أوضح رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لإذاعة “صوت الأرز” (من باريس)، ضمن برنامج “أستاذ كورونا”، أن وباء كورونا فضح هشاشة النظام الصحي العالمي، متمنياً لو أن هذا الوباء إنحسر بالذين دمروا البشرية من أجل أطماع شخصية، لافتاً الى أن النظام السياسي في لبنان فاسد سياسياً ومالياً وأخلاقياً”.
واعتبر وهاب أن كل شيء دُمّر بعد الإستقلال، وأُفقر البلد، لافتاً الى أن بعض رؤساء الجمهورية كفؤاد شهاب وكميل شمعون توفوا فقراء، موضحاً أن ما سمي ثورة 58 على الرئيس كميل شمعون نشأت لأن الرئيس شمعون أراد أن يبدأ عهده بجلب المال العربي ومال النفط العربي الى لبنان الذي تمّ ضربه في ثورة 58 لمنع وصول تلك الرساميل إليه، موضحاً أنه “لا أستطيع التقدم بإخبار ضد 5 أو 6 أشخاص لديهم حصانة قوية ولا أستطيع التهور بذلك لأنه سبق وأرسلوا قوة الى الجاهلية وحصل ما حصل حينها”، وأننا في لبنان لا نملك قضاء جريئاً، كاشفاً أن “النظام السياسي هو الذي يحمي الفاسدين الذين هم أنفسهم يتحكمون بالسلطة، لافتاً الى شراكة وثيقة بين رجال الدين والفاسدين”.
وأكّد وهاب على أنه لا يمكن أن تتحول السلطة في لبنان الى اللامركزية بسبب الطائفية والمذهبية والتفرد في السلطة لدى بعض الزعامات، موضحاً أننا “نعاني في الشوف من هيمنة وليد جنبلاط على مؤسسات الدولة كالقائمقامية لذلك نحن مع مركزية السلطة”.
وحول تحريك القضاء لملفات الفساد، رأى وهاب أن تحريك الملفات يتم بطريقة سياسية إنتقائية والتوقيفات تتم بطريقة عشوائية ما يدل على أن القضاء مسيّس ولا يستطيع البث بكل الملفات، موضحاً أن “الدولة والشعب فاسدون في لبنان”، كاشفاً أن “7 نواب يأسرون البلد”.
وأكّد وهاب على أنه “قدم إخباراً بحق سوكلين بسبب الفرق في الأسعار، مطالباً القضاء بالتحرك وإلا سنتّهمه بالتواطؤ”.
وشدّد وهاب على متابعته لملف إقفال الكسارات وملف إقفال معامل الإسمنت الكبيرة لأنها تلوّث البيئة،
وفي إطار آخر، ولدى سؤاله عن أين أصبح كتاب “الإبراء المستحيل” أجاب وهاب: “كنت أتمنى أن يبقى الرئيس ميشال عون صانع الرؤساء لا أن يصبح رئيساً بتسوية مع سعد الحريري أساءت الى التيار”، معتبراً أنه “لو لم يحصل الإنهيار في البلد لا شك أن جبران باسيل كان أعاد الحضور المسيحي الذي أضاعه الطائف الى البلد، موضحاً أن “تحالفات الطائف صُنعت بخلفية إنتقامية وأخذوا كل صلاحيات رئيس الجمهورية لذلك ليس هناك مرجع ما في حسم العديد من الخلافات على صعيد التعيينات مثلاً أو غيره من الملفات”، معتبراً أن “الهدف من الطائف هو إستمرار الوصاية الدولية على لبنان”.
ورأى وهاب أن لبنان بحاجة الى وقت طويل ليتخلص من الزبائنية والمذهبية.
وفي ملف العفو العام عن الذين سافروا الى “إسرائيل”، أشار وهاب الى أن هناك أقلية في الجنوب تعاملت مع “إسرائيل” للتعامل وأكثرية تعاملت مع “إسرائيل” لتعيش لأن الدولة أهملتهم، مجدداً تأكيده على ضرورة إقرار قانون العفو العام والشامل باستثناء قتلة الجيش”، لافتاً الى أن “ما حصل مع العميل عامر فاخوري كان لأن توقيفه كان غير قانوني والتهم بحقه أسقطت بمرور الزمن”.
وفي ملف المفقودين في السجون السورية، كشف وهاب أن العديد من المعتقلين إعتقلتهم الميليشيات في حينها، وكل مَن تمّ خطفه من قبل الميليشيات لإخفاء عملهم كانوا يقولون أنه معتقل في سوريا ويحاولون ابتزاز أهالي المفقودين، مؤكداً أن “لا أحد سلمني ملفاً واضحاً حول هذا الموضوع”.
وحول أداء الحكومة وما إذا كان هناك تغيير حكومي، أكّد وهاب أن “لا تغيير حكومي لأنه من الصعب اليوم تشكيل حكومة أخرى، لافتاً الى أن “الحكومة لم تنجز حتى اليوم الكثير والناس لم تلمس حتى اليوم الكثير من الإنجازات إلا أننا لا نستطيع إنكار ما أنجزته في ملف مواجهة وباء كورونا”.
وختم وهاب حديثه بالقول: “لن نشهد محمد بن سلمان في لبنان لأننا نظام طائفي وتحكمنا الطائفية، مؤكّداً أننا أمام أزمة كبيرة في لبنان والحياة ستتغيّر”.