إعتبر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في حديث لقناة “الجديد”، ضمن برنامج “أنا هيك”، مع الإعلامي نيشان دير هاروتيونيان، أنه “لا يمكن أن نحاسب مَن سرق البلد وعند حدوث السرقة لا يوجد طوائف، واللغة الطائفية هي فقط للنزول الى الشارع، ونحن نؤمن بجزء كبير من القضاء في لبنان ولكن بعض القضاة جبناء ويتلقون الأموال والذهب، وفي المقابل يقومون بتقسيط الشقق وهذه الأمور جزء من عدة النصب”.
وشدّد وهاب على أنه “كان يجب على رئيس الحكومة حسان دياب أن يرفض صفقة المحاصصة في التعيينات التي حصلت مؤخراً، ولكن الحكومة أطلقت النار على نفسها، شعبياً ودولياً واصبحت في موت سريري ومتى سيتم دفنها لا أحد يعلم إذا تأمّن البديل، موضحاً أن “جر الحكومة للمحاصصة سيشهد ردة فعل دولية وشعبية محلية سيئة، لافتاً الى وجود “أناس ما زالت قادرة على التحكم بالسلطة”. ورأى وهاب أنه “ليس هناك حدود لارتفاع سعر الدولار وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة مجرد موظف لا أكثر”، موضحاً أن “ما يجري ليس محاسبة ويجب محاسبة الرأس وليس الذنَب، ولو كنت مسؤولاً وسمعت الكلام الذي قيل في الشارع كنت قدمت استقالتي”، موضحاً أن “لبنان مريض بالسرطان ولجنة الأطباء هي الحكومة والمصارف وحاكم مصرف لبنان وعلى الرئيسين عون ودياب التنسيق مع مصرف لبنان والمصارف وجمعية المصارف لإعادة الثقة بالقطاع المصرفي”، مشدداً على أن “5 أو 7 أشخاص سرقوا البلد”، موضحاً أنه “منذ 30 سنة الى اليوم لا أحد يستطيع أن يقول أنه نجح وكل الذين تعاقبوا على السلطة ساهموا في نحر لبنان، ومضيفاً “80% من الشعب اللبناني يسرق الكهرباء وغيرها ويخالف القانون، وأن كل من شارك في السلطة – باستثناء 5 % منهم – هو فاسد”، مشدداً على أن 7 أو 8 سياسيين استفادوا من السلطة في لبنان، موضحاً أن هناك كثر فاسدون ولا وثيقة تدينهم ولكن آداءهم خاطئ والدليل الفساد في ملف الكهرباء، مؤكداً أن لا شيء على جبران باسيل في ملف الكهرباء وهو غير متورط في الفساد، لافتاً الى وجود “وزراء كانوا يأخذون 15 % وآخرون 10 وغيرهم 5% وأحدهم كان يملك شركة لا يمضي على شيء إلا ليحصل على نسبة كبيرة، موضحاً أنه “لا أستطيع الكشف عن أسماء الفاسدين لحماية جماعتي وأهلي”، متمنياً من الرئيس حسان دياب بأن لا يكون الحل بضرب القطاع المصرفي بل بالتنسيق معه لعودة الثقة بهذا القطاع لاستجلاب الرساميل وحماية أموال المغتربين”، مؤكداً أن “التاريخ سيلفظ أسماء الفاسدين وسيذهبون الى مزبلة التاريخ وكما تمّ ذكر فؤاد شهاب وغيره وإنجازاتهم سيذكرون هؤلاء الفاسدين وأفعالهم ونهبهم للمال العام”.
وحول تغريدة الحريري “بونجور حكيم”، رأى وهاب أن “التوتر في العلاقة بين الحريري وجعجع بدأت منذ اعتقال الحريري في السعودية ومازالت حتى اليوم لأن البعض إعتبر أن جعجع هو من المحرضين على سعد الحريري في حينها”، لافتاً الى أن “لا وجود لا لـ 8 ولا لـ 14 آذار بسبب الإنقسام المختلف في الفريقين”، معلناً عزل رجال الدين عن السياسة.
