تواصل قافلة كورونا مسيرها في دول العالم أجمع محملة المزيد من الإصابات ومخلفة وراءها المزيد من الوفيات بالرغم من الجهود الدولية الكبرى في مواجهة هذه الجائحة المستجدة والتي بدأت في مدينة يوهان في الصين.
وفي مستجدات ويوميات هذه القافلة الجامحة والجائحة، سجلت الولايات المتحدة مساء أمس، وفاة أكثر من 2200 شخص من جراء فيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، في أعلى حصيلة يومية على الإطلاق يسجلها بلد في العالم، بحسب بيانات لجامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز التي تعتبر مرجعا في تتبع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، أن وباء كوفيد-19 حصد خلال 24 ساعة أرواح 2228 شخصا في الولايات المتحدة، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عن الوباء في هذا البلد إلى 757.25 وفاة.
والحصيلة اليومية القياسية السابقة لضحايا كوفيد-19 سجلت الجمعة في الولايات المتحدة أيضا وبلغت يومها 2108 وفيات.
وفي نهاية الأسبوع الماضي أصبحت الولايات المتحدة البلد الأول عالميا من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الوباء الفتاك. وتحتل المرتبة الثانية حاليا في عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 إيطاليا (أكثر من 21 ألف وفاة) تليها إسبانيا (أكثر من 18 ألف وفاة) ثم فرنسا (أكثر من 700.15 وفاة)، لكن عدد سكان هذه الدول الثلاث هو أقل بكثير من عدد سكان الولايات المتحدة.
وتحتل الولايات المتحدة أيضا المرتبة الأولى عالميا في عدد المصابين بالوباء والذين تخطى عددهم 600 ألف مصاب، علما بأن ثلاثة ملايين شخص تقريبا في هذا البلد خضعوا حتى اليوم لفحص مخبري للتثبت مما إذا كانوا مصابين بالفيروس أم لا.
ومع أن نيويورك لا تزال أكبر بؤرة للوباء في الولايات المتحدة إلا أن تفشي الوباء فيها آخذ في التباطؤ وأعداد المصابين الذين تستدعي حالاتهم نقلهم إلى مستشفيات الولاية لا تنفك تتراجع.
ترامب
ومساء أمس، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض حول تطورات الوباء في الولايات المتحدة إن تدابير الإغلاق قد تلغى “قريبا جدا” في أنحاء واسعة من البلاد، مؤكدا أنه يرى “نهاية النفق”. وقال: “يمكننا أن نرى خيوط نور، نرى هذا النفق وفي نهايته نور”.
في موازاة ذلك دخلت إيطاليا في المرحلة الثانية من مواجهتها لفيروس “كورونا” ما يعني الإنتقال من مرحلة تلقي الإصابات إلى مرحلة الهجوم المعاكس، المحاصرة والعلاج، لكن عدد الوفيات لا يزال مرتفعا ولا معلومات وافرة عن سبب ذلك.
وعن حصيلة الوفيات أمس، التقت “الوكالة الوطنية للإعلام” كبير الأطباء اللبنانيين في إيطاليا الدكتور علي يونس، الذي قال: “وصل عدد المصابين الإجمالي بين مرضى في المستشفيات ووفيات ومتماثلين للشفاء الى 162.488 وتماثل للشفاء 1695 ليصل المجموع إلى 37130 شخصا توفي 602 ليصل المجموع الى 21.067”.
تحسن الوضع في مقاطعة لومبارديا حيث ينخفض يوميا عدد المصابين في غرف الإنعاش بين 60 و90 حالة. وعن سبب الوفيات المستقر والمرتفع قال الدكتور يونس: “يجب الأخذ في الإعتبار أن الوفيات تشمل شريحة إجتماعية تتراوح أعمارها بين 65 و80 عاما ومعظمها من الذين يعانون من أكثر من مرض مزمن. معظم الوفيات تحصل في مقاطعة لومبارديا التي تكبر مساحتها لبنان بمرتين ونصف وعدد سكانها 12 مليون نسمة، نسبة المسنين فيها بين 23 و24 في المئة وهي نسبة عالية جدا في أوروبا. لذلك نجد أن الفيروس يحصد أرواح هؤلاء بخاصة في مراكز الراحة الخاصة بالمسنين. هناك عشرات آلاف المصابين من المسنين منذ شهرين في العناية الفائقة يصارعون الموت. للأسف الشديد، المسنون هم من يسيطر عليهم المرض ومن ينقل إليهم من الآخرين إذ يمر الفيروس على بعض الشبان مرور الكرام وينقلونه للآخرين دون أن يتأثروا به”.
وفي البرازيل، بلغت الحصيلة الرسمية للمصابين بفيروس كورونا المستجد في ولاية ريو 3140 شخصا توفي منهم 224، في حين بلغت الحصيلة الإجمالية في البرازيل بأسرها 262.25 إصابة بينها 1532 وفاة.
