أكد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في حديث لقناة “الجديد”، مع الإعلامية نانسي السبع أن “المسؤولية بما حصل في بيروت تقع على عاتق الجمارك بشكل أساسي”.
ورأى وهاب أن “الكلام عن صاروخ أو عبوة تسببت بالإنفجار لا يعوّل عليه، وأنا أثق بالجيش اللبناني وعلينا انتظار نتائج التحقيقات”، معتبرًا أنه “لا فرق بين ترك الأمونيوم في مرفأ بيروت وترك الموقوفين في السجون دون محاكمة ومن جهتي لا أثق بالقضاء”، معتبراً أن “المسؤولية تبدأ بكيف وصلت الشحنة وصودرت وأهملت، لافتاً الى أن “أمن الدولة حذّر من خطورة هذه الشحنة، كاشفاً أن ثمن الشحنة مليوني دولار لذلك تمّ التلاعب بها”، لافتاً الى أننا “أمام خيارين إما سقوط الدولة أو سقوط المسؤولين عن كارثة المرفأ”، موضحاً أن “المسؤولية تبدأ بمدير عام المرفأ حسن قريطم وكل مَن شارك في هذا الملف”، كاشفاً أن “حكومة عمر كرامي عيّنت حسن قريطم مديراً للمرفأ ولكن مؤقتاً وبعد استقالة حكومتنا بقي في مكانه لأنه يناسبهم وهو ليس محسوباً على الحريري بل على الشخص الذي أبقاه في مركزه”، لافتاً الى أن “حسن قريطم يقبض راتباً قدره 3 ملايين ليرة لبنانية شهرياً”.
ورأى وهاب أن “لا ثقة بالتحقيق الدولي ولا ثقة بالقضاء اللبناني الذي هو بأغلبيته فاسد”، مضيفاً “أثق بجزء من القضاء فقط”، رافضاً اللجوء الى التحقيق الدولي في كارثة المرفأ بسبب ما عشناه مع المحقق ديتليف ميليس النصاب والحرامي الذي سعره قنينة نبيذ وبنت شارع، ومضيفاً “صرماية أصغر محقق لبناني أشرف من المحقق الدولي ديتليف ميليس وما في تحقيق دولي وروحوا بلطوا البحر”.
وإذ أكّد أن “حزب الله” لم يُدخل السلاح يوماً الى لبنان لا عبر المرفأ ولا عبر المطار لأن أميركا تمسك بالمطار”، تساءل وهاب “هل نتذكّر عناصر الدفاع المدني الذين يلبون دائماً النداء وتكذب عليهم الدولة وتحرمهم من رواتبهم إلا في النكبات؟.
وحذّر وهاب أنه “إذا لم تظهر نتيجة التحقيقات في اليوم السادس سأعرّي كل السلطة حتى لو إضطرني ذلك الى مغادرة لبنان لأحمي نفسي لأنني لست في حماية “حزب الله” بالرغم من عينه الساهرة على حلفائه إنما أهلي هم مَن يحموني، مؤكّداً أنه إذا لم تظهر النتائج ولم يتم محاسبة المسؤولين عن الكارثة الحكومة ستسقط”، مؤكّداً على وجود تقصير من إدارة المرفأ ومن الأجهزة الأمنية في كارثة مرفأ بيروت”.
وتابع وهاب: “مهمة “حزب الله” العمل على أمن الحدود ومحاربة الإسرائيلي ولكن لا علاقة له بما حصل في المرفأ، فلنتخلى عن تلك النظريات الخنفشارية وتلك المبالغات، مشدداً تأكيده على أنه “ليس من مهام “حزب الله” والسيد حسن نصرالله إدارة الدولة، معتبراً أن إهمالاً أمنياً هو الذي أدى الى تلك الكارثة، موضحاً أنه “لو تدخل “حزب الله” لكان هناك ضجة أكثر”، داعياً الرئيس حسان دياب لجمع الحكومة وإنجاز شيء ما”، مشيراً الى أن “الإنتداب الفرنسي سلمنا مؤسسات ومستشفيات وسكة حديد ودولة وإحصاء ونحن حتى اليوم لم ننجز إلا القليل”، لافتاً الى أن “أسوأ كلمة قالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للوزراء والمسؤولين اللبنانيين هي “أنكم في لبنان تعانون من أزمة أخلاقية”، معتبراً أنه على المسؤول أن يكون إنساناً قبل أن يكون مسؤولاً ويحمل العصا، في إشارة الى وزير الداخلية محمد فهمي الذي عارض قرار الرئيس حسان دياب في تعيين المدير العام للشرطة القضائية ماهر الحلبي”، مطالباً باستقالة الحكومة لأنها لم تعد قادرة على إنجاز أي شيء لافتاً الى أنها لا تخضع لغطاء دولي”.
