لم ينته انفجار المرفأ بعد، نيرانه السياسية بدأت بالتمدد فأصابت حكومة الرئيس دياب ففجَّرتها، وسؤال اللبنانيين هل ستتعقَّل الطبقة السياسية الحاكمة فتخمد النار الملتهبة في قلوب اللبنانيين قبل امتدادها الى حيث يصعب تدارك نتائجها؟
رسى رئيس الحكومة حسان دياب عند مرفأ الاستقالة بعد زعم حكومته محاربة الفساد و محاولاتها الخوض في غمار الامواج المتلاطمة التي تعصف بالبلاد، الى حينِ ارتطامها بخزانات الامونيوم التي انفجرت في مرفأِ بيروت، فكانت استقالة مدوية، هي ارتداد لصوت الناس المقهورين ومطالبتهم اليوم باستقالة المجلس النيابي الذي يجمع تحت قبته طبقة سياسية عفنة تتحمل قبل غيرها و بجميع مكوناتها مسؤولية هذه الابادة الجماعية التي اكتوى اللبنانيين بنيرانها الملتهبة لا سيما وان هؤلاء النواب قد احجموا عن ممارسة وظيفتهم الاساسية في مساءلة ومحاسبة الحكومات المتعاقبة طوال السنوات الماضية.
ان مسارعة اللبنانيين ومطالبتهم باستقالة المجلس النيابي هو تصويب بمحله وذلك لقطع الطريق امام البعض لركوب امواج الوجع والغضب الشعبي وتحويلها الى منبر اعلامي ظنّاً منهم بأنهم قادرين على تغطية فسادهم وموبقاتهم السياسية، في حين يدرك هؤلاء الذين يقفون اليوم على رؤوس اصابعم ان زمن المناورات قد انتهى؛ وأنهم اصبحوا غير قادرين على خداع الناس؛ وهم المدركين تماماً كما اللبنانيين الواعين ان الظروف الاقليمية والدوليةَ وحتى المحليةَ ليست على مقاسات اوهامِهم، وانَ البلد الواقف عند مفترق خطير لن يُدار الا بحكمة ودراية، ولن يكون رهينة مشاهد انفعالات في بعض الزواريب والشوارع، ولا صراخ بعض السياسيين بلغة تستبطن مع الابتذال والارتباك السياسي والشعبي كثيراً من الافلاس.
استقالت الحكومة ضمن الاطر الديمقراطية؛ وبات المطلوب الاسراع لردم الحفرة التي تسبب بها الانفجار ورفع الركام من الطرقات، وبالتالي قطع الطريق على عجلٍ لمن يحاول التمادي في تعميق الحفر السياسية ، واستغلال الشارع ابشع استغلال من قبل محازبين معروفين يريدون احراق البلد ليُدِّفئوا زعماءَهم من البرد السياسيِّ القارسِ الذي يُصيبهم.
على كلِّ حالٍ ما زالَ الشعب اللبناني الجريح يدفع ضريبتَيِّ الانفجارِ والتخريبِ في بيروت، جرحى وشهداءَ واستنزافاً لطاقاتِهم، وما زال الراقصون على الدم يعتلون المنابر ويقدّمون خطابات شعبويةً بدل تحمُّل المسؤولية والاعتراف بأخطائهم منذ التسعينات وحتى اليوم والتي اوصلت البلد الى الإفلاس. والخراب.
**