رأى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أن “تعاطي رئيس الحكومة حسان دياب مع زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان لم يكن جيداً، وفرنسا لا يمكن التعامل معها بهذه الطريقة فهي الدولة الوحيدة في المحافل الدولية التي تنظر الى لبنان بعاطفة وصداقة حقيقية، كما أنه لا يليق لرئيس الحكومة التعاطي معها هكذا، فلودريان أتى لنقل رسالة دولية مفادها أن الأداء الداخلي هو السبب الأساس في الأزمة وحيّد موضوع السلاح والمقاومة وزيارته للضاحية الجنوبية رسالة واضحة عن تحييد المقاومة وسلاحها”، موضحاً أن “فرنسا تحاول تحييد لبنان عن الإنعكاسات السياسية التي تعاني منها ليبيا اليوم”.
ودعا وهاب في حديث لقناة الـ “إل.بي.سي.آي”، مع الإعلامية ليال الإختيار، ضمن برنامج “نهاركم سعيد”، إلى تعديل وزاري سريع ولـ “هيركات” جدي في الحكومة وليس في ودائع الناس، قائلاً: “أطالب بإقالة مجموعة وزراء بينهم وزير الداخلية محمد فهمي فهو أثبت فشله”، متوجهاً إلى وزير الداخلية في موضوع تعيين العميد ماهر الحلبي قائداً للشرطة القضائية بالقول: “بدك تعمل زلمي بتكفي زلمي”، ومضيفاً “صغت مرسوم تعيين ماهر الحلبي قائداً للشرطة القضائية غير أنه لا يجوز أن تذهب بالليالي وتطلب من وزير المالية غازي وزني تأخير المرسوم، فهذا عمل وطاويط”، لافتاً الى أن وليد جنبلاط لا يريد العميد ماهر الحلبي لأنه لم يقصد المختارة”، مثنياً على مناقبية الحلبي وكفاءته.
ويعود وهاب ليرد مباشرة على الهواء على ما ورد عبر مصدر في وزارة الداخلية والبلديات على كلامه بالقول: “كفى بطولات وهمية على التلفزيونات والمقابلات فمرسوم الحلبي وقع من قبل وزير المال وهو في السراي ووهاب يمسح تغريداته دائماً بعد السحسوح”، فقال متوجهاً للوزير فهمي مباشرة: “لما تبطّل تتواسط عند وفيق صفا معي بيبقى بحقلك تحكي، عرفت ليش سحبت تغريداتي؟”. وقال وهاب: “توقف تترجى وفيق صفا (مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله”) لإسحب تغريداتي، واحد متلك بياكل سحسوح، وأوعى تفكر ما كنت أعرف علاقتك برستم غزالي كيف كانت كان قدامي يعملك السحسوح، أوعى شي مرة تتطاول عليي، انتبه لحالك”.
وفي موضوع غلاء الأسعار وفقدان مادة المازوت والبنزين من السوق، أكّد وهاب على ضرورة معالجة مسألة إرتفاع الأسعار، لافتاً الى أن موضوع لائحة المواد الغذائية المدعومة من قبل وزارة الإقتصاد لم يتم العمل عليها حتى اليوم بشكل جدّي والدليل بقوله أنه حتى اليوم لم أشترٍ أي مواد غذائية مدعومة أو رأيت في مكان ما تلك المواد”، موضحاً أن أداء الدولة ولادي، مثنياً على الرئيس دياب بالقول: “الرئيس دياب ” آدمي” ولكن حكومته بحاجة الى “هيركات”.