وحول زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، واجتماعه بالمسؤولين اللبنانيين الذين عجز رئيس الجمهورية عن جمعهم في لقاء واحد قال وهاب: “الدونية اللبنانية عند المسؤولين هي التي دفعتهم الى التجمع للقاء الرئيس الفرنسي”، كاشفاً أن “الرئيس برّي طلب من الرئيس الفرنسي المساعدة على قيام دولة مدنية وأجابه الأخير هذا ليس من واجبي”، موضحاً أن “الرئيس ماكرون كان واضحاً عندما قال للمسؤولين يجب أن تعملوا على مواجهة الفساد ولا أستيطع أن أساعدكم على إنتاج مجلس نيابي وحكومة جديدة ودعاهم لحكومة وحدة وطنية بالرغم من أنه لا يحبّذها”، ناصحاً المسيحيين بالبقاء في وطنهم وهذا أمر استراتيجي لأن لبنان لا يمكن العيش دون المكوّن المسيحي”.
وإذ توجّه الى الرئيس دياب بالقول: “إطلع من العجز وخذ القرار في مواجهة الفساد”، رأى وهاب أن الرئيس ماكرون كان واضحاً حين قال أنه ليس “حزب الله” الذي يمنع المساعدات الدولية بل الفساد والإصلاح والدليل على ذلك لقاؤه بمحمد رعد الذي عليه عقوبات أميركية ما يدل على حكم ماكرون النزيه، موضحاً أن “المجتمع الدولي مع وجود “حزب الله” في الحكومة”، ومضيفاً أن “الرئيس ماكرون تحدّث عن تمديد فترة اليونيفيل والإبقاء على مهامها وعديدها وعتادها وطالب بمحاربة الفساد والمباشرة بالإصلاح”.
واعتقد وهاب “أن لقاء ماكرون مع المسؤولين كان ليلتقي بـ “حزب الله”، كاشفاً أن الوزير سليم جريصاتي دعا ماكرون لضرورة الإهتمام أكثر بلبنان لأن فرنسا تجمعها مصالح مشتركة مع لبنان”.
وتابع وهاب: “نحن جميعنا شعباً وحكومة منظومة فساد”، موضحاً أن “حزب الله” دفع آلاف الشهداء في مواجهة “إسرائيل” ومواجهة الإرهاب والتسميات التي تطلق عليه تسيء لقائليها وليس للحزب، وهو ليس بحاجة لشهادة أحد”، موضحاً أن “المشكلة في لبنان تكمن في السياسة”.
وتعليقاً على المواجهات الحاصلة في وسط بيروت بين القوى الأمنية والمتطوعين لدعم المنكوبين قال وهاب: المشهد يدل على إعلان وفاة وطن وليس الشعب لأن الأخير قادر على الصمود وكلُّ يعلن حالة الوفاة على طريقته”، لافتاً الى أن “المسألة مسألة وقت لكل الذين شاركوا بالفساد والذين “بصقتهم” العالم”.
وحول تأجيل النطق بقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أوضح وهاب أن “أحكام المحكمة الدولية تصدر بقرار أميركي وليس بقرار القضاة ونحن ندرك جيداً سير تلك المحكمة بدءًا باتهام الضباط الأربعة ثم تحويل الإتهام الى سوريا واليوم الى “حزب الله”، موضحاً أن “الرئيس سعد الحريري وعائلته وشقيقه بهاء لن ينطلقوا من هذا الحكم ليكون سبباً لفتنة داخلية في لبنان، لافتاً الى أن “بهاء الحريري لا يؤمن بلعبة الشارع”.
وفي الختام وجّه وهاب تحية لرئيس وزراء العراق الكاظمي الذي قدم مساعدات جدية للبنان وهي 100 ألف برميل نفط إضافة الى مساعدات عينية أخرى، شاكراً العراق حكومة وشعباً على موقفها من لبنان وسنرد لكم هذا الموقف”، معتبراً أن “القادرين على تفجير الوضع في لبنان قادرون على تأمين الإستقرار فيه”.