لقد وضع انتشار فيروس كورونا المستحدث (COVID-19) البشر في مختلف أنحاء العالم في وجه المدفع، حيث بدأ الفيروس ينتشر في جميع أنحاء العالم حاصداً المزيد من الوفيات ومسجلاً أعداداً لا يستهان بها من الإصابات ولا تزال الدول تتنافس في إكتشاف اللقاح الناجع للسيطرة عليه، فأعلن المستشار العلمي للحكومة البريطانية، باتريك فالانس، أن المملكة المتحدة حققت تقدما كبيرا في تركيب لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، معتبرا أنه قد يكون جاهزا في ربيع 2021.
وأوضح، تعليقا على مدة إنجاز عملية وضع اللقاح: “منذ 3 أو 4 سنوات فقط الرد الطبيعي على هذا السؤال كان أن إعداد اللقاح سيتطلب 20 عاما، لكن الآن هناك لقاحا في المملكة المتحدة يمكن أن يتم استخدامه في الاختبارات السريرية الأولى في شهر أبريل”.
وتعمل عدة دول حالياً على إعداد لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد “COVID-19″، الذي بدأ انتشاره من مدينة ووهان الصينية في أواخر ديسمبر 2019 وأصاب 200 ألف شخص على الأقل في نحو 150 دولة.
وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة عن بدء الاختبارات السريرية للقاح تعمل عليه، فيما أكدت الصين أنها تطور حالياً 8 لقاحات مختلفة، وسمحت رسمياً ببدء الاختبارات السريرية الأولى.
بدورها أكدت شركة “سانوفي” الفرنسية للصناعات الدوائية أنها مستعدة لتقديم 300 الف جرعة لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد بعد نتائج “مبشرة جدا” في تجاربها العلاجية.
وأعلنت الشركة أن الدواء المضاد للملاريا أثبت فعالية كبيرة في استشفاء مرضى بفيروس كورونا المستجد.
وقال متحدث باسم الشركة لـ”فرانس برس” إنه على ضوء النتائج المبشرة لدراسة أجرتها على هذا الدواء فإن “سانوفي تتعهد وضع دوائها في متناول فرنسا وتقديم ملايين الجرعات، وهي كمية يمكن أن تتيح معالجة 300 ألف مريض”، مشددا في الوقت نفسه على أن المجموعة مستعدة للتعاون مع السلطات الفرنسية “لتأكيد هذه النتائج”.
في حين أعلن خبير روسي مختص بالأمراض المعدية، أن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” الذي ينتشر حاليا في مختلف أنحاء العالم ليس فيروسا واحدا في الواقع، بل هناك نوعان مختلفان منه على الأقل.
وذكر رئيس مختبر التكنولوجيات البيولوجية النانوية والمكروبيولوجيا وعلم الفيروسات في جامعة مدينة نوفوسيبيرسك الروسية، سيرغي نيتيسوف، للصحفيين اليوم الأربعاء أن هذا الاستنتاج يستند إلى بيانات للعلماء الصينيين، مشيرا إلى أن الفيروس المستجد ينتشر في أوروبا ومناطق أخرى بوتائر أكبر مما هو عليه في الصين وكوريا الجنوبية.
ولفت نيتيسوف إلى أن الإجراءات التي اتخذتها سلطات الصين وكوريا الجنوبية أتاحت خفض وتائر انتشار الوباء في أراضي الدولتين بشكل ملموس، فيما لم تحرز التدابير التي اتخذتها حكومة إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى أي نجاح يذكر لحد الآن، ولا تزال أزمة تفشي الفيروس في القارة العجوز بعيدة عن نهايتها، لأن النوع من الوباء الموجود هناك ينتشر بسرعة أكبر.
وأكد الخبير أن هذا الفارق لن يؤثر على طريقة معالجة المصابين بالفيروس واختبار لقاح ضده، موضحا أن أي لقاح سيتم إنتاجه سيكون مناسبا لمواجهة كلا نوعي الفيروس.
وأشار نيتيسوف إلى وجود عامل يعيق جهود إنتاج لقاح ضد الفيروس الجديد، وهو أن الأطباء لم يحددوا حتى الآن نوعا من الحيوان ستكون أعراض إصابته بفيروس كورونا مماثلة لما يظهر على البشر، بغية استخدامه كنموذج لاختبار اللقاح.
كما كشفت رئيسة قسم علم الفيروسات بكلية البيولوجيا بجامعة موسكو، عن تطوير العلماء الروس مستحضرا من فسيفساء التبغ لمكافحة فيروس كورونا المستجد COVID-19.
