لقد ترك اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني فجوة كبرى في محور المقاومة على مستوى إيران ولبنان والعراق وسوريا واليمن.
في اللحظات الأولى لعملية الإغتيال التي استهدفت الجنرال سليماني كانت جميع القواعد العسكرية لاسيما المنصات الصاروخية منها بانتظار الأمر للإنطلاق، لكن القرار الحكيم عند مرشد الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخامنئي قضى بالتريث في انتظار تحديد بنك الأهداف و ساعة الصفر للرد القاسي والإنتقام للرجل الثاني في الجمهورية الإسلامية في إيران.
لقد رفضت إيران جميع الوساطات الأميركية ودعواتها للتهدئة عبر سفراء أوروبيين وعرب وأبرزهم سفيري سويسرا واليابان وسفير دولة عربية، معتبرة أن هذه الرسائل “صبيانية” ملوحة بردّ موجع وإعطاء الأمر لقواعدها العسكرية المختلفة لاسيما الصاروخية منها في البقاء على أهبة الإستعداد والجهوزية الكاملة لتنفيذ الردّ المزلزل والقاسي على المصالح الحيوية الأميركية مع تحديد جميع الأهداف الإستراتيجية لضربها بتوقيت واحد في الوقت الذي اتخذت فيه جبهات المقاومة إجراءات وقائية ودفاعية عالية، بانتظار ساعات الحسم.
بالمقابل لم تتأخر الإدارة الأميركية عن إرسال الدعم العسكري واللوجستي إلى منطقة الشرق الأوسط تحسباً لأي رد إنتقامي على عملية الإغتيال للجنرال قاسم سليماني فيما لم تتجاوب الدول الأوروبية حتى الآن مع الإستنفار الأميركي وقد تبقى على الحياد.
“إسرائيل” تتخوّف من حرب على جبهات متعددة بالرغم من استعداد جميع قواعدها ورفع جهوزيتها خصوصاً في المنطقة الشمالية مع لبنان وسوريا، لأنها تعرف أن الرد لن يكون سهلاً ولن يستثنيها من الضربات وخصوصاً الصواريخ المنطلقة من لبنان وسوريا.
وفي حال ردّت تل أبيب وواشنطن بضرب منشآت النفط الإيرانية يؤكّد خبراء بأن منشآت النفط في السعودية ودول الخليج ستكون هدفاً لإيران لرفع أسعار النفط في العالم، كما أن اليمن جاهزة بطائراتها المسيّرة لضرب منشآت النفط الخليجية وقد تصل طائراتها المسيرة لضرب أهداف داخل فلسطين المحتلة. أما بالنسبة لكل من الصين وروسيا ستكونان خلف طهران في ضرب أهداف أميركية.
إذاً الرد الإيراني سيكