أشار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في حديث لقناة الـ “أو.تي.في”، ضمن برنامج “عالمكشوف”، مع الإعلامية دانيا الحسيني، إلى أن “هذه السنة هي من أسوأ السنوات التي مرّت على لبنان ونتمنّى البقاء على وضعنا لأنه من الممكن أن ننزلق للأسوأ، لكن أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بأن هناك فرصة للإنقاذ، وهناك تصفير للصراع الإقليمي والدولي حول لبنان، وعلينا اغتنام الفرص”، معتبراً أن السفراء في لبنان أكذب من سياسييه ولا يتعاطون إلا مع الفاسدين والزعران في لبنان”.
واستغرب وهاب “ما حصل اليوم في مجلس النواب في مناقشة الأمور على هذا النحو وكيف أن قانون العفو العام عطلت إقراره اليوم الأحقاد الطائفية والمذهبية، متأسفاً لوجود الكثير من النواب اللا إنسانيين وتماسيح وكذابين ومحتالين ويجب أن يكونوا داخل السجن مكان المساجين، وأستغرب هذه الأحقاد”، لافتاً الى وجود بعض قضاة دون ضمير، وآخرين مرضى نفسيين، وهناك من يمتلك الجرأة وخصوصاً بعض القاضيات الممتازات”.
واعتبر رئيس حزب التوحيد أن “التوقيف الإحتياطي للمتهم بأي قضية وإبقاء الشخص يومين وثلاثة وأكثر دون أي دليل تجاهه هو عدم احترام للعدالة الإنسانية، ويمكن أن يكون مظلوماً وغير مرتكب لأي جريمة، وأتمنى أن يكون القضاء الأمل في لبنان لكن لا أعتقد ذلك لأنه يريد إصلاح، وأعتقد أن قانون العفو العام درس بما فيه الكفاية وما يحصل هو مزايدات دون طعمة، وعلى الناس أن تحاسبهم”.
وفي تعليق على خطاب الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله أكّد وهاب أن “السيد حسن أعاد التوازن الى الساحة اللبنانية وأوضح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لا يستطيع التكلم مع الجميع بنفس اللغة”، رافضاً أن يتحدث ماكرون مع اللبنانيين بهذه الطريقة، علما أنني أحتقر جزءًا كبيراً من الطبقة السياسية، وأنا لا أقبل الإستعلاء علينا، والخطاب أفهم ماكرون أنه لا يمكن له أن يتكلم بهذه الطريقة، وبما معناه أن هناك من لا ينتظر رضاك أو رضا غيرك، وأنا قلت ذلك عندما زرت باريس منذ سنتين ونصف”، متمنياً نجاح المبادرة الفرنسية، الأمر الذي يمكن أن يعطي فرنسا دوراً جديداً في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً في مواجهة التركي في العراق وسوريا المتضررين من الوجود التركي على أراضيهم وهو يجب أن يعرف دقة المسألة، مؤكداً حاجة لبنان ليس فقط للمبادرة الفرنسية بل لتصويبها”.
وعن الطريقة التي تمّ التعامل بها لتشكيل حكومة بناء على المبادرة الفرنسية، شدد وهاب على أن “اللبنانيين لا يقبلون أن يسمي رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري حكومة، فالناس عندما ثاروا خرجوا بوجهه، فلا يجوز أن يسمي وزراء الطوائف اللبنانية جمعاء، وأصلا لا يقبل المسيحيون هذا الأمر كما الطوائف الأخرى”، مشير الى أن “اقتراح رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي يفتح باباً سياسيا لمخرج ما، ولا شيئ يسمى الحل الأخير، معلناً أن طرح الرئيس ميقاتي قد يكون المخرج الوحيد للحل”.
ولم يرَ وهاب أي هجوم للسيد على الإمارات التي تحضن 100 ألف لبناني، لافتاً الى أن “الشيخ زايد لم يترك مكاناً ألا وكان خيراً فيه”، مؤكداً صداقته للإمارات بالرغم من أن بعض الإعلاميين التافهين الذين يقبضون من الملحق القطري يحاولون تلفيق الإشاعات”.
وحول إتهام الثنائي الشيعي بإفشال المبادرة الفرنسية، تساءل وهاب: هل “حزب الله” هو سبب عدم مجيء الكهرباء والفساد في المؤسسات الرسمية والمجالس والصناديق وغيره؟ موضحاً أن “حزب الله” أخطأ في أن يقول أنه يستطيع محاربة الفساد في لبنان، معتبراً أن “ليس كل مَن دخل الى السلطة سرق”، موضحاً أن إذا “حزب الله” أراد الدخول في محاربة الفساد سيعاديه الجميع، موضحاً أن “حزب الله” لا يتدخل بشؤون حلفائه ويتعامل معهم بأخلاق”.
وإذ رأى أن “حزب الله” أخطأ في عدم التكامل مع الثورة في معركة التغيير، أعرب وهاب أنه كان “متحمساً لأن يكون “حزب الله” جزء من الثورة وليس جزءًا من التركيبة السياسية”، موضحاً أن “حياة النهب والسرقة انتهت اليوم”، رافضاً دعم صندوق النقد الدولي الذي أتى لوضع شروطه وإجراءاته القاسية التي لا يقوى اللبناني على تحملها والتي تشمل زيادة الضريبة على القيمة المضافة الى 15 % وزيادة أسعار البنزين والمازوت والكهرباء خمسة أضعاف ما يضعف القدرة الشرائية للفرد، متسائلاً هل يمكننا زيادة المعاشات 5 اضعاف في الوقت الحالي، معلناً أن الحل هو برهن الذهب، لافتاً الى أن “أموال المودعين إنتهت”.
