اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر في ختام زيارته لبنان “أؤمن بسيادة الشعوب وأعتقد ان مصيرنا مشترك ونحن أمام أزمة حيث القديم ما زال مرسخا”.
وقال:” نعم هناك تحركات من قبل المجتمع المدني ونسمع عن وجود ثوار لكن لا قائد لهم وهذه مسألة تعود للشعب اللبناني وهذا التحرك يجب ان يجد طريقا سياسيا عبر الانتخابات لكن هل هذا ممكن؟
وحول التعاون التقني مع المحققين اللبنانيين في انفجار مرفأ بيروت قال:”هذا التعاون يسير على ما يرام ويتقدم من الناحية التقنية ان دولا عدة أخرى تتعاون بناء لطلب لبنان للحصول على صور الاقمار الصناعية”.
وسئل عن الانتخابات النيابية المبكرة فاشار الى انها “لم تحصل على توافق من القوى السياسية الموجودة وهذا ليس جزءا من أجندة الإصلاحات، ولكن قانون انتخاب جديدا هو مدخل للاصلاحات التي قد تستمر لسنوات”.
وعن رئيس الحكومة المكلف قال :”اجتمعت مع الرئيس المكلف مرتين، وما أستطيع ان أقوله انه يتمتع بدعم كبير أوسع من الذي حصل عليه دياب وسيرته تظهر مسيرة واعدة وهو يعي ما يحصل ويعرف انه ربما لا ينظر إليه انه الرسول بسبب تعيين هذه القوى السياسية وهو يعرف ذلك وسنترك له اختيار فريق قوي، وننتظر البرنامج الحكومي بطريقة ان يتم تصديق ذلك من خلال الاصلاحات وجدول أعمال واحد”.
وبالنسبة الى خارطة الطريق المعتمدة لفت الى انها “تشمل إصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي ونطالب بإحراز تقدم خلال الأسابيع القليلة المقبلة والمجتمع الدولي سيدعم الإصلاحات في لبنان بتقديم مساعدات مالية”.
ورأى ماكرون ان “الثقة هي مشكلة الآخر انا أمنح الثقة هذا المساء لكن قلت بوضوح إذا في نهاية شهر تشرين الأول لم يحققوا ما التزموا به سأقول للمجتمع الدولي انه لن نتمكن من تقديم المساعدة للبنان، وسأسمي من عرقل ذلك. سنلعب دور الحكومة ونقول انه وضعنا هذا العقد وتعهد مسؤولوكم على هذا العقد وانهم سينفذون ذلك لكن بالمقابل هناك مساعدات المجتمع الدولي وإذا لم تنفذ الوعود فلا مساعدات”.
اضاف:”لا بد من أن أذكر هذا الموعد 1 أيلول 2020 الذي يُسجل مناسبة مئوية لبنان الكبير، وأشدد على الصداقة بين فرنسا ولبنان وهي ستستمر وتفرض نفسها علينا”.
وتابع:” سررت لرؤية حماس الجميع وتمنيت أيضا ان يتم تنفيذ ورقة الاصلاح، دور فرنسا البحث عن دعم دولي وهذا ما أتعهد به اليوم أمامكم”.
وعن تشكيل الحكومة قال الرئيس ماكرون: “يجب ألا يستغرق أكثر من 15 يوما وما هو مهم هو خارطة الطريق التي أكد عليها مجمل الأطراف السياسيين، وانا وعدت بتنظيم مؤتمر دولي في باريس ووجهت دعوة للرؤساء الثلاثة وسنقوم بتجنيد المجتمع الدولي والجميع لبناء هذا الدعم الدولي.لست هنا من أجل اعطاء خيار معين وهذا ليس دور فرنسا ولم آت لأحضر أي تنبيه لأي فريق”.
وبالنسبة الى الدعم الفرنسي قال:”نعزز قدراتنا وسنرافق اعادة اعمار مرفأ بيروت الذي يجب ان يحصل من اجل الشعب اللبناني فقط، ونعمل على اعادة البناء ولا يجب ان نستسلم امام سهولة العمل لأننا نعرف ان اللبنانيين الذي خسروا منازلهم علينا اعادة بناء مبانيهم بكل شفافية وسرعة مع كل مستلزمات الامن والسلامة والمحافظة على الارث والتراث اللبناني”.
وفي ما خص القطاع التربوي اردف:”مسألة التربية من أولوياتنا ومن الضرورة ان يعود التلامذة إلى المدارس والجامعات وهذه مشكلة تواجهها عدة دول بسبب كورونا وفي لبنان ازدات هذه الصعوبة بسبب الانفجار، سنقدم 7 ملايين يورو لمستشفى بيروت الحكومي الذي يركز عمله على مساعدة مرضى كورونا وسنوفر المساعدات للمستشفيات الأخرى ايضا، اضافة الى 700 عنصر من الجيش الفرنسي انتشروا وعملوا بالتعاون مع منظمات غير حكومية على الأرض في بيروت كما عمل قسم منهم على مؤازرة الجهات المعنية في التحقيق في انفجار المرفأ.هذا العمل الثنائي أنجزناه بمساعدة أممية ونظمنا مؤتمرا دوليا لمساعدة الشعب اللبتني ونستمر بمناشدة المجتمع الدولي، ونود ان نؤكد ان هذا الدعم يحصل ضمن الاطار
الذي حددنا لمنعة ومصلحة الشعب مباشرة، واللقاءات التي عقدناها اليوم لرؤية النتائج
والثغرات وهناك مساعدات كثيرة ما زالت في طريقها للبنان ومساعدات ستأتي لاحقا”.