وفي سياق متصل أعلن حاكم ولاية ريو دي جانيرو البرازيلية ويلسون ويتزل الثلاثاء أنه مصاب بفيروس كورونا المستجد، مطمئنا السكان إلى أنه سيواصل عمله من مقر إقامته الرسمي.
وقال ويتزل (52 عاما) في شريط فيديو بثه عبر حسابه على “تويتر”” “لم أشعر أنني على ما يرام منذ الجمعة. لقد طلبت إخضاعي لفحص كوفيد-19 واليوم حصلت على النتيجة وهي إيجابية”.
أضاف: “لقد أصبت بحمى وبألم في الحلق وفقدت حاسة الشم. الحمد لله، اليوم أشعر بأنني بحالة جيدة وسأستمر في العمل، مع التزام القيود (على التنقل) والتوصيات الطبية”.
وأتت هذه التغريدة غداة إعلان الحاكم مساء الإثنين تمديد إجراءات الحجر في ولايته البالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة حتى 30 نيسان الحالي.
وختم الحاكم رسالته المصورة بمناشدة سكان الولاية ملازمة منازلهم. وقال: “أطلب مجددا من الجميع ملازمة منازلهم لأن المرض كما تلاحظون لا ينتقي ضحاياه ويتفشى بسرعة”.
وفي إسبانيا، أعلنت السلطات الصحية الإسبانية اليوم الأربعاء، عن تسجيل 523 وفاة جديدة ناجمة عن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″ خلال آخر 24 ساعة.
وأكدت وزارة الصحة الإسبانية في تقريرها اليومي، أن حصيلة ضحايا العدوى في البلاد ارتفعت خلال اليوم الأخير من 18056 حتى 18579 حالة وفاة.
وارتفع إجمالي عدد الإصابات بكورونا التي تم تسجيلها في إسبانيا منذ أمس بـ5092 حالة جديدة، من 172541 حتى 177633.
وتمثل أرقام اليوم في إسبانيا انخفاضا مقارنة مع معدلات أمس، عندما سجلت في البلاد 567 وفاة.
ولا تزال إسبانيا ثاني أكبر بؤرة لـ”كوفيد-19” في العالم، وتحتل المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة وإيطاليا في قائمة الدول الأكثر تضررا بالوباء من حيث عدد الوفيات.
في المقابل، أصبحت الدنمارك أول دولة أوروبية تفتح المدارس والحضانات اعتبارا من اليوم الأربعاء، بعد إجراءات تقييدية فرضت منذ 12 مارس بسبب انتشار فيروس كورونا.
جاء ذلك بعد أن أعلنت رئيسة الوزارء ميت فريدريكسن، أن السلطات تخطط لإعادة فتح المجتمع بوتيرة أسرع مما كان متوقعا وسط انخفاض مستمر في حالات كورونا.
وفتحت المدارس بشكل جزئي حيث لا يشمل القرار سوى الصفوف من 0 إلى 5، فضلا عن أن بعض المؤسسات التعليمية لم تكن جاهزة للعمل اعتبارا من اليوم، حيث فتحت 35% فقط من المدارس والحضانات أبوابها في العاصمة كوبنهاغن، ولم تبدأ الدروس إلا في نصف الكوميونات (الوحدات الإدارية) الـ98 في البلاد.
وطلبت بقية المؤسسات المعنية مزيدا من الوقت للتكيف مع المعايير الصحية التي لا تزال تطبق، ومنها تأمين مسافة مترين بين طاولات التلاميذ في القاعات الدراسية، ومن المتوقع افتتاح جميع المدارس والحضانات في 20 أبريل.
ولقيت هذه الخطوة اعتراضا من بعض أولياء الأمور، حيث وقع نحو 18 ألف شخص على عريضة تحت عنوان “طفلي ليس أرنب اختبار”، لا ينوي بعض الآباء السماح لأطفالهم بالذهاب إلى الصفوف رغم أن التعليم في الدنمارك إلزامي.
وبلغت حصيلة الإصابات المؤكدة بكورونا في الدنمارك حتى أمس الثلاثاء 6496 بعد إجراء فحوص على 73919 شخصا، إضافة إلى 299 وفاة. ويشهد عدد الإصابات اليومية انخفاضا متواصلا منذ أسبوعين.
في موازاة ذلك، قلت وسائل إعلام محلية في اليابان توقعات لوزارة الصحة مفادها، أن عدد الوفيات في البلاد جراء الإصابة بفيروس كورونا قد يصل إلى 400 ألف، ما لم تتخذ إجراءات للحد من انتشار العدوى.
