صنفت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض (كوفيد-19)، الذي ظهر في الصين أواخر العام الماضي، وباءً عالمياً، في يوم 11 آذار نسبة لانتشاره السريع، وأجبر الوباء العديد من دول العالم، وعلى رأسها دول كبيرة على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة، وتنوعت من حظر الطيران إلى إعلان منع التجول وعزل مناطق بكاملها، وحتى إغلاق دور العبادة، لمنع تفشي العدوى القاتلة، بينما لا يزال العلماء يسعون للوصول إلى علاج أو لقاح واقٍ لإيقاف الانتشار.
وبعد تفشي الوباء عالمياً دخل لبنان اليوم المرحلة الحرجة في وضعه الصحي المزري مع استمرار عداد “كورونا” في الارتفاع وتسجيله خلال الساعات الـ 24 الماضية 177 إصابة جديدة بينها 18 من الوافدين، ما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 5062، مع تسجيل 4 حالات وفاة، وبذلك ثمة اتجاه لإقفال البلاد 15 يوماً اذا جاءت نتيجة المرحلة الثانية من الإجراءات ”الإعتباطية” وفق خطة 5-2-5 سلبية، واستباقا لهذا القرار رفعت لجنة متابعة ملف كورونا توصية لرئاسة الحكومة بالتشدد بتطبيق الإجراءات الوقائية بما في ذلك المطار، على أن تتضمن فرض منع تجول خلال فترة اقفال البلد بين6 و10 آب..
وفي المعلومات ان اللجنة العلمية رفعت توصية بفرض منع تجول خلال المرحلة الثانية من الاقفال التام التي تمتد من السادس حتى العاشر من الشهر الجاري، أو السير بخيار حظر التجول خلال ساعات محددة ليلاً.
ودولياً، سجلت الولايات المتحدة 46,321 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال 24 ساعة أمس، وفق تعداد لجامعة جونز هوبكنز.
كما سجل أكبر اقتصاد في العالم 532 حالة وفاة ايضا حتى الساعة 8,30 مساء (00,30 ت غ الثلاثاء)، وفق الجامعة في بالتيمور.
وبلغ إجمالي عدد الإصابات في الولايات المتحدة حتى الآن 4,711,323 بينهم 155,366 حالة وفاة، ما يجعلها الدولة الأكثر تضررا في العالم.
وأمس هو اليوم الثاني الذي يسجل تراجعا في الإصابات بعد خمسة أيام متوالية الأسبوع الماضي قفزت فيها الحصيلة فوق 60 ألف إصابة يومية جديدة.
وقال الرئيس دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي: “إن الفيروس ينحسر في أجزاء من مناطق جنوب وغرب الولايات المتحدة، ان الوضع مشجع للغاية”.
الى هذا تخطّت حصيلة “كوفيد-19” في أميركيا اللاتينية والكاريبي خمسة ملايين إصابة أكثر من نصفها في البرازيل، وفق تعداد لوكالة “فرانس برس”. كما تخطّت حصيلة وفيات الوباء في المنطقة مئتي ألف حالة. وسجّلت البرازيل 2,75 مليون إصابة بالوباء وأكثر من 94 ألف وفاة.
وحدها الولايات المتحدة التي سجلت 4,8 ملايين إصابة و155 ألف وفاة تتخطى البرازيل بكونها البلد الأكثر تضررا في العالم جراء الفيروس.
أما البلد الثاني الأكثر تضررا في أميركا اللاتينية فهو البيرو ب429 ألف إصابة وأكثر من 19,600 حالة وفاة.
والبيرو التي بدأت قبل شهر بتخفيف اجراءات الإغلاق بشكل تدريجي في 17 من مقاطعاتها ال25 لتنشيط اقتصادها، شهدت بحسب الحكومة موجة ثانية كبيرة نسبيا من الإصابات.
وأدى استئناف حركة الطيران والنقل العام الى تضاعف عدد الإصابات اليومية من 3,300 الى 6,300، وفق أرقام رسمية.
وأصاب فيروس كورونا المستجد أكثر من 18 مليون شخص في جميع أنحاء العالم توفي منهم 680 ألفا.