ورأى وهاب أن “هناك ست دول مؤثرة في لبنان هي أميركا وإيران وسوريا والسعودية وتركيا وفرنسا و”إسرائيل” لها تأثير عدواني، معلناً أن الحرب الأهلية جاهزة لأننا قبائل متناحرة”.
واستبعد وهاب الإنتخابات الرئاسية في المدى المنظور قبل الإتفاق على شكل النظام، مشيراً أنه “لم يتم إنتخاب أي رئيس جمهورية خارج إرادة سوريا، موضحاً أن “السوري يهتم بلبنان والسياسة اللبنانية أكثر من اهتمامه بالداخل السوري”.
واعتبر وهاب أن “الرئيس سعد الحريري كريم وقلبه طيب ولكنه لا يتصرف كما يجب لأنه يتساهل مع السيئين وهي صفة سيئة والدليل أن المقربين منه هم أغنى منه وقد يؤسسون أحزاباً على حسابه، على عكس بهاء الحريري الذي يتميز بأنه حاسم وصارم أكثر مع من حوله، كاشفاً أن “الرئيس رفيق الحريري لم يكن مع فتح بيت سياسي أو التوريث السياسي وكل من سعد وبهاء لديهما صفة مميزة خاصة بكل واحد منهما، معتبراً أن الشارع السُّنّي يجب أن يكون بخير من أجل التوازن في الكيان اللبناني”، متوقعاً مجيء الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة إذا ذهبت حكومة دياب.
وعن حادثة الجاهلية قال وهاب: “أنا أصدق بأن سعد الحريري لم يكن يعلم بما كان سيجري واللواء عماد عثمان هو من ورطه، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كان له دور بمحاولة تصفيتي وأعلن ذلك صراحة من بيت الوسط، موضحاً أنه “لو تطورت المعركة في الجاهلية آلاف المسلحين في سوريا كانوا مستعدين للتوجه الى لبنان لأن معركة الجاهلية هي إعتداء على وئام وهاب وبالتالي اعتداء على الطائفة الدرزية، مؤكّداً أنه “لم يكن هناك أي مذكرة توقيف أو جلب في عملية الجاهلية، كاشفاً أن “حزب الله” إستنفر في حينها وصدرت أوامر باعتقال الجميع وبأن القوة لن تعود الى بيروت كما استنفرت سرايا المقاومة ولو لم يتم التصرف بوعي كنا إنجررنا الى مذبحة، موضحاً أن “تصفيتي كانت بأمر وتحريض من عماد عثمان وسمير حمود وعماد عثمان لديه عقدة لأنني كنت صاحب وسام الحسن الذي كان كفوءًا أكثر منه”.
وإذ توجه الى سعد الحريري بالقول: “لملم دماء محمد أبوذياب عن الأرض”، أكّد وهاب أنه “لو كنت موجوداً في حينها لكنت أنا قتلت مكان محمد، مؤكّداً أن “جنبلاط كان شريكاً في واقعة الجاهلية ومحاولة تصفيتي وإنهائي”.
وثمّن وهاب عالياً موقف النائب الأمير طلال إرسلان من واقعة الجاهلية الذي كان مشرفاً ويدعوني للخجل”، كاشفاً عن لقاء مصالحة بين جنبلاط وإرسلان يوم الإثنين خلال مأدبة عشاء في عين التينة، بدعوة من الرئيس نبيه برّي لتصفية ذيول حادثة قبرشمون، معلناً تأييده لتلك المصالحة رغم صعوبتها لأن إرسلان أسير موقف أهل الشهيد رامي سلمان وموقفهم من المصالحة.
وشدد وهاب على أنه لن يلتقي جنبلاط قبل أن يعتذر من عائلة محمد أبو دياب الذي سقط في الجاهلية، لأنني لا أبيع دم محمد أبوذياب، موضحاً أنه “لا أجتمع بجنبلاط إلا بدعوة من مشايخنا الأجلاء” لأنني لا أصدق ضمانة السياسيين بل أصدق ضمانة مشايخنا وحليفي بالمصلحة العليا هو المشايخ”.
