قبل نحو سنوات لم يكن لدى انقرة حضوراً عسكرياً خارج حدودها باستثناء قبرص , بيد أن السياسة الأردوغانية انتهجت فى الآونة الأخيرة سياسية تقوم على الغزوات وبسط النفوذ والتمدد فى العديد من مناطق الصراع والأزمات، خاصة في مناطق وأقاليم النفوذ للسلطنة العثمانية البائدة في البلقان والشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقوقاز وآسيا الوسطى لكن تحالف اردوغان مع جماعة ” الاخوان المسلمين” والتدخل في شؤون الدول فضلاً عن دعم الجماعات المسلحة اردت عكسياُ على السياسة الخارجية لتركيا في العالم وعلى علاقات أنقرة مع دول الجوار وحلفائها والتى باتت تتسم يالتوترات والقلق مقارنة بوضعها قبل أربعة أو خمسة أعوام .
أن نهج عسكرة السياسية الخارجية التركية مع تبنى أردودعان لخيار القوة العسكرية وسط خطاب ايديولوجي متطرف دفعت العديد من المراقبين الى وصف النظام الاردوغاني من أكثر الانظمة خطورة على الأمن الإقليمي، والذي أخذ في التجلّي بشكل واضح وكبير، حيث أدت الغزوة العسكرية لسوريا، بالإضافة لصفقة الصواريخ الروسية، إلى تدهور علاقات أنقرة مع الادارة الأميركية، وأسفر تدخلها العسكري في ليبيا ونزاعات التنقيب عن الغاز والحدود البحرية في شرق المتوسط مع قبرص واليونان عن تدهور علاقاتها مع الاتحاد الأوربي.
دون أن ننسى تدخل أردوغان العسكري وتأجيجه للنزاع الحالي بين أذربيجان وأرمينيا بتدهور علاقاته بشكل أكبر مع روسيا التي تناصر الأطراف المناهضة