في الجهة المقابلة، أعلنت لجنة الصحة العامة الصينية اليوم، أن الصين سجلت 36 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي، مقابل 43 قبل يوم.
وذكرت اللجنة في بيان أن “من بين تلك الحالات، كانت ست حالات وافدة من الخارج مقابل سبع حالات قبل يوم”.
وبلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة حتى 3 آب 84464، حسبما أفادت سلطات الصحة. بينما بقي عدد الوفيات 4634.
بدورها تبدأ الفلبين اليوم تطبيق اجراءات عزل تشمل ملايين الأشخاص في مواجهة تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي يواصل انتشاره في العالم وخصوصا في أميركا الجنوبية والكاريبي حيث تجاوز عدد الحالات خمسة ملايين.
وأمرت سلطات الفلبين أكثر من 27 مليون شخص أي حوالى ربع السكان بالبقاء في منازلهم مجددا بعد تحذيرات جمعيات أطباء من أن البلاد على وشك خسارة معركتها ضد وباء كوفيد-19.
ومنذ بدء حزيران وفيما كان القسم الأكبر من البلاد يخرج من العزل، ازدادت الإصابات بمعدل خمسة أضعاف متجاوزة عتبة مئة ألف حالة.
وأعلن عن اجراءات إعادة فرض العزل قبل 24 ساعة من بدء تطبيقها ما أدى الى بقاء العديد من السكان عالقين في مانيلا مع توقف وسائل النقل العام وخصوصا الرحلات الجوية.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة الهندية، ارتفاع حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في البلاد إلى مليون و855 ألفا و746 حالة، وذلك عقب تسجيل 52 ألفا و50 حالة إصابة جديدة.
ولفتت الوزارة الى أن حصيلة الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في البلاد ارتفعت إلى 38 ألفا و938 حالة، وذلك عقب تسجيل 803 حالات وفاة جديدة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، منوهةً بأن عدد الأشخاص الذين تعافوا من الفيروس بلغ مليونا و230 ألفا و510 أشخاص في عموم البلاد.
كما أعلنت السلطات الصحية الاسترالية، عن تسجيل 439 حالة اصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في ولاية فيكتوريا خلال الساعات الـ 24 الماضية.
ولفتت السلطات إلى أنه تم تسجيل 11 حالة وفاة جديدة في الولاية، ما يرفع عدد الوفيات في الولاية الى 147 حالة، وفي استراليا الى 232 حالة وفاة.
وكان رئيس حكومة الولاية دانيال اندروز، اعلن في وقت سابق عن “عقوبات جديدة أكثر صرامة بحق الأشخاص الذين يخرقون قواعد الحجر الصحي الخاصة بالإغلاق تتضمن غرامات مالية تصل قيمتها الى خمسة الاف دولار استرالي”.
في موازاة ذلك، أشارت السلطات الكورية الجنوبية، إلى أن “السيول في البلاد أجبرت أكثر من ألف شخص على الهرب من منازلهم، وقتلت ما لا يقل عن 13 شخصا فيما بات 13 آخرون في عداد المفقودين”.
ولفتت السلطات إلى أنه “جرى الإبلاغ عن حالات وفاة بسبب الانهيارات الأرضية والمركبات التي جرفتها المياه التي غمرت أكثر من 14211 فدانا من الأراضي الزراعية، وأغرقت أجزاء من الطرق السريعة والجسور الرئيسية في العاصمة سيول”.
ونوهت وسائل إعلام محلية بانه من المقرر أن يعقد الرئيس مون جيه إن، اجتماعا طارئا بعد أن حث السلطات الوطنية والإقليمية على “بذل جهود شاملة للحيلولة دون مزيد من الخسائر في الأرواح” في اليوم السابق.
وفي ألمانيا، أعلن معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا، ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” 879 حالة، ليصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة في البلاد إلى 211281 حالة.
ولفت المعهدالألماني إلى أنه تم تسجيل 8 حالات وفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، ليرتفع بالتالي عدد ضخايا وباء “كوفيد 19” في عموم البلاد إلى 9156 حالة وفاة.
