رأى أمين الإعلام في حزب التوحيد العربي الدكتور هشام الأعور في حديث لموقع سنا tv، مع الزميل زياد العسل، أن هذه الأزمة هددت الأمن الأجتماعي في لبنان كدول العالم قاطبة ولكن منذ الأيام الاولى تلقفت الحكومة اللبنانية هذا الأمر، وكان لها بصمات كبيرة خاصة من قبل وزارة الصحة ووزيرها الذي أثبت تعاونا مع كل الجمعيات والأحزاب والقوى لتأمين مستشفيات تستطيع استيعاب المرضى، بالإضافة لتعزيز مستشفى بيروت الحكومي الذي لعب دوراً مركزياً في التصدي لهذا الوباء، وأثبت أن المؤسسات الرسمية دائماً ما تلعب الدور الكبير خلال الأزمات والمحن التي يمر بها الوطن، بعيداً عن المنطق التجاري الذي لجأت له المستشفيات الخاصة، بالإضافة لدور وزارة الشؤون الإجتماعية التي جعلت المواطن يشعر أن هناك مَن هو حريص على أمنه الإقتصادي والإجتماعي، رغم أن المبلغ الذي سيقدم يعتبر زهيداً ولكن وعود الوزارة كانت واضحة أن المبلغ سيقدم طيلة وجود أزمة كورونا وهو يساعد قدر المستطاع في سد حاجات المواطنين.
أما فيما يتعلق بالإجراءات التي قامت بها الحكومة، أوضح الأعور أنها إجراءات تدريجية ممنهجة ومهمة في إطار التعبئة العامة، لافتاً الى أن الحجر المنزلي والإجراءات الأمنية للحد من سير السيارات، كلها تصب في خدمة المواطن والحفاظ على سلامته، والمطلوب اليوم هو أن يتعاطى الجميع بمسؤولية مع هذا الوباء الثقيل، وما يجب ذكره أيضاً أن ما بعد الكورونا سيكون مختلفاً في نمط العيش الذي اعتاد عليه الناس وذلك لأن الكون سينحو ويتجه لمكان آخر مختلف تماماً.
ويؤكد الأعور أن رؤية الحزب ورئيسه الوزير وئام وهاب أن المهم في زمن كورونا وما بعدها هو أن يتوجه الصراع السياسي باتجاه خدمة الناس بعيداً عن المنطق السياسي الضيق، فالمنطق الحق اليوم هو منطق خدمة الناس وتلبية حاجياتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المسؤولية تبقى على مَن كانوا في سدة الحكم في العقود الماضية، لأن ما وصل له الوطن هو نتيجة حتمية لهذه السياسات المتعاقبة التي فشلت في تحقيق أي إيجابيات ملحوظة، بل نتائج تدميرية منذ التسعينات مع كل الحكومات التي تعاقبت على لبنان منذ ذلك الحين.
ويختم الأعور حديثه مؤكداً أن الشباب الللبناني يتمتع بإمكانيات كبيرة على شتى المستويات، والمطلوب منه اليوم هو الخروج من الشرنقة الطائفية والمذهبية الضيقة والعبور لفضاء الوطن الأرحب، وهم أمام فرصة تاريخية بعد أن وصلت الطبقة السياسية لحالة من العفن على شتى الصعد، خاصة بعد أن كشفت الثورة عورات الطبقة السياسية، لذلك فهذه الفرصة يجب أن تترجم في كل الإستحقاقات المقبلة النيابية منها والبلدية وسواها، وأن يختاروا المشروع السياسي بعيداً عن الشخص، وهذا هو الرهان الكبير الذي نراهن عليه للعبور معاً للدولة التي نمنّي النفس بها في المستقبل.