لفتت صحيفة “الغارديان” البريطانيّة، في مقال رأي بعنوان “إذا كنت تعقد الآمال على لقاح لـ”كوفيد 19″، فإليك جرعة من الواقعيّة”، إلى أنّ “بالنسبة لأولئك الّذين يتمسّكون بالأمل في لقاح وشيك لـ”كوفيد 19″، فإنّ الأخبار في نهاية هذا الأسبوع بأنّ أوّل لقاح يمكن طرحه في وقت مبكر “بعد عيد الميلاد مباشرةً”، مِن المحتمل أن تَرفع الروح المعنويّة”.
وأشارت إلى أنّ “الكثير قد قيل عن كيفيّة عودة العالم إلى طبيعته عندما يكون اللقاح متاحًا على نطاق واسع”، ورأت أنّ “هذه الصورة الورديّة ليست صحيحة حقًّا، وأنّ من المهم أن نكون واقعيّين بشأن ما يُمكن للقاحات أن تفعله وما لا تستطيع فعله”. وأوضحت أنّ “اللقاحات تَحمي الأفراد من الأمراض، ونأمل أيضًا أن تحمي من العدوى، ولكن لا يوجد لقاح فعّال بنسبة مئة في المئة، وفاعليّة برامج التطعيم تعتمد على مدى فاعليّة اللقاح وعلى عدد من يتمّ تطعيمهم من السكّان”.
وذكرت أنّ “بريطانيا يوجد بها واحد من أعلى معدّلات التطعيم ضدّ الإنفلونزا في العالم، حيث تقوم بتحصين حوالي 75% ممّن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ضدّ الإنفلونزا كلّ عام. ويُتوقّع أن تكون نسبة توافر اللقاح مماثلة للفئة العمريّة نفسها حال توفّر لقاح لـ”كوفيد 19″، مبيّنةً أنّه “إذا كان اللقاح فعّالًا بنسبة 75%، ما يعني أنّ 75% ممّن تمّ تطعيمهم يصبحون محصّنين، فإنّنا في الواقع سنحمي فقط 56% من هؤلاء السكّان المستهدفين”.
وفسّرت أنّ “بالنسبة للفئات العمريّة الأصغر سنًّا، فإنّ نسبة حصولهم على لقاح الإنفلونزا في بريطانيا تصل إلى نحو 50 في المئة، وإذا ما وضعنا في الحسبان مدى فاعليّة اللقاح، فإنّ مدى الحماية المتوفّرة لهذه الشريحة العمريّة سيكون منخفضًا”، مفيدةً بأنّ “الساسة يروّجون إلى أنّ القيود المفروضة على حياتنا الآن من ارتداء الكمّامات والتباعد الاجتماعي والحدّ من السفر والعمل من المنزل وغيرها، ستستمر حتّى يتمّ التوصّل للقاح، ولكنّهم في الواقع يروّجون آمالًا كاذبة ذات سقف طموح”.
كما نوّهت إلى أنّ “اللقاحات ربّما تكون أقوى تدخّل في مجال الصحّة العامّة متاح لنا، ولكن ما لم يتمّ الإبلاغ عن فوائدها بواقعيّة، فإنّ الثقة في جميع التوصيات ستتعرّض للخطر”، مركّزةً على أنّه “في حين أنّ الأمل والتفاؤل مطلوبان بشدّة في هذه الأوقات العصيبة، فمن المهم أن نكون شفّافين. لكن نحتاج إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أنّه على الرغم من أنّ التطعيم المستهدف قد يوفّر بعض الحماية، إلّا أنّه لن يوفّر ببساطة “الحياة كما كنّا نعرفها”.