إعتبر رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب، في حديث لقناة “الجديد”، ضمن برنامج “وهلق شو؟”، مع الإعلامي جورج صليبي، أن سبب الأزمة الحكومية هو إمساك جهة معينة بالعقوبات والتهديد بها، مشيراً إلى أن ليس هناك من كلف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتسمية وزراء عن الآخرين ولا يمكن السماح بذلك، مذكراً بأن الثورة انطلقت بوجه الحريري وأشعل نيرانها وزير محسوب عليه، مضيفاً “لا آخذ بفيتو الحريري ولا بتراجعه.
على صعيد متصل، جدّد وهاب التأكيد على أن المبادرة التي تقدم بها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي جيدة، معتبراً أنها الخيار الوحيد القائم حالياً، لكنه لفت إلى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يوقع على حكومة برئاسة ميقاتي، مؤكداً أن “حزب الله” أيضاً يفضل الحريري على ميقاتي، معتبراً أن إتقاذ الوضع أكبر من تفاصيل شخصية نقف عندها”.
ورداً على سؤال، إعتبر وهاب أن رجل الأعمال اللبناني بهاء الحريري لم يتورط بالفساد في لبنان، لافتاً إلى أنه يملك شبكة علاقات ممتازة إقليمياً ودولياً، وليس هناك من مشكلة في أن يطرح نفسه شريكاً في الحياة السياسية اللبنانية طالما أن المكوّن السُّنّي الذي يحدث التوازن في لبنان معطوب اليوم، مشيراً إلى أن مواقفه من سلاح “حزب الله” من الممكن أن تناقش، موضحاً أنه “بين أخذ التركي مكان الغياب العربي السُّني وبين وصول بهاء الحريري الى الحكومة أختار بهاء الحريري”.
من جهة أخرى، أكد رئيس حزب “التوحيد العربي” أن بهاء الحريري لا يمكن أن يخرج من علاقاته العربية، مشيراً إلى أنه ليس مع المشروع التركي أو أي مشروع آخر، ولا يمكن أن يكون ضمن مشروع جماعة “الإخوان المسلمين” في المنطقة لأنه مشروع تدميري في ليبيا والعراق وفي الخليج ومصر وكل المنطقة، مؤكّداً أن سعد الحريري ممنوع أن يأتي الى رئاسة الحكومة بشروط معينة والسعودي واضح في ذلك”.
ولفت وهاب إلى أن المبادرة الفرنسية متعثرة بالكامل وموضوع تشكيل الحكومة المقبلة معلق، معتبراً أن العقوبات الأميركية التي طالت الوزير السابق يوسف فنيانوس والنائب علي حسن خليل أثرت عليها، في حين أن الإعلان عن إتفاق الإطار حول ترسيم الحدود مع ”إسرائيل” كان ورقة قُدّمت لواشنطن، مشيراً إلى زيارة سيقوم بها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في الأيام المقبلة، إلى الولايات المتحدة، وأن تأتي تلك الزيارة قبل 15 يوم من الإنتخابات الأميركية هو موضوع مفاجئ ومهم ما يدل على أن تغيرات خطيرة ستحصل وقد تكون الى الأفضل خاصة وأن اللواء عباس ابراهيم بما يمثل وعلاقته مع الثنائي الشيعي والأميركي يدرك ذلك”، لافتاً الى أن نهج إدارة ترامب سيبقى حتى لو لم ينجح في الإنتخابات”.
ورداً على سؤال، أكد وهاب أن الإتفاق الأميركي – الإيراني حاضر بإنتظار الإنتهاء من الإنتخابات الرئاسية الأميركية ونتائجها، مشيراً إلى أنه لو كان عضواً في المجلس النيابي كان ليسمي النائب عبد الرحيم مراد أو الوزير السابق رشيد درباس أو النائب فيصل كرامي لرئاسة الحكومة في الإستشارات النيابية الملزمة، مجدداً تأكيده على أن مبادرة الرئيس ميقاتي ممتازة ولكن المشكل على اسم ميقاتي.
وحول تعثر المبادرة الفرنسية رأى وهاب أن “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يكمل مبادرته بتسليمه المبادرة الى سعد الحريري الذي حكم عليها بالموت، لافتاً الى أنه ليس مع التمسك بحقيبة ما معتبراً أن الوزير الآدمي أينما كان يمثلني”.
وردّاً على سؤال حول عرقلة الثنائي الشيعي للحكومة أجاب وهاب: كنت أفضل لو أن “حزب الله” يلاقي الثورة الى منتصف الطريق في 17 تشرين، مؤكداً أن “حزب الله” جزء غير فاسد من الطبقة الحاكمة مستغرباً الحملة اليوم على “حزب الله” بعد أن أجمع الجميع منذ عامين على الدور الذي كان يلعبه في سوريا في تصدي الإرهاب الذي وصل الى لبنان، معتبراً أن “معركة الحزب ليست بوزارة المال بل المعركة الأكبر يجب أن تكون بتغيير النظام”.
