أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “أهمية الوجود المسيحي في منطقة المشرق العربي، وضرورة الحفاظ على هذا الوجود لضمان التنوع والانفتاح والتسامح في هذه البقعة المهمة في تاريخ الأديان التوحيدية التي نشأت على هذه الأرض”.
واعتبر الرئيس عون أن “ما تعرَّض له المسيحيون المشرقيون في خلال السنوات الماضية، زادهم إصرارا على التشبث بأرضهم وهويتهم ودورهم الإنساني”. وقال: “إن العالم بأسره مدعو إلى حماية الوجود المسيحي للمساهمة في مواجهة التطرف، والانعزال، وصراع الثقافات والحضارات الذي بات يتخذ أشكالا عنفية مقلقة”.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الرئيس الجديد لطائفة الاقباط الأرثوذكس في لبنان القمص تيمون السرياني الذي عينه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، راعيا للطائفة القبطية الارثوذكسية في لبنان وسوريا في 14 أيلول الماضي، خلفا للقمص السابق المرحوم رويس الاورشليمي. ورافق القمص السرياني النائب العام القضائي للطائفة المحامي عبدالله مسلم، ورئيس لجنة الكنيسة المهندس جورج فرنسيس.
وخلال اللقاء نقل القمص السرياني الى الرئيس عون “تحيات البابا تواضروس الثاني وتمنياته له بالتوفيق في قيادة البلاد نحو شاطئ الأمان، مؤكدا “استمرار صلاته من اجل عودة الاستقرار الى لبنان، وان ينعم بالخروج من الظروف الصعبة التي يمر بها اللبنانيون”. وعرض القمص السرياني أوضاع أبناء الطائفة القبطية في لبنان، ودورهم في الحياة الوطنية والاجتماعية.
وتمنى الرئيس عون للقمص السرياني التوفيق في مسؤوليته الروحية الجديدة، وحمله تحياته الى البابا تواضروس الثاني، مستذكرا اللقاءات التي جمعته به خلال الأعوام الماضية ومواقفه الروحية والوطنية وسعيه الدائم لتعزيز الحضور المسيحي في المشرق العربي.
النائب عون
واستقبل الرئيس عون النائب سليم عون، وعرض معه الأوضاع العامة وحاجات منطقتي زحلة والبقاع.
وأوضح النائب عون أنه اثار مع رئيس الجمهورية “موضوع الدولار الطالبي ومعاناة أهالي الطلاب وشكاويهم من عدم تطبيق القانون، لا سيما وان الطلاب في الخارج يحتاجون الى مبالغ قليلة لتمكينهم من متابعة دراستهم، والقانون الذي أقره مجلس النواب يعطي جزءا من الحقوق، علما ان المصارف كانت على اطلاع على مضمون القانون الذي يستفيد منه الطلاب القدامى. ولكن مع الأسف هناك تلكؤ في التنفيذ وتذرع بموقف الحكومة حينا وبضرورة وجود آلية أحيانا، علما ان الآلية موجودة في القانون الذي لا تتجاوز كلفته 8 ملايين دولار شهريا، في مقابل أموال تدفع لدعم يذهب الى أماكن أخرى فيها هدر وسوء استعمال”.
وأشار الى ان “دعم الطلاب اللبنانيين في الخارج من خلال الدولار الطالبي، هو استثمار للمستقبل، لأن هؤلاء الطلاب سيعودون الى بلدهم بعد التخرج للعمل فيه وتعزيز الخبرات العلمية لتطوير المجالات التي تخصص بها هؤلاء الطلاب”، مؤكدا “ان الرئيس عون دعم إقرار الدولار الطالبي وهو لا يزال يقدم كل الدعم لتطبيقه”.
تعزية الأسد
الى ذلك، ابرق الرئيس عون الى الرئيس السوري بشار الأسد معزيا بوفاة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم، منوها بالدور “الذي لعبه في مسيرته داخل سوريا وخارجها”، متمنيا “عودة السلام الى سوريا لينعم الشعب السوري الشقيق مجددا بالازدهار الذي يستحقه”.