كما اعلنت وزارة الصحة المكسيكية، تسجيل 4767 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”، ليرتفع بالتالي عدد الإصابات الإجمالي في البلاد إلى 443813 إصابة.
ولفتت الوزارة إلى انه تم تسجيل 266 حالة وفاة جراء الإصابة بالفيروس خلال الساعات الـ 24 الاخيرة، ليرتفع بالتالي عدد ضحايا الوباء الإجمالي إلى 48012 حالة.
وكان وزير التعليم المكسيكي إستيبان موكتيزوما باراجان، أشار في وقت سابق إلى أن “30 مليون طفل سيبدأون برنامجهم الدراسي عن بعد في 24 من آب الحالي، إلا أن عودة الطلاب إلى الفصول الدراسية ستظل هدفا غير مؤكداً في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد”.
الى هذا، أعلنت وزارة الصحة البرازيلية تسجيل 16641 إصابة جديدة بفيروس كورونا و561 وفاة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، في انخفاض جديد للحصيلة اليومية للإصابات.
ولفتت الوزارة إلى أن إجمالي عدد الإصابات وصل إلى مليونين و750 ألفا و318 حالة مؤكدة، في حين وصلت حصيلة الضحايا إلى 94665 شخصا.
ويأتي ذلك بعد تسجيل 25800 إصابة يوم الأحد وأكثر من 45 ألف إصابة جديدة يوم السبت. وتمثل الأرقام الأخيرة تراجعا في انتشار الفيروس، حيث كانت البرازيل تسجل ما بين 40 و70 ألف إصابة كل يوم خلال فترة طويلة من قبل.
وفيما أعلنت وزارة الصحة البريطانية عن “تسجيل 938 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال اليوم الأخير، ما يعتبر ثاني أكبر قفزة في عدد الإصابات خلال يوم واحد منذ حزيران الماضي”، موضحة ان “إجمالي عدد الإصابات بكورونا في البلاد بلغ 305 آلاف و623 حالة”، سجلت روسيا اليوم الثلاثاء 5159 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال آخر 24 ساعة انخفاضا عن حوالي 5400 في اليوم السابق، بينما شهد معدل الوفيات الجديدة قفزة من 79 أمس إلى 144 اليوم.
بذلك ارتفع إجمالي الإصابات بالفيروس في البلاد إلى 861423، منها 14351 حالة وفاة، حسب التقرير اليومي الصادر عن مركز العمليات الروسي لمكافحة فيروس كورونا، الذي أضاف أن 30% من المصابين الجدد لم تظهر لديهم أعراض المرض.
وذكر التقرير أن مجموع المتعافين وصل إلى 661471 بعد تسجيل 7878 حالة شفاء جديدة خلال اليوم الماضي.
وحافظت الحصيلة اليومية في العاصمة موسكو على استقرارها من ناحية الإصابات والوفيات الجديدة، حيث تم تسجيل 691 إصابة و12 وفاة اليوم مقابل 693 و13 أمس، بينما سجل عدد حالات الشفاء اليومية ارتفاعا كبيرا من 842 أمس إلى 1456 اليوم.
وبلغ إجمالي حالات كورونا في المدينة 244097، منها 4510 حالات وفاة، في حين تماثل 183640 شخصا للشفاء حتى الآن.
في هذا الإطار، أشارت وزارة الصحة الأفغانية إلى أنه تم تسجيل 36 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، ليرتفع بالتالي عدد الإصابات الإجمالي في البلاد إلى 36 ألفا و 782 حالة.
ولفتت الوزارة إلى أن حصيلة الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا في البلاد ارتفعت إلى 1288 حالة، منوهةً بأن عدد المتعافين من الفيروس بلغ 25 ألفا و 556 حالة.
عربياً، أعلنت وزارة الصحة والسكان بمصر، عن “تسجيل 157 إصابة جديدة بفيروس كورونا و23 حالة وفاة، في تراجع لافت بأعداد المصابين والوفيات”.