وردًّا على سؤال أجاب وهاب: “أنا في هدوء حذر مع الرئيس نبيه برّي، موضحاً بالقول “نحن ضحايا للإستعمار وضد استهداف طائفة في لبنان في هذا الظرف”.
وحول طرح اسم النائب السابق لحاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري أوضح وهاب أنه تمّ من خلال وسائل الإعلام بعد زيارة الأخير للرئيس برّي للبحث في موضوع بنك “جمال”، مؤكّداً أن بعاصيري ليس خياراً مطروحاً للحكومة”.
وبالعودة الى موضوع المبادرة الفرنسية أوضح وهاب أن تلك المبادرة لو نجحت كانت ستفتح لفرنسا دوراً مهماً في المنطقة فرنسا بحاجة إليه وكذلك نحن، مؤكّداً أن “حزب الله” لم يعرقل المبادرة الفرنسية، معتبراً أن مشكلة الفرنسي والتي أربكته هما الطرفان الأميركي والسعودي، مشيراً الى أن “الأبواب مقفلة” اليوم عند الجميع و”الموتورات مطفأة” في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، مشيراً الى أن العالم متلهِ بصحة ترامب، لافتاً الى تطورات جديدة وخطيرة ستحدث على مستوى المنطقة وليست سهلة تمتد من سوريا الى العراق ولبنان وفلسطين قد تكون بداية لشيء إيجابي”.
وحول إتفاق الإطار في نرسيم الحدود بين لبنان و”إسرائيل” أوضح وهاب أن توقيته اليوم مفاجئ مع توقيت الإنتخابات الأميركية وهو ما يحتاجه ترامب، مؤكداً عدم التزامه بالحدود بين الدول وضد شيء يسمى حدود بيننا وبين فلسطين وكل دولة عربية هي دولتي، معتبراً أن “سلاح المقاومة هو الوحيد الذي يمثل التوازن مع العدو الإسرائيلي ويجب التمسك بهذا السلاح في ظل الظروف التي يمر بها لبنان سياسياً ومالياً واقتصادياً، مجدداً تأكيده على أنه “مع فلسطين وكل فلسطين و”إسرائيل” كيان زائل وهي غزوة ستنتهي يوماً ما وضد التطبيع منذ أوسلو حتى اليوم”.
وفي إطار آخر وصف وهاب إقرار قانون الإثراء غير المشروع بأنه تمثيلية لا تصرف في مكان، لافتاً الى أننا بحاجة لهيئة اسمها مصلحة الضرائب هدفها المراقبة والمحاسبة”.
وفي إطار إصدار قانون العفو العام جدّد وهاب تأييده لتبييض السجون وإصدار قانون العفو العام في مجلس النواب وتسريع المحاكمات، لافتاً الى أن القضاء في لبنان قسمان: قضاة شجعان ومن بينهم النساء، وقضاة كسالى وبلا ضمير ويصدرون أحكام غير مدروسة وهؤلاء عليهم أن يكونوا في السجن”.
ورأى وهاب أن الحل مالياً في لبنان يكمن بتخفيف الدولة من الإنفاق غير المجدي، كاشفاً أنه منذ أيلول الماضي الى اليوم 31 مليار دولار خرجت من البنوك، معتبراً أن ما قام به حاكم مصرف لبنان عبر التعميم الأخير المتعلق بالبنوك إذا سار سيعيد رسملة البنوك والمصارف من جديد ما قد يعيد ما خسره المودعون بتقديري خلال 5 سنوات”.
وحول إمكانية رفع الدعم عن الدواء والقمح والمحروقات رأى وهاب أنه “إذا قلّعت الحكومة وأصبح هناك حلحلة في السياسة اللبنانية وكان هناك إدارة أميركية سلسة، الدعم على الدواء والمحروقات والقمح سيستمر بعد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، متمنياً أن تكون الدولة واعية ومدركة لإجراءات وشروط صندوق النقد الدولي”.
وحول زيارة الرؤساء الثلاثة عون وبرّي ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الى الكويت لتقديم التعازي الى امير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بوفاة المغفور له الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، قال وهاب: “الكويت كان موقفها متوازن مع لبنان والأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح كان متوازن في موقفه بالنسبة للبنان ووقف الى جانبه في أزماته ونحن بحاجة لأن تكون مواقف الدول العربية مع لبنان كالموقف الكويتي وكذلك الأمر بالنسبة للبنان أن يكون موقفه متوازناً مع الدول العربية”.
وفي توجيه كلمة الى الرؤساء الثلاثة، قال وهاب للرئيس عون: “الله يعينه في كل مهمته لأنه أتى في أصعب وقت وأتعس حظ وإذا أردت أن ترسم سيناريو جهنّم لن يكون بتلك الصعوبة مع وجود كورونا والأزمة اللبنانية اليوم، ولم يتوجه بأي كلمة للرئيس برّي في حين رأى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أتى بزمن صعب ظلمه فظلم نفسه لأنه أصبح أسير اللعبة السياسية التي أطاحت به”.