لفت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية أردزرون هوفانيسيان الى ان الاربعاء “شهد معارك طاحنة على كامل حدود أرتساخ (ناغورنو قره باغ)- أذربيجان خصوصا في الجنوب، الا ان جيش دفاع ارتساخ يحقق نجاحات باهرة رغم صعوبة المعارك”.
وشرح في مؤتمر صحافي عقده في غوريس، البلدة الأرمينية الحدودية المتاخمة لقره باغ، الوضع الميداني، مشيرا الى أن “جيش دفاع أرتساخ ألحق إصابات مباشرة بالقوات المهاجمة ما سبب خسائر مادية كبيرة في العتاد أعلن عن البعض منها والبعض الآخر تم التحفظ في الإعلان عنه لأسباب عسكرية، كما ان الضربات العسكرية أدت الى تراجع الجيش الأذري في بعض النقاط وبالتالي استرجاعها بعدما كان استطاع احتلالها في أول أيام المعارك”.
وتوقف عند “قصف القوات الأذرية بعض المراكز السكنية خصوصا في العاصمة ستيباناكيرت وشوشي وهادروت، ومناطق اخرى”، معتبرا أنهم “اعتادوا على هذا النوع من القصف اذ اعتمدته اذربيجان في 1993 -1994 وتستعمله كرد على الخسائر العسكرية التي تلحق بها لا سيما في الخطوط الأمامية، ما يحمل في طياته نية إبادة جماعية”.
وعن مصير المقاتلين الأرمن، أكد أن “وزارة الدفاع تقوم بجهد كبير لتزويد الأهالي بالمعطيات كافة”، وقال: “إننا في حال حرب، وبالتالي هناك صعوبة في الوصول الى معلومات دقيقة عن مصيرهم لذا لا يتم الاعلان عنها قبل التأكد من صحتها”.
أما عن الخسائر الاذرية الأخيرة، فأعلن عن “سقوط أكثر من 280 قتيلا وجريحا وعن ضرب بين 60 و80 آلية عسكرية، إلا أن هذه الارقام تتغير وفقا للاحداث”.
وردا على سؤال، أشار الى أن معلوماتهم تؤكد ان “أعدادا كبيرة من المرتزقة في الخطوط الأمامية تتراجع بسبب النجاحات التي يحققها جيش دفاع ارتساخ”.
وشدد على أن “جيش دفاع ارستاخ يخوض المعارك منفردا من دون مساعدة أحد”، مؤكدا أن “معنويات السكان ما زالت مرتفعة وفي الـ48 ساعة الأخيرة هب أهالي ارتساخ للدفاع عن أرضهم في الخطوط الأمامية الى جانب جيشهم”.
وتابع: “لدينا حلفاء ولكنهم غير موجودين على أرض المعركة ونحن لسنا بحاجة الى أحد لأننا نستطيع خوضها وفق قدراتنا الذاتية، في وقت يتابع الأتراك إرسال المرتزقة من سوريا. وهناك معلومات عن أن بعضهم يأتي أيضا من افغانستان بمجموعات منظمة”.
وعن كلام رئيس الوزراء الأرميني بأنها “المعركة الأخيرة التي ستؤدي الى الانتصار الكبير”، كشف هوفانيسيان أن “الساعات المقبلة قد تشهد انتهاء المعارك نظرا للمعطيات الموجودة لديهم”، متحفظا عن إعطاء تفاصيل عسكرية دقيقة. واعتبر أنها “حرب كبيرة واسعة النطاق ولم تشهد المنطقة مثيلا لها خلال الثلاثين سنة الاخيرة خصوصا لجهة أعداد القوات البرية المشاركة وعبر المعدات العسكرية المستعملة. لذا من الممكن ان تشهد الحرب تقدما او تراجعا”.
وعن دور الطائرات المسيرة (Drone) التي يستعملها الجيش الأذري بشكل كبير، أوضح أنه “يمتلك أحدث أنواع الDrone، ويمتلك صواريخ مضادة للدبابات بالاضافة الى صواريخ “لورا” الاسرائيلية وهي حديثة ودقيقة”، ولكن رغم كل ذلك رأى ان “قوات اذربيجان لم تستطع تحقيق تقدم عسكري ملحوظ بسبب الدفاع الشرس”.
وفي ما خص امتلاكهم “ادلة حسية تدل على وجود مستشارين وضباط اتراك يديرون المعارك”، اكد ان “القوات التركية هي من يخطط للهجمات ويوجه المجموعات خصوصا الجوية منها، ولكن لا دليل حسيا عن وجودهم فعليا على الارض”.