تأتي حركة رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب في أوقات مفصلية، وهو يؤدي دور صمام الأمان صوناً لوحدة البلد وأمنه واستقراره، في محطة تاريخية مهمة تتصدرها اللقاءات والإجتماعات المتكررة لحلحلة العقد السياسية وتجنب التداعيات السلبية وانعكاساتها على الساحة الداخلية.
تمرّ المنطقة العربية في هذه الأوقات بمنعطفات خطيرة وبظروف عصيبة وسيناريوهات شتى تستهدف تمزيقها والإفتتات من حقوقها والنيل من مقدراتها ونهب ثرواتها. كل هذه الأحداث المتتابعة الملتهبة من حولنا بدءًا من صفقة القرن وصولاً الى “قانون قيصر” تفرض على الجميع وبإلحاح الوعي، وتحتم مسؤوليات جسام ومبادرات فاعلة ومضاعفة فحواها ومؤداها التعالي عن الصراعات الداخلية ومعالجة الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة استعداداً لمواجهة المخاطر القادمة.
وأمام هذه الظروف القاسية وأمام مدّ الأمواج المتلاطمة والأنواء الحالكة المتقلبة أحوج ما نكون – من أي وقت مضى – إلى التمسك بعرى الحوار الداخلي والذهاب الى المنطق الذي طرحه الوزير وهاب في الانضمام تحت لواء عباءة المرجعيات الدينية في طائفة الموحدين الدروز في لبنان الذين هم صمام الأمان والسياج المتين لحل المشاكل الداخلية وللحد من شظاياها الملتهبة والحارقة وانعكاساتها على أمن واستقرار الجبل.
ما يطرحه وهاب هو أن يكون سقف كل القيادات السياسية قرار المشايخ، بدءًا من الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ الذي يحظى باحترام كبير في كل أوساط الطائفة في لبنان وخارجه، والشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ والشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، وشيخي عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن وناصرالدين الغريب، ومشايخ حاصبيا وغيرها، وكل ما يراه المشايخ مناسباً، وبالتالي فهم يحددون المصلحة العليا للطائفة الدرزية، إذ أن القيادات السياسية غالباً ما قد تخلط بين مصالحها السياسية والمصلحة العامة للطائفة، فالمشايخ يرون مصلحة الطائفة أفضل من جميع السياسيين وهم قادرون على تحديدها بدون أي حسابات سياسية لاسيما وأن الحسابات السياسية الخاطئة أصبحت كبيرة وكبيرة جداً على مستوى المنطقة.
إن اجتماع الكلمة ووحدة الصف ونبذ التفرقة والإنضواء تحت مظلة المرجعيات الدينية الدرزية والتعاون والتكاتف والشعور الوطني المشترك في تحمّل المسؤولية هي أمور كلها من أسباب النجاة أمام زحف الفتن ومؤامرات وخطط الطامعين وتجار الحروب. فلنتعظ.