أعلن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أنه “هناك تهديد جدي لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بفرض عقوبات عليه إذا مشى بحكومة فيها ممثلين مقربين أو غير مقربين لـ “حزب الله”، مشيراً الى أن “الفرنسي متبني وجهة نظر الحريري في الحكومة”، ولافتاً إلى أن “الحكومة مؤجلة لوقت غير قريب”.
وكشف في حديث لقناة الـ “إل.بي.سي.آي”، ضمن برنامج “نهاركم سعيد” مع الإعلامية ليال الاختيار أنه “تسرّب من أحد السفراء أن أحد زعماء الكتل النيابية إتصل بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا وطلب منها الأدلة التي استندوا إليها لفرض عقوبات على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل واتهامه بالفساد فرفضت ذلك وقالت له إن العقوبات ستصل إليه”، كاشفاً أنه كان “أعلم من شهرين أن هناك عقوبات أميركية على باسيل”، متسائلاً “هناك 5 اشخاص يتحكمون في لبنان هل سيُشملون بالعقوبات؟، مؤكّداً أنهم لن يشملوا الأشخاص الأساسيين المشاركين بالفساد بالعقوبات التي ستطال فقط الصغار والوزراء السابقين”.
وأوضح وهاب أن لا علاقة لباسيل بملف البواخر مؤكداً أن “وكيل البواخر هو سمير ضومط نائب رئيس تيار المستقبل وأن باسيل سكت عن موضوع البواخر مقابل التسوية الرئاسية وأن تلك التسوية هي التي جعلت باسيل يعطي الحريري كل الملفات”، موضحاً أنه من “دون بواخر لدينا ساعتين كهرباء في اليوم فنحن نشتري الكهرباء من البواخر، كاشفاً أن ملف الكهرباء بيد شخص واحد هو سمير ضومط فلتأتي القوى الأمنية وبالتحديد مخابرات الجيش بسمير ضومط لمعرفة مَن هم شركاؤه”.
وطالب وهاب “تيار الوطني الحر” بالتخلي عن الطاقة لأن أي التباس بالملفات سيكون هناك تساؤلات، لافتاً الى أن “علاء الخواجة هو الذي سمّى الإسم المطروح في وزارة الطاقة وهي موظفة في بنك البحر المتوسط “.
ولفت وهاب إلى أن “الأميركي أبلغ الحريري وفرنسا أنه لا مانع لديه من تشكيل الحكومة لكن شرط إزالة الحزب من الحكومة لكن الحزب لن يخرج من الحكومة في هذه الظروف”. وقال: “الله يسامح رئيس مجلس النواب نبيه بري، أعطى التكليف للحريري وهذا الأمر أخطأ به”. وسأل “هل يمكن التكليف قبل الإتفاق على التشكيل؟”.
وأوضح وهاب أن “حزب الله” مع تشكيل حكومة من 20 وزيراً، والحريري لم يتواصل بعد مع الفريق الشيعي”، موضحاً أن “الأمور اليوم معقدة والرهان الذي نضعه على عملية الإنقاذ وهم فقط لا غير”.
وأوضح وهاب أن “الحريري انتهى والمسألة مسألة وقت و”حزب الله” لم يقتنع بعد بالموضوع”، مؤكّداً أن “العهد مع الرئيس نبيه برّي والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وهما يتحكمان بالبلد فالحريري يُمسك بالأمن وبجزء من القضاء والرئيس برّي يُمسك بمجلس النواب وبجزء آخر من القضاء”، مشيراً الى أن الرئيس برّي مع احترامي له يأخذ الـ “أوكي” من “حزب الله” ولكنه يعود للإطاحة بكل حلفائه، لافتاً الى أن “قراءات الرئيس برّي لم تعد دقيقة، وأنه في السُّنّة الرئيس بري مع الحريري ضد كل حلفائنا وكذلك الأمر هو مع جنبلاط ضد كل حلفائنا”، موضحاً أن العهد ليس قوياً بل رئيس الجمهورية قوي مسيحياً ولكن بصلاحياته هو لا شيء لأن الطائف جرّده من صلاحياته، معتبراً أن “الدولة هي التي أسقطت نفسها وأن الإهمال الذي أوصلنا الى حادثة مرفأ بيروت كان سبباً في إسقاطها”.
وحول زيارته للرئيس ميشال عون في قصر بعبدا قال وهاب: “نتشاور دائماً مع الرئيس عون لأننا تحدثنا مع حلفائنا بموضوع التشكيل وكان هناك رأي للبحث مع الرئيس عون الذي كان أيضاً مع حكومة عشرينية، لافتاً الى الإجحاف بحق الطائفة الدرزية في التمثيل مستغرباً كيف أن “في حكومة ال 16 نأخذ مقعدين درزيين وفي حكومة الـ 18 نأخذ مقعداً واحداً”، موضحاً أن “موقفنا نابع من حسابات درزية”، معتبراً أنه من الممكن أن نأخذ أوكسيجين بشروط قاسية يمكن القيام بها دون صندوق النقد الدولي، لافتاً الى أن “أهم شيء في لبنان الإستقرار السياسي”.