وأوضحت أولغا كاربوفا، أن العلماء ابتكروا تكنولوجيا لإنتاج جزيئات كروية تعتمد على فيروس فسيفساء التبغ غير الضار للإنسان. علاوة على ذلك، فإن سطح هذا الجسيم يمكن أن “يلتصق” بأي بروتين، بما في ذلك بروتين فيروس سارس COV-2، الذي تسبب في وباء COVID-19.
وأضافت كاربوفا أن الجسيمات التي تم إنشاؤها هي مناعية وتسبب استجابة قوية في جسم الإنسان دون استخدام مواد إضافية تستخدم في تطوير لقاحات أخرى.
وخلصت للقول: “أخيرا، الجزيئات القائمة على فيروس فسيفساء التبغ قابلة للتحلل تماما، وبعد أداء وظيفتها، يتم التخلص منها من الجسم”.
بدوره، أعلن عميد كلية البيولوجيا، بجامعة موسكو الحكومية، عضو الأكاديمية الروسية للعلوم، ميخائيل كيربيشنيكوف، أنه يمكن إنشاء نموذج أولي للقاح مضاد لفيروس كورونا COVID-19 في غضون 3 أشهر.
وقال لصحيفة “إزفستيا” اليوم، إن التطوير السريع لمثل هذا اللقاح يتطلب مستوى كافيا من التمويل.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن بلاده لن تسمح بشراء أبحاء ألمانية حصرية، بشأن لقاح فيروس كورونا المتسجد (كوفيد-19) لافتًا إلى أن باحثين ألمان يقومون بدورهم الرئيسي في تطوير اللقاح لمواجهة المرض القاتل.
وأضاف وزير خارجية ألمانيا، “لدينا جميعًا نفس الهدف الآن: إبطاء انتشار الفيروس وإنقاذ الأرواح، كل دولة تحاول حماية مواطنيها قدر الإمكان، اعتمادًا على الوضع على الأرض، وحتى بعض البلدان فرض قيود على السفر المؤقت، لذلك من المهم تنسيق هذه الإجراءات بشكل جيد داخل الاتحاد الأوروبي حتى لا يتم قطع سلاسل التوريد”.
وكانت الصحيفة الألمانية “دي فيلت” ذكرت أن اختبارا للقوة يدور بين الولايات المتحدة وألمانيا، حول مختبر شركة “كيورفاك” في مدينة توبينجن بجنوب غرب ألمانيا.
ويُعد مختبر شركة “كيورفاك” الألمانية، من المختبرات التي تعمل على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، اعتمادا على المساعدات التي تقدمها الحكومة الألمانية، التي أكدت في بيان سابق، أنها بصدد الحصول على عرض مشروع لقاح للحصول على المصادقة السريرية.
تسارع الإصابات والوفيات
أعلنت السلطات الروسية، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في البلاد إلى 147 حالة.
وأفاد مركز العمليات الخاصة بمكافحة الفيروس، في بيان، بتسجيل 33 إصابة جديدة منها 31 حالة في العاصمة موسكو، وحالة واحدة في مقاطعة تومسك، وأخرى في مقاطعة نوفوسيبيرسك.
وارتفعت الحصيلة الإجمالية للمصابين في البلاد بالتالي إلى 147 حالة، بعد أن كانت عند مستوى 114 حسب الإحصائية الأخيرة الصادرة أمس الثلاثاء.
وفي غضون ذلك، وجه رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، لأجهزة السلطة التنفيذية الفدرالية بتشكيل مراكز عمليات تابعة لها لمكافحة انتشار فيروس كورونا حتى يوم 20 مارس.
كما أعلنت وزارة الصحة الجزائرية، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا إلى 6 حالات وسجلت عدد الإصابات الجديدة 12 إصابة.
وحسب بيان وزارة الصحة الجزائرية، تتعلق حالة الوفاة لرجل يبلغ من العمر 62 سنة من ولاية البليدة.
كما سجلت الوزارة 12 حالة جديدة بفيروس بكورونا، ليرتفع عدد الإصابات إلى 72 حالة جديدة.
وكان رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قد أعلن أن حكومته حظرت الاحتجاجات في الشوارع بسبب فيروس كورونا، لتنهي بذلك عاما من المظاهرات الحاشدة التي أزاحت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وكانت إيطاليا قد سجلت رقما قياسيا في عدد الوفيات بفيروس كورونا في يوم واحد بـ250، حيث تشهد إيطاليا حالة من الاستنفار بعد تفشي فيروس كورونا في العديد من المدن وسقوط الكثير من الوفيات والإصابات.
