرع، كلّما كان عدد الأشخاص الّذين يجب أن تكون لديهم مناعة، أكبر”.
ولفت في حديث تلفزيوني، إلى أنّ “يتبيّن أنّ سلالة “كورونا” المتحوّرة وخاصّة تلك البريطانيّة، لديها قدرة على الانتشار 40 إلى 50 بالمئة أكثر من السلالة الأولى، وهذا يرفع نسبة الأشخاص الّذين يجب أن يحصلوا على المناعة، للوصول إلى مناعة القطيع؛ أي أنّ 80 بالمئة من الناس يجب أن تكون لديها مناعة سواء من خلال الإصابة بالفيروس أو عبر اللقاح”.
وركّز أبيض، تعليقًا على المخاوف لدى البعض من أي آثار جانبيّة سلبيّة للقاحات، على أنّ “أيّ علاج أو دواء له آثار جانبيّة، وبالتالي من الطبيعي أن نعرف ما هي الآثار الجانبيّة للقاحات. كلّنا نعرف أنّ هناك تجارب تخضع لها اللقاحات لمعرفة آثارها، لكنّنا نرى للأسف، أنّه لم تكن هناك حملة إعلام جيّدة للناس عن هذا الموضوع. نحن كأطبّاء مطّلعين على المسألة، من خلال قراءة الدراسات والمجلّات العلميّة، دورنا أن ننقل هذه المعلومات ونثقّف المواطنين”.
وذكر أنّ “الدراسات العلميّة أكّدت أنّ الأشخاص الّذين تلقّوا لقاح “كورونا”، لم يُصابوا بعوارض جانبيّة خطرة أو فشل بالكلى أو جلطات أو غيرها من المضاعفات،”، مشدّدًا على أنّ “الخيار اليوم ليس بين إجراء التلقيح من عدمه، بل الخيار بين أخذ اللقاء أو الإصابة بالعدوى. وأفاد بأنّ “أعداد الشباب الّذين توفّوا بسبب الفيروس، وليس لديهم أي مرض أو مشكلة صحيّة، يرتفع”.
ورأى أنّ “تعدُّد اللقاحات أمر جيّد، لكن يجب أن تمرّ عبر دراسة علميّة دقيقة جدًّا. نحن لدينا لجنة علميّة مستواها عال جدًّا، للتأكّد من أنّ أي لقاح سيتمّ جلبه إلى لبنان، يجب أن يكون معترفًا به وموافَقًا عليه من قبل “منظمة الصحة العالمية”. وأشار إلى أنّ “الدراسات تفيد بأنّ بعد شهر من الإصابة بالفيروس، يُصبح آمنًا للمتعافين أن يأخذوا اللقاح، لكن هؤلاء لديهم نوع من الحماية من الفيروس؛ وبالتالي مَن لم يُصب بعد لديه أحقيّة أكبر في تلقّي اللقاح”. وفسّر أنّ “لدينا ثلاثة أهداف للقاح، وهي عدم التقاط العدوى، أو في حال التقاط العدوى ألّا تكون بدرجة شديدة، بالإضافة إلى التخفيف من نسبة الإصابة في المجتمع”.