وأضاف وهاب “طالما طن الترابة في السوق اللبنانية هو الأعلى سعراً عن باقي دول الجوار وهو محتكر من قبل معملي شكا وسبلين فلتعمد الوزارة الى استيراده من الخارج بسعر أقل وإقفال معامل الترابة في لبنان لأنها مضرة للبيئة ولتوظيف موظفيها بدل قتل المليون لبناني بالتلوث”، مشراً الى أنه خلال 5 أشهر سيوقف البنك المركزي دعمه للمازوت والبنزين ولا يمكن الطلب من حاكم مصرف لبنان تأمين وصرف مليار ورميه في السوق لأنه عندما نصل الى 17 مليار لا يمكننا استخدامها لأنها تصبح احتياط إلزامي ولا يمكننا المساس به، عندها يقف الدعم وكذلك الأمر بالنسبة لملف الهاتف الذي لا أعرف ماذا يحصل فيه، متسائلاً: “لماذا وزير الإتصالات طلال حواط مدّد لشركات الإتصالات بطريقة مقنّعة ومبطنة؟ وبين مَن ومَن تمت الصفقة؟ وهل من المنطق القول إن الحكومة تستطيع تأمين المازوت لأصحاب الشركات والمحطات ولا تستطيع تأمين المازوت لمحطات الإتصال؟، وتابع بالقول: “لتذهب خطة الحكومة الى “الزبالة” لأنها خطة قام بها مجموعة هواة تدعو ليكون الدولار بـ 4000 وبذلك فهي خطة لتفليس المصارف والبنك المركزي، معلناً تأييده للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، لافتاً الى أن المصارف ربحت الكثير من الفوائد في السنوات الماضية لنشطب منها دون المساس بالودائع، متسائلاً ما الفرق بين دولة تسرق أموال المودعين وسارق صغير يسرق ليطعم أولاده؟، ليعود ويجدد تأكيده بأن “لا بديل عن الحكومة الحالية ولكن عليها أن تأخذ القرار”.
وعن تعيينات مديرية الصحة، لفت وهاب الى أن النائب طلال إرسلان رشح عقيلة الوزير السابق صالح الغريب لكفاءتها ومناقبيتها وذلك وفق أصول التعيينات المتفق عليها، لافتاً الى أن النائب إرسلان
إستنكر حادثة الإعتداء على المحامي واصف الحركة، فهو ليس ميليشاوياً ولا يملك ميليشيا ولا حتى الوزير رمزي مشرفية بوارد ذلك وأن المعتدين قد تمّ تسليمهم ورفع الغطاء عنهم.
وحول تغريدته عن الخوة في وزارة المالية، أوضح وهاب أن “الخوة 10 % في وزارة المالية موجودة منذ سنوات والوزير غازي وزني سيعمد الى إقالة أي شخص في الوزارة إذا ثبت أنه طلب خوة من اي متعهد وهو قادر على ذلك لأن الوزير بعدالطائف أصبح مطلق الصلاحية”.
وحول ملف الكهرباء وشركة “سوناطراك” قال وهاب: “مشكلتي ليست مع “سوناطراك” فليدمروها، ولكن أين المازوت والبنزين؟ لافتاً الى أن “وزير الطاقة ريمون غجر يشتكي من مافيات الإحتكار للمازوت وكذلك الأمر بالنسبة للناس وأصحاب المحطات لرفع السعر، موضحاً “لا يعنيني لا سوناطراك ولا غيرها ولا يجوز أن تتلاعبوا بملف الكهرباء لفقدان البديل عن “سوناطراك”.
وحول ما يشيع الحزب التقدمي الاشتراكي عن تهريب المازوت الى سوريا عبر محطات في الشوف أجاب وهاب: “هناك محطتان في الشوف نجلب لهم المازوت ويوزعونه وفق برنامج يبدأ بالمستشفيات ثم أصحاب المولدات في الجبل وهذا لا يتجاوز الـ 20 ألف ليتر، وما أزعج جنبلاط هو أن تلك المحطات لم تأخذ رأيه، متوجهاً بالشكر الى شركتي يمين والزين لأنهم يؤمنون المازوت وهم يأخذون حقهم بذلك، مؤكّداً أن “لا علاقة لا لي ولا للشيخ بهيج أبوحمزة في توزيع المازوت في سوريا”.