الى هذا سجل وفاة أول مصري بفيروس كورونا في إيطاليا.
وفي هذا الإطار أعلنت وزارة الصحة الإسبانية، الأربعاء، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد إلى 13716 حالة، وعدد الوفيات إلى 558.
وقالت الوزارة، في بيان، إن عدد الوفيات جراء هذا الفيروس ارتفع خلال 24 ساعة من 491 إلى 558.
أما عدد الإصابات فارتفع من 11178 حالة إلى 13716، أي أنه تم تسجيل 2538 إصابة جديدة خلال يوم واحد.
وتعتبر إسبانيا، التي أعلنت سلطاتها يوم 14 مارس حالة الطوارئ، البلد الثاني في أوروبا بعد إيطاليا من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي انتشر من مدينة ووهان الصينية.
وفي الكويت، أعلنت السلطات الكويتية عن تسجيلها 12 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأكدت وزارة الصحة الكويتية اليوم الأربعاء، أن ثمانية من المصابين الجدد، وهم ستة مواطنين كويتيين ومقيمان من الجنسية الأمريكية والإسبانية، سافروا مؤخرا إلى بريطانيا، فيما عاد مصاب آخر، وهو مواطن كويتي أيضا، من سويسرا.
أما بخصوص المصابين الثلاثة الآخرين فهم مواطنون كويتيون، وتفاعل اثنان منهم مع حالات إصابة مرتبطة بالسفر إلى المملكة المتحدة، فيما لا يزال الثالث تحت التقصي الوبائي.
وارتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين بالوباء المستجد في الكويت إلى 142.
في الوقت نفسه، أعلن وزير الصحة الكويتي باسل حمود الصباح عبر حسابه في “تويتر” عن شفاء ثلاثة كويتيين مصابين بكورونا، بمن فيهم امرأتان، لتبلغ بذلك حصيلة حالات التعاف من الفيروس في البلاد 15.
كما أعلنت إيران، ظهر اليوم الأربعاء، عن تسجيل 147 وفاة جديدة جراء فيروس كورونا “COVID-19” خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفادت وزارة الصحة الإيرانية، بأن عدد المتعافين بفيروس كورونا المستجد في البلاد ارتفع خلال الساعات الـ24 الماضية من 988 إلى 1135 حالة.
وأضافت الوزارة أنها رصدت 1192 إصابة جديدة خلال اليوم الماضي لترتفع الحصيلة العامة للمرضى المسجلين من 16169 إلى 17361 حالة.
فيما أشارت الوزارة إلى ارتفاع عدد المتعافين بعد إصابتهم بفيروس كورونا المستجد من 5389 إلى 5710 حالة.
وتعتبر إيران من الدول الأكثر إصابة بفيروس كورونا المستجد “COVID-19” في العالم إلى جانب الصين وإيطاليا وإسبانيا، بينما أفادت وسائل إعلام محلية بإصابة عدد من المسؤولين الحكوميين بهذه السلالة، بينهم وزيران.
وفي لبنان، اعلنت وزارة الصحة في التقرير اليومي عن “Covid-19″، بأنه “ابتداء من 21 شباط وحتى تاريخ 18 آذار 2020، بلغ مجموع الحالات المثبتة مخبريا 133 حالة بما فيها الحالات التي تم تشخيصها في مستشفى بيروت الحكومي الجامعي وتلك المبلغة من المستشفيات الجامعية الأخرى المعتمدة من قبل الوزارة (اي تم تسجيل 13 حالة جديدة عن الامس). وسجلت حالة وفاة لشخص في العقد التاسع من العمر كان في وضع صحي حرج ويعاني من أمراض مزمنة.
ولفتت وزارة الصحة العامة الى انها تتابع أخذ العينات من جميع المشتبه في إصابتهم مع تحديد ومتابعة جميع المخالطين ومراقبة جميع القادمين من البلدان التي تشهد انتشارا محليا للفيروس. كما تتابع التقصي الوبائي مصدر العدوى لبعض الحالات التي شخصت أخيرا.
وناشدت الوزارة جميع المواطنين التقيد بالتدابير الصارمة الصادرة عن المراجع الرسمية ولا سيما الحجر المنزلي الإلزامي وضبط الحركة إلا عند الضرورة القصوى.