الواضح ان اللقاء الاخير بين الرئيسين عون والحريري الذي كان يعول عليه لولادة سريعة للحكومة جاء مخيبا للغاية لدى الدوائر الفرنسية واللبنانيين في آن معا، واعطى نتائج عكسية زادت من تعقيدات الوضع الحكومي ورفعت من منسوب الحرب الكلامية بين اوساط رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، بالاضافة الى اشتداد لهجة البيانات المتبادلة بين كتلتي المستقبل والتيار الوطني الحر لا سيما ايضا بعد قرار قاضي التحقيق بانفجار المرفأ فادي صوان الذي طاول رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب .
ويقول مصدر نيابي بارز ان هذه السجالات المحمومة تؤكد ان لقاء عون والحريري الاخير زادت من تعقيدات الازمة الحكومية ووضعتها في الثلاجة، ما يبعث على الاعتقاد باننا امام طريق مسدود وان الحلول مفقودة ، وان الرئيس ماكرون سيصطدم في زيارته المرتقبة بوضع اشد تعقيدا وانحدارا من الوضع الذي كان سائدا في الزيارتين السابقتين.
ويضيف المصدر ان الرئيس الفرنسي لا يملك عصا سحرية لتشكيل الحكومة واخراج لبنان من أزمته، وسبق ان اكد على وجوب اعتماد اللبنانيين على انفسهم اولا وتحمل مسؤولياتهم قبل اي عامل آخر لانقاذ لبنان ، مشددا على ان تأليف الحكومة يعتمد عليهم اولا ، وان انقاذ لبنان يحتاج الى سعيهم الجاد لتحقيق مقوماته وشروطه.
ويكشف المصدر عن ان باريس في الاتصالات الاخيرة رفعت وتيرة تحذيراتها للمسؤولين اللبنانيين طالبة من المعنيين الاقدام على كل ما يسهل تشكيل الحكومة باسرع وقت لكنها كلها ذهبت ادراج الرياح في لقاء بعبدا الاخير الذي لم يشكل نقلة نوعية ايجابية في التعاطي مع الاستحقاق الحكومي بقدر ما عمّق لعبة التجاذب وعض الاصابع بين عون والحريري.
ويشير المصدر النيابي الى ان هناك فرصة ضئيلة في ان تحمل زيارة ماكرون وصفة سحرية للخروج من المأزق الحكومي ،وهو لا يزال قادرا على ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين والافرقاء اللبنانيين خصوصا بعد خسارة الرئيس ترامب ،الذي ارهق بقراراته وسياسته المبادرة الفرنسية ، وفوز جو بايدن الذي اعلن عن نيته تصحيح العلاقة مع الاتحاد الاوروبي ما يقوي موقف الرئيس الفرنسي ومبادرته تجاه لبنان.
المصدر: الديار
**