وفي إطار آخر قال وهاب: “أنا أستثمر في الناس وأموالي كلها أشاركها مع الناس في المساعدات، لافتاً الى أن 80 % من مدخوله يذهب الى الناس وآمل أن أحصل على أكثر من ذلك”.
وحول ما يجري اليوم في المنطقة من تطورات، أشار وهاب الى أن “هناك دولة تخريبية في المنطقة اسمها تركيا تخرب في لبنان وليبيا وسوريا والعراق واليوم في أرمينيا وأذربيجان وتمتد بخرابها الى لبنان، مؤكداً وجود خطر تركي على مستوى المنطقة، معلناً رفضه للتمدّد التركي والمشروع الإخواني في المنطقة، متسائلاً لماذا كانت الباخرة المحملة بنترات الأمونيوم التي أتت الى لبنان في تركيا؟ ومن المعروف أنها كانت متوجهة الى سوريا للإرهابين”، موضحاً أن “المخابرات التركية تعمل على تعزيز وجودها في لبنان”، مؤكداً أن “اليد التركية التخريبية واضحة على كل المنطقة التي يشكل أردوغان الخطر الأكبر عليها”.
وفي هذا الإطار تابع وهاب: “لا شك بأن فرنسا حكومة وشعباً تتعاطف مع لبنان ومن حق ماكرون مواجهة المشروع التركي في المنطقة، لافتاً الى أن “المساجد الإسلامية ودور العبادة في أوروبا تخرّج إرهابيين، معتبراً أنه من حق ماكرون البحث عن مصالحه في البحر الأبيض المتوسط، لافتاً الى أن مرفأي بنغازي وبيروت هما ضمن مصالح الدول، موضحاً “أننا مجموعة ناس مرتبطون بالسفارات وتديرنا القناصل والدول”.
وفي ما يتعلق بملف تطبيع الإمارات مع العدو الصهيوني ودعم الإمارات للبنان قال وهاب: “التطبيع بدأ مع مؤتمر أوسلو ومازال مستمراً، مضيفاً أن الإمارات لن تدعم لبنان لأن اهتمامها يصب في سوريا لأن مشروع مواجهة الإخوان والإرهاب مشترك، معلناً أنه سيقبل دعم الإمارات العربية المتحدة له وذلك لإكمال مشروع مستشفى سلمان الفارسي (ص)”.
وفي الموضوع الفلسطيني أعلن وهاب أنه مع فلسطين كل فلسطين ومع دولة واحدة اسمها فلسطين وليس مع حل الدولتين”.
ولفت وهاب الى أن “المسؤولين الإيرانيين يؤكدون أن الإمام الخامنئي يرى الشرق الأوسط بعيون السيد حسن نصرالله وسياستنا في الشرق الأوسط والمنطقة كلها نراها في عيون السيد حسن نصرالله”، مؤكداً أنه “طالما بقي المشروع التركي هو المشروع الإخواني لن أكون معه لأنني قومي عربي ولن أكون غير ذلك”، مجدداً تأكيده على أن “التركي هو مشروع فتنة بين العرب ومشروع إعتداء على الخليج العربي وسوريا والعراق وسينال عقابه عما قريب”.
وحول إدعاءات وافتراءات نتنياهو حول وجود مصنع لتصنيع الأسلحة في مناطق مأهولة قال وهاب: “نتنياهو كاذب ودجال ويريد التخلص من محاكمته بالفساد وأزمته في الداخل والحزب لن يعطيه المبرّر”.
وإذ أوضح أننا “نعيش أخطر 40 يوم في حياتنا في ظل الإنتخابات الأميركية، والعالم أجمع يعيش أخطر أزمة اقتصادية عالمية مع وجود وباء الكورونا، أكّد وهاب أنه “إذا أوقف مصرف لبنان الدعم بعد ثلاثة أشهر قد يصل الدولار الى 25 أو 30 ألف”.
وأشار وهاب الى أن “التحقيق في إنفجار المرفأ لا يزال في المستوى الأصغر في التوقيفات وليس الأكبر، ويجب تحميل المسؤولية للكبار وليس الصغار، لافتاً الى أن القاضي فادي صوان آدمي لن يظلم أبداً ولن يسامح أحداً، ومضيفاً “لو كنت في المجلس النيابي الموجود اليوم كنت استقلت لأنني كنت سأحتقر نفسي، مؤكداً وقوفه الى جانب مطالب الثورة المحقة بالرغم من أن 20% من الثوار هم أدوات لدى السفارات”.
وناشد وهاب الفرنسيين بالتحرك من جديد بطريقة مختلفة عن الطريقة السابقة، معتبراً أن “إقتراح الرئيس ميقاتي جدير بالدرس وقد يكون مخرج للحل في لبنان وما على الفرنسي إلا أن يحرّك “الكباية”، مؤكداً أن “لا أحد مع الحريري حتى يعود الى الحكومة”، كاشفاً أن “بعد الإنتخابات الأميركية ستبرز شخصيات سنّيّة أخرى وتحديداً بهاء الحريري لأنه نجح في مشروعه الخاص ويملك علاقات دولية وجدية واسعة في الخارج وهو أخلاقي بعلاقاته ويحترم الآخر”.