وحول التعيينات الإدارية والعسكرية، أكّد وهاب أن “الجنرال ماهر الحلبي هو مرشح مؤكد لقيادة الشرطة القضائية بحكم الأقدمية والمناقبية مع احترامه للجنرال غازي كيوان، موضحاً أن المعادلة السياسية في الجبل هي التي أسقطت العرف في التعيينات القضائية، متمنياً إسقاط الأعراف في كافة التعيينات الإدارية”.
وفي الإطار الإقليمي، رأى وهاب أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتبع سياسة خاطئة اليوم في الصراع القائم في المنطقة، وما يفعله أردوغان خطير جداً يجب أن يجعل بن سلمان أكثر إقداماً نحو الدول العربية وحماية حدوده الإقليمية، لأنه “إذا بقي هذا الضياع العربي قائماً، أردوغان سيأخذ الكثير من الساحات العربية، معلناً أنه “ضد أي تمدد عثماني وإخواني في المنطقة”، داعياً لقمة عربية يحضرها الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري بشار الأسد والشيخ بن زايد وقادة الجزائر ومصر والعراق لتشكيل منظومة أمنية عربية تواجه التمدد التركي والمشروع الإخواني في المنطقة، موضحاً أن “أردوغان يريد ضرب السعودية لترؤس الزعامة السّنية وقيادة العالم السُّنّي، واصفاً أردوغان بالعقائدي والعثماني الخبيث وبأنه يلعّب أوروبا ويطمح لإلغاء أي فرصة لأي زعامة عربية أو إنشاء منظومة أمنية عربية”.
وفي إطار آخر، كشف وهاب عن “منظومة مالية خاصة بي لا أحد يستطيع خرقها وأشكر الأميركان على فرض العقوبات عليّ وأتشكرهم لأنهم سمحوا لي بالوقوف الى جانب أهلي، موضحاً أن لديه الكثير من المصاريف يؤمنها من عمله الخاص بدءًا بالسويداء وصولاً الى حاصبيا وراشيا والشوف، لافتاً الى أنه “دخل الى وزارة البيئة بـ 170 ألف دولار واليوم ليس لدي شيء في البنوك”، موضحاً أن “إيران صرفت مليون ونصف دولار لبناء المستشفى ولزّمت “شركة آرش” لبناء المستشفى وأنا دفعت 500 ألف دولار”.
وحول إمكانية تنحي الرئيس بشار الأسد، قال وهاب: الجيش السوري دفع هذه الخسائر ليحمي سوريا ووحدتها بقيادة الرئيس الأسد وليس ليسلمها للمسلحين”.
وحول نزع سلاح “حزب الله” قال وهاب: “أرجع السوري الى أرضه والفلسطيني الى أرضه وأرجع لي الأراضي المحتلة وأرسم الحدود اللبنانية عندها لا حاجة للسلاح، كاشفاً عن تجنيد ألف سوري لمواجهة “حزب الله”، معتبراً أن “بدون سلاح “حزب الله” لإنقسم البلد، موضحاً أن “الجيش اللبناني لا يستطيع مواجهة “إسرائيل” وحده وأنه “إذا سلّم “حزب الله” سلاحه لا أحد سينطق بلبنان دولياً وإقليمياً”.
وحول قانون العفو العام أوضح وهاب أنه “مع تبييض السجون بالكامل ومع قانون عفو يشمل الجميع باستثناء القتلة المباشرين”.
وحول توتر العلاقة بين فرنجية وباسيل، دعا وهاب الى تسوية بينهما تأتي بفرنجية رئيساً للجمهورية مع حفظ حق التيار الوطني الحر فيما بعد في الرئاسة”.
وفي الختام رأى وهاب أن لا “بصيص أمل في لبنان قبل 5 سنوات، موضحاً أن حكومة الموظفين (التكنوقراط) أثبتت فشلها في إدارة الحكم، مجدداً دعوته للتنسيق والتعاون مع المصرف المركزي والقطاع المصرفي لإرجاع الثقة بالقطاع المصرفي وإعادة أموال المودعين وجلب الإستثمارات الخارجية، والإهتمام بملف الكهرباء، كاشفاً عن أن “عصابة مجرمين لا يتجاوز اعضاؤها الـ 5 أو 7 أشخاص مكتملة المواصفات لديها مواقعها ومالها أوصلت البلد الى ما نحن عليه ومن الصعب هزيمتها”.