أشار السفير الروسي لدى بيروت ألكسندر زاسبيكين الى إنّ موسكو كانت قد أيّدت تشكيل المحكمة الدولية عند ولادتها قبل سنوات، “ونحن منذ ذلك الحين، لم نتدخل في أيّ أمر يتعلق بها”. وشدد على أنّ الموقف المبدئي لروسيا كان ينطلق من ضرورة عدم تسييس التحقيق والمحاكمة، “وبالتالي فإننا نستند الى ثابتتين أساسيتين في مقاربة هذه القضية: الأولى، وجوب ألا يكون الحكم مُسيّساً. والثانية، وجوب ألّا يؤدي صدوره إلى تصعيد في الداخل اللبناني”.
وابدى زاسبيكين في حديث صحفي، ارتياحه الى حرص كل من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري و”حزب الله” على حماية الاستقرار الداخلي ومنع الفتنة، مشيراً الى انّ هذا الموقف جيّد ومسؤول، ومشدداً على انه لا يجوز أن يؤدي قرار المحكمة الى إنتاج مشكلات جديدة في لبنان.
واوضح زاسبيكين أنّ روسيا كانت تؤيد تقليدياً مبدأ حكومة الوحدة، “وإنما كنّا نقصد بذلك ان تتوافق القوى السياسية الاساسية على برنامج مشترك وأهداف موحّدة وليس أن تتخبّط في الخلافات داخل مجلس الوزراء، أما الآن فنحن نفضّل الّا نركز على التسمية بل يهمّنا تشكيل الحكومة في أسرع وقت، على أن تستند الى قبول الاحزاب السياسية بها، وان تكون فعالة، وقادرة على إجراء الإصلاحات لمصلحة لبنان واستقطاب دعم المجتمع الدولي والتواصل مع الشرق والغرب”.
واشار زاسبيكين الى انّ باريس تتواصل مع الجميع على قاعدة مشاركة الجميع “ونحن نتّفق معهم في ذلك، امّا الأميركيون فطالما كانوا يصرّون على استهداف “حزب الله” ومحور المقاومة وهذا لم يكن مقبولاً، واذا استمر الموقف الأميركي على هذا المنوال، فإنّ من شأن ذلك أن يترك آثاراً سلبية”.
اضاف زاسبيكين: “لا أعرف ما المغزى بالضبط من هذا الوجود للبوارج الغربية على الشواطئ اللبنانية؟ نحن متفقون على ضرورة تقديم الدعم الى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، وقد أتت فرق طوارئ من روسيا للمساهمة في المساعدة، وفرنسا بادرت الى توحيد الجهود الدولية في هذا المجال، الّا اننا لم نتمكن من المشاركة لأسباب تقنية، فجَرت الاستعاضة عنها باتصال هاتفي بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون اللذين ناقشا سبل مساعدة لبنان”.
واوضح زاسبيكين أنّ موسكو تريد أن تكون المساعدات منسّقة مع السلطات اللبنانية الرسمية، لافتاً الى أنّ رفض بعض الجهات الدولية هذا التنسيق والإصرار على منح المساعدات الى الشعب مباشرة هو موقف غير سليم، مشدداً على أنّ الجيش اللبناني يؤدي دوراً إيجابياً على هذا الصعيد.
وفيما التقى السفير الروسي أخيراً رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، كشف زاسبيكين أنه سيبذل أقصى الجهود لتأمين تصدير اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورورنا في أقرب فرصة ممكنة الى لبنان، خصوصاً مع تسجيل انتشار واسع للوباء فيه خلال الآونة الأخيرة، لكنه أشار الى انّ إنجاز هذه العملية ينتظر استكمال الخطوات التمهيدية والإجراءات الرسمية في روسيا، وهذا الأمر يتطلب فترة من الوقت.
واوضح زاسبيكين انه تم التصديق على اللقاح من قبل بوتين، وبالتالي أصبح مرخصاً، مُبدياً افتخاره بهذا الإنجاز الطبي الذي حققته روسيا بعد عمل دؤوب.
**