وفي إنعكاسات كورونا على قطاع التعليمي في العالم، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى ان “ما لا يقل عن 40 مليون طفل حول العالم انقطعوا عن الدراسة في سنواتهم التمهيدية بسبب وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”، محذراً من أن “ذلك قد يؤدي إلى كارثة لجيل كامل قد ينتج عنها هدر للإمكانيات البشرية وتقويض لعقود من التقدم وتفاقم للتفاوت المترسخ”.
وشدد غوتيريش على أن “الجائحة تسببت بأكبر انقطاع للدراسة في التاريخ بعدما أدى انتشار الفيروس إلى إغلاق المدارس في أكثر من 160 دولة مما أثر على تعليم مليار طالب حول العالم”، مطالباً “بفتح جميع المدارس حول العالم بمجرد السيطرة على انتشار “كوفيد 19”.
كما أكد أن “القرارات التي ستتخذها الحكومات الآن سيكون لها الأثر الكبير على مئات الملايين من الشباب وعلى إمكانيات التنمية بدولهم لعقود قادمة”.
وواصل كورونا إنعكاسه على كافة القطاعات الإنتاجية والنفطية بحيث تراجعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، وسط بواعث قلق من أن موجة جديدة من إصابات كورونا في أنحاء العالم قد تنال من تحسن في الطلب على الوقود وسط إغلاقات شاملة أشد صرامة.
وفي الساعة 06:55 بتوقيت غرينيتش، انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بواقع أربعة سنتات إلى 40.97 دولار للبرميل، في حين نزلت عقود خام “برنت ” بواقع 11 سنتا لتسجل 44.04 دولار للبرميل.
ويأتي التراجع بعد أن صعد غرب تكساس 1.8 بالمئة وبرنت 1.5 بالمئة أمس الاثنين بفضل بيانات أفضل من المتوقع للنشاط الصناعي في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة أظهرت خروج المصانع من أسوأ التداعيات المبكرة لجائحة فيروس كورونا.
وفي السويد، قال محللون اقتصاديون، إن نتيجة رفض سلطات السويد، تدابير تقييدية صارمة لمنع انتشار كوفيد-19، تجاوزت كل توقعات الخبراء.
وذكّرت وكالة “بلومبرغ”، بأن رفض السويد لفرض العزلة والحجر والصحي والمسافة الاجتماعية بشكل قسري، أصبح في حينه موضوع جدل بين الاقتصاديين في جميع أنحاء العالم.
ومن المتوقع أن يسجل تقرير الحكومة الأولي للربع الثاني، المقرر نشره في 5 أغسطس، انخفاضا بنسبة 7 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي للسويد، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لأكبر اقتصاد في شمال أوروبا. لكن وفقا للاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع، سيكون هذا الانخفاض أقل أهمية مقارنة بالولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية.
ونقلت الوكالة عن الاقتصادي ديفيد أوكسلي قوله: “لا يمكن القول إن الاقتصاد السويدي لم يتضرر بتاتا، بالرغم من عدم وجود حجر صحي صارم، لكننا نعتقد أن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني سيكون أقل بمقدار الثلثين عنه في منطقة اليورو”.
وفي الوقت نفسه، أدت هذه السياسة إلى عواقب سلبية، وهي ارتفاع معدل الوفيات كوفيد-19. ولا يزال السؤال مفتوحا أيضا عما إذا كان الاقتصاد السويدي سيتعافى بشكل أسرع من الجارتين الدنمارك والنرويج اللتين فرضتا قيودا صارمة، وحيث معدلات الوفيات أقل.
وقال الخبير الاقتصادي توربرين إيساكسون: “لا نعرف حتى الآن، كيف ستؤثر الاستراتيجية الفيروسية على الاقتصاد، على المدى الطويل”.
السويد وعلى عكس البلدان الأخرى، لم تفرض قيودا صارمة في البلاد بعد ظهور وباء كورونا المستجد. وعلى الرغم من انتشار العدوى، استمرت الشركات ومؤسسات الخدمات والمدارس ورياض الأطفال، في العمل هناك. واكتفت السلطات بدعوة السكان إلى اتخاذ الاحتياطات.