وأوضح أن “الإحتياط اللبناني يمكن تنزيله من 20 الى 15 ونأخذ 5 أو 6 مليار ولكن ليس على الطريقة التي نقوم بها اليوم بإعطاء الأموال للتجار للنهب، مجدداً تأكيده على وجود 8 أشخاص في البلد من بينهم حلفاء لنا يتحكمون بالسلطة قرفت منهم العالم ومازلتم مستمرين بنفس الطريقة والأموال تصرف بنفس الطريقة وتُعطى لعصابات مرخصة من جهات رسمية”، لافتاً الى أن الرئيس برّي لا يستطيع إضعاف الحزب بل أثّر عليه، مؤكداً أن “الحزب لا علاقة له بالفساد في لبنان”، لافتاً الى أن “الأجهزة الأمنية تنسق مع “حزب الله” بموضوع المقاومة”.
ولفت الى أن “كسر مفهوم ومنطق الدولة موجود في كل لبنان لأن له علاقة بأداء الدولة لأنها أسقطت نفسها لأن الجميع مشارك بالفساد بدءًا من القضاء”.
وأثنى وهاب على القاضي بيتر جرمانوس الذي هو من أفهم القضاة في القضاء والسياسة.
وحول زيارته للوزير جبران باسيل أشار وهاب الى الزيارة تناولت موضوع الحكومة وقراره كان بعدم المشاركة”، مشيراً الى أنه لم يكن هناك خلاف بيني وبين الوزير باسيل في الإنتخابات النيابية ولكن كان هناك سوء تفاهم بسيط بيني وبين الوزير طلال إرسلان جعل كلاًّ منا في لائحة”.
وفي إطار آخر أوضح وهاب أن ما تحدث عنه اللواء عباس ابراهيم حول العقوبات الأميركية خطير جداً ويجب توقيف مَن يقدّم التقارير للسفارات”.
وحول زيارته لبغداد، قال وهاب: “زيارتي لبغداد كانت تلبية لدعوة من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي رأى فيه فرصة أساسية للعراق إذا سمحت الإنتخابات له بالإستمرار وهو قريب من الأميركيين وأجرى توازناً في العراق وهو مدرك كيف يدير العراق وسيشكل دعماً للمبادرة الفرنسية”.
وفي إطار آخر أوضح وهاب أن محمد حمشو لا علاقة له في النفط ولا بهيج أبو حمزة يعمل “بيزنس” في العراق ولا دور له في ملف النفط مستقبلاً بل الدولة هي التي عليها أن تستلم ملف النفط”.
وفي الشأن الدولي والإقليمي رأى وهاب أن الأمور في المنطقة قادمة الى متغيرات جديدة وقادمة الى إدارة أميركية جديدة ستحدث تغيرات في المنطقة، ونحن اليوم أصبحنا في مرحلة جديدة من البحث في ملفات المنطقة إن كان مع الصيني إضافة الى البحث في التقارب الأميركي الإيراني”، موضحاً في الموضوع التركي أن “إدارة بايدن ليست كما كنا نتصور في الموضوع التركي، ومن الواضح أن بايدن يكره أردوغان والمصالح بين بايدن والسعودية لن تطيح بالخليج وهناك مصلحة أميركية للحفاظ على العلاقة الأميركية السعودية والخليجية”، لافتاً الى أن “أردوغان أصبح يشكّل خطراً في حوض البحر المتوسط ويجر الأوروبيين الى الحرب ولديه وجود عسكري في ليبيا والعراق، وبايدن سيعيد التحالف والتنسيق بين ضفتي الأطلسي وسيضع حداً لأردوغان وسيناريو صدام حسين سيتكرّر مع أردوغان ولكن ليس بحرب لأنه يهدد الأمن الأوروبي والنمسا خير دليل”، داعياً لعقلنة تركيا والإنقلاب على نهج أردوغان وعقلنة تركيا فيها مصلحة لتركيا، مؤكداً أن أردوغان هو مَن يدمر سوريا وليبيا والعراق ويحاول تدمير الخليج”، وفلسطينياً أوضح وهاب أن “بايدن مع حل الدولتين في الموضوع الفلسطيني – الإسرائيلي وسنرى كيف سيتعامل مع هذا الملف”.
وفي الملف السوري، رأى وهاب أن موضوع إحياء الحرب السورية لا يمكن لأن لا وجود لا للظروف العربية ولا للظروف الدولية، ومن الصعب على الرئيس بايدن إعادة الحرب السورية”.
وأوضح وهاب أن لبنان مصاب بالسرطان وهناك صعوبة كبيرة للشفاء.
وفي إطار آخر لفت وهاب الى وجود حالة تأهب لدى “حزب الله” سببها المناورات الإسرائيلية وكذلك جنون ترامب الذي يقول أنه سيقوم بإنسحابات من العراق وغيرها من الساحات ربما لإبعاد القوات الأميركية عن الخطر وهذا قد يعرقل تشكيل الحكومة، كاشفاً أن العرقلة في تشكيل الحكومة هي أميركية عبر العقوبات وبذلك يفقد الأميركي صدقيته”.
وأوضح وهاب أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يخطئ حين قال أننا سبب الإنهيار الإقتصادي في سوريا لأن “لدى بعض السوريين أموال في البنوك اللبنانية والتاجر السوري كان يفتح إعتمادات له في بنوك لبنان ومنذ ثورة 17 تشرين لم يعد قادراً على سحب أمواله، مؤكّداً أن مَن سرق أموال المودعين اللبنانيين والسوريين هم الذين شاركوا في نهب أموال اللبنانيين ويردون على كلام الرئيس بشار”، موضحاً أن الأميركيين خدموني في فرض عقوبات مالية علي، معتبراً أن “الإستثمار في الناس أهم إستثمار وأهم من المال”.