واشار ماكرون الى تعاون في التحقيق بانفجار المرفا وهذا التعاون يجري بشكل جيد وحصلت اجتماعات وتبادل للقدرات بين أجهزة التحقيق المختلفة للتحقيق، وأمنا مساعدة طبية ووفرنا كمية كبيرة من المساعدات الطبية والغذائية ومساعدات للبناء، لن نغض الطرف عن ضرورة تقديم الدعم للشعب ولن نتوقف عن الاهتمام بالازمة اللبنانية وفرنسا تحركت بعد وقوع الانفجار بتقديم تقرير عما قمنا به للاستجابة للوضع الطارئ مع ان المجتمع الدولي يركز مهامه على مآس أخرى، لكن اؤكد لكم اننا لن نترك لبنان وفرنسا ستتابع الوقوف إلى جانب لبنان”.
وشدد على أن “التربية والتعليم أولوية قصوى وعدد كبير من الشبان والتلاميذ الذين التقيتهم اليوم قالوا إنهم يخشون من المستقبل ونسعى إلى تعزيز دورنا على هذا الصعيد وتقديم الدعم إلى العائلات التي تأثرت في الانفجار”.
وقال الرئيس الفرنسي: “علينا إعادة بناء المباني والمؤسسات المتضررة بكل شفافية وسرعة مع كل مستلزمات الامن والسلامة وهذا جزء من الاصلاحات وسنعمل على المحافظة على الارث اللبناني”.
وكشف عن “اننا سنتابع مع الأمم المتحدة المؤتمر الدولي في بداية تشرين الأول لاستراتيجية إعادة الإعمار”.
وعن اجتماعات قصر الصنوبر، قال :” تباحثنا اليوم في أجندة الإصلاح وعلى اللبنانيين والمسؤولين أن يأخذوا عبرة من المأساة التي وقعت في بيروت وأنا لم آت اليوم لأجلب إنذارا انما عدت لمساعدة لبنان ومرافقته إلى مستقبله”.
وأوضح أن “القوى السياسية أكدت أن تشكيل الحكومة لن يتجاوز 15 يوما وتم الالتزام بخارطة طريق تتضمن الإصلاحات بقطاعي الكهرباء والمصرفي والتدقيق الحسابي في البنك المركزي ومكافحة التهريب وحصلنا على مواقفة الجميع وهذه خارطة الطريق التي ستحملها الحكومة الجديدة”.
اضاف :”أؤمن بعمق أنه في حال التزم الكل بما التزموا به فإن الرئيس المكلف سيتمكن من تطبيق الإصلاحات”.
وأوضح أن “إذا لم تف السلطات اللبنانية بوعودها فلن يفرج المجتمع الدولي عن المساعدات المالية ولن نقدم للبنان شيكا على بياض اليوم”.
وأكد “إذا ضلعت السلطات اللبنانية في الفساد فقد تكون هناك عقوبات”.
ولفت الى أن ” هناك فنانين ومثقفين يقولون أن حرية التعبير غير محترمة حاليا وهذا النقاش خضته مع المسؤولين وفرنسا تساعد في هذا المجال”.
وردا على سؤال، قال:” “حزب الله” السياسي انتخب من الناس وأستطيع القول أنه يجب تسليم سلاح “حزب الله” وأعود الى بلدي لكن كيف نخرج من هذا الوضع سوى بالنقاش وقد أثرت هذا الموضوع اليوم”.
وردا على سؤال قال:”النائب محمد رعد تعهد بالمضي بالاصلاحات وعارض الانتخابات النيابية المبكرة، وقلت له بوضوح ان هناك اختلافا بالوجود العسكري، وهذا لن يكون ضمن الاصلاحات في الثلاثة اشهر المقبلة ولكن سيأتي في وقت لاحق”.
وكشف ماكرون “التقيت بالبطريرك الراعي وتحدثنا عن الوضع في لبنان وتحدث عن مبادرته حول الحياد الناشط، ولدى البطريرك النية للتقدم بالموضوع وابلغته ان فرنسا ملتزمة بهذا الفكر”.
وعن لقائه مع السيدة فيروز قال:”اسمحوا لي ان احافظ على خصوصية اللقاء مع فيروز وشعرت بالرهبة ان أكون بحضرة ديفا كفيروز، ورأيت جمالها ووعيها ووضوحها السياسي.
أعتقد أن فيروز تحمل جزءا من لبنان الحلم وصوتها مهم للغاية بالنسبة للأجيال التي رافقتها والتي تحلم بهذا اللبنان، وصوتها ما زال مهما اليوم وأعتقد أن لديها دورا”.
وختم ماكرون :” هذا وقت التغيير وعلينا أن نلتزم والطريق فتحت أمام لبنان وهي طريق سياسية واجتماعية وأنا سأفعل ما بوسعي لإنجاح الأمر.لست هنا لأملي أي شيء على أيّ فريق، وأقول إن الإصلاحات مطلوبة خلال فترة 4 شهور، والرئيس المكلف تعهد بأشخاص كفوئين ويجب أن نثق بخارطة الطريق.هناك موعد محدد في النصف الأول من تشرين الأول، وسأعود في كانون الأول”.