وقالت وكالة أنباء “كيودو” وصحيفة “أساهي” إن التقديرات التي أوردها فريق من الوزارة يبحث تفشي المرض، أشارت إلى أن الحالات الخطيرة التي تحتاج إلى تنفس صناعي قد تصل إلى 850 ألف حالة.
وتستند هذه التوقعات إلى بحث لهيروشي نيشيورا الأستاذ بجامعة هوكايدو، وهو أحد المتخصصين في الأمراض المعدية، ويقدم النصح للحكومة فيما يتعلق بالتعامل مع الفيروس.
ولم تؤكد وزارة الصحة التقرير حتى الآن.
وكانت حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي قد أعلنت حالة الطوارئ، ونصحت مواطنيها بالحد من التعامل الشخصي بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة لمنع حدوث انفجار في عدد الحالات.
وسجلت اليابان أكثر من 8000 إصابة بالفيروس و162 وفاة وفقا لبيانات هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.
وفي روسيا، أعلنت السلطات الصحية الروسية عن تسجيل 28 وفاة و3388 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″ خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأكدت غرفة العمليات الخاصة بمكافحة انتشار فيروس كورونا في تقريرها اليومي، أن إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بالعدوى في البلاد ارتفع إلى 24490 حالة، سجلت في 84 إقليما، فيما بلغت حصيلة الوفيات 198.
وسجلت الإصابات الجديدة في 65 إقليما، ويعود أكثر من 50% منها (1774 حالة) إلى العاصمة موسكو، تليها مقاطعتها (272) ومقاطعة مورمانسك شمال البلاد (137) ومدينة سان بطرسبورغ (130).
ويأتي ذلك في أكبر ارتفاع يومي تشهده حصيلة الوفيات والإصابات بكورونا في روسيا منذ بدء تفشي الفيروس في البلاد.
وتماثل 292 مريضا للشفاء منذ يوم أمس، وارتفع بذلك إجمالي عدد المتعافين في البلاد إلى 1986 شخصا.
ولا تزال موسكو أكبر بؤرة للفيروس في روسيا، وتعود إليها 14776 حالة من إجمالي عدد الإصابات و106 من الوفيات المسجلة في البلاد.
وفي إيران، أصدر مركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيراني تحقيقا مطولا حول الأوضاع التي تعيشها إيران بشأن تفشي فيروس كورونا، وقدم صورة مختلفة عن تلك التي تقدمها الحكومة الإيرانية.
ورجح البرلمان أن يكون عدد الوفيات بفيروس كورونا في إيران ما بين 8 إلى 10 أضعاف الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية، وقال إن الوزارة تتكتم عن نحو 80 بالمائة من الإصابات، مضيفا أنها لا تأخذ بالحسبان المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، ولا يراجعون المشافي أو يبقون في المنازل.
وحسب التقديرات الصادرة عن المركز، فإن عدد الوفيات بسبب كورونا يبلغ 8609 بينما يتراوح عدد المصابين بالفيروس ما بين 600 ألف إلى 750 ألفا”.
ووفقا للتقرير، فإن 60 مليون شخص من أصل 85 مليونا في إيران سيصابون بالفيروس دون أي تدخل حكومي، مضيفا أنه “في هذه الحالة، سيبقى فيروس كورونا في البلاد لمدة 400 يوم وستصل ذروته بحلول نوفمبر المقبل”. وأضاف أن إيران على مسافة بعيدة من التحكم بالوباء.
البرلمان الإيراني يرجح أن تكون الوفيات بكورونا أعلى بـ 10مرات من المعلن
ووفقا للتوقعات التي أوردها تقرير مركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيراني، “إذا كانت العزلة 40 في المئة في إيران، فمن المتوقع أن يصاب 811 ألف شخص بفيروس كورونا فيما يموت 6000 شخص، وفي حالة العزل بنسبة 25٪، سيصاب نحو مليون و160 ألفا بفيروس كورونا فيما يموت 13 ألفا و450 شخصا”.
وأضاف المركز “إذا تم تطبيق نسبة العزلة أو التباعد الاجتماعي بنسبة 10 في المئة فسيصاب مليونان و400 ألف بكورونا فيما سيموت 30 ألفا و700 شخص.
وأشار التقرير إلى التجربة الصينية في الحجر الصحي الكامل وتجربة كوريا الجنوبية في الفحص الشامل للمواطنين، مضيفا أن إيران لم تطبق أيا من التجربتين بشكل صحيح وكامل.
ووصف التقرير إجراءات الحكومة في بداية تفشي الفيروس بالضعيفة، لكنه قال إن الخدمات الصحية التي تقدمها في الوقت الراهن مقبولة.
وحذر تقرير البرلمان من موجة جديدة للإصابات بفيروس كورونا، وقال: ستكون هناك موجة جديدة من تفشي الفيروس لكن لا يمكن تحديد موعدها وحجمها”.