وحول زيارته للوزير جبران باسيل في اللقلوق، أوضح وهاب “أن الخيار السياسي للوزير جبران باسيل أدفعه ثمناً معيناً ومن الظلم أن نُلحق بالتيار الوطني الحر ما يحصل في الطائفة المسيحية، متسائلاً مَن في التيار الوطني الحر لديه ملف فساد ولم يتعاطوا معه بالطرق المناسبة؟ لافتاً الى أن التيار إنصدم بالواقع الحاصل، وقد حاول باسيل تحسين قطاع الكهرباء وتمّ إيقافه، وكذلك موضوع سد بسري اليوم الذي لا أعرف إذا كان صالحاً بيئياً أو لا ولكن يجب الإحتكام الى قول الخبراء في ذلك وأما إذا كان مضراً بالبيئة فأنا ضد إنشائه، وإذا كان داني خوري الذي لزّم بناء السد فاسد فليتم عزله، لافتاً الى أن سد بسري تستفيد منه بيروت وكل القرى الواقعة تحت ارتفاع 300 متر، لافتاً الى أن “الجزء الكبير في مشكلة الإسرائيلي هي المياه، مثنياً على مناقبية مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران.
وفي ما يتعلق بقرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري وموقف الرئيس سعد الحريري منه، ثمّن وهاب موقف الرئيس سعد الحريري وعائلته في موضوع الحكم وهذا من منطلق حرصهم على وحدة لبنان واستقراره”، لافتاً الى أنه “لست مقتنعاً بحكم المحكمة الذي هو سياسي وكذلك توقيته اليوم سياسي ورغم المحاولات لإحداث بلبلة في لبنان وبتوقيت معين، الرئيس الحريري لن يتجاوب مع ذلك وسيسجل له هذا الموقف”.
وفي إطار آخر أوضح وهاب أن الإتصال الأميركي – الإيراني حاصل وفي فترة قريبة قد نشهد تحولاً ما”، لافتاً الى ضرورة إنشاء حاضنة عربية لحماية المنطقة من التمدد التركي في ليبيا والعراق وسوريا وشمال لبنان، معتبراً أن مواجهة هذا التمدد أهم من احتضان بلبلة في لبنان، لافتاً الى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى مع “الإخوان المسلمين” الى خلافة إسلامية”، مؤكّداً أن “خطورة الموضوع التركي هو في تمدده ولا أصدق بأن الجيش يمكن أن يكون ضد المزاج العربي في الساحة العربية مؤكّداً تواجد النفوذ التركي في الشمال”.
وفي ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية أوضح وهاب أن هذه المسألة ليست ملك فريق دون آخر بل هو مرتبط بالحوار الأميركي – الإيراني، لافتاً الى أن بدء التنقيب في بلوك 4 كان بقرار سياسي وكذلك وقفه أتى بقرار سياسي وهذا الموضوع ليس بيد لبنان بل بحاجة الى توافق دولي وإقليمي”.
وفي الختام رأى وهاب أننا “ذاهبون الى مواجهة كبيرة قد لا تكون عسكرية، موضحاً أنه “إذا صح الكلام عن إتفاق صيني – إيراني فنحن ذاهبون الى مرحلة صعبة وقد لا تكون جبهة ثلاثية، وروسيا قد تكون خارجها وفقاً لمصالحها الدولية”، لافتاً الى أنه “خلال العام 2024 الإقتصاد الصيني سيكون أكبر بكثير من الإقتصاد الأميركي كما أنه في العام 2030 سيكون 100% أكبر من الإقتصاد الأميركي، مشيراً الى أن لبنان حتى رأس السنة سيمرّ بمرحلة صعبة، معلناً ثقته بكلام السيد حسن نصرالله – وهو سيد الكلام – بأنه لن نسمح بقطع لا الكهرباء ولا المواد الغذائية عن اللبنانيين، متمنياً أن نبقى على ما نحن عليه.
بيروت في 30/07/2020