أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانيّة، في افتتاحيّتها بعنوان “مساءلة ترامب الثانية عاجلة وضروريّة”، إلى أنّ “عجلات العدالة تقترب ببطء، ولكن بلا رحمة مِن الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.
وركّزت على أنّ “محاكمة ترامب الثانية لم يسبق لها مثيل من ناحيتَين استثنائيتَين، إذ لم يتمّ توجيه اللوم المؤسّسي إلى أيّ رئيس آخر في التاريخ الأميركي من خلال مساءلة ثانية، ويجب على ترامب الآن أن يحمل هذا “العبء المزدوج الفريد من العار في التاريخ”، موضحةً أنّ “الناحية الأخرى هي أنّ المساءلة الثانية كانت الأسرع في صياغتها. وهذا لأنّها، على عكس سابقاتها، جاءت كاستجابة طارئة لخطر واضح وقائم على الديمقراطيّة الأميركيّة”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ “في الأسبوع الماضي فقط، كان ترامب لا يزال يستخدم المنبر الرئاسي بنشاط للترويج لأكاذيبه حول نتيجة انتخابات 2020، إذ حثّ أنصاره على السير إلى مبنى الكابيتول للطعن في التصويت. والآن، بعد أن انقطع عن متابعيه بوسائل التواصل الاجتماعي، وفي أعقاب تصويت مجلس النواب ضدّه بواقع 232 صوتًا مقابل197 يوم الأربعاء، أصبح حتمًا شخصيّة أكثر تواضعًا رغم عنجهيّتها”.
وذكرت أنّ “ترامب ظلّ متحدّيًا وكاذبا في مقطع فيديو بالبيت الأبيض هذا الأسبوع، لكنّه يواجه الآن محاكمة ثانية في مجلس الشيوخ واحتمال حقيقي للغاية، إذا ثبتت إدانته، بأن يُمنع من تولي المنصب مرّة أخرى؛ وهذا ليس المستقبل الّذي خطّطه ترامب لنفسه”. ورأت أنّ “الأيّام العشرة الماضية هزّت العالم. وكان تحريض ترامب على اقتحام مبنى الكابيتول، ممّا أدّى إلى مقتل خمسة أشخاص، عملًا مروّعًا. وكان لا بدّ من مواجهة اعتداء استثنائي على الديمقراطيّة باستعراض استثنائي للحزم والقصاص”.
كما أكّدت أنّ “سلامة الجمهوريّة الحاليّة والمستقبليّة لا تتطلّب أقلّ من ذلك. وكان لا بدّ من أن يكون الردّ على اقتحام الكونغرس قويًّا، بالقدر المتناسب مع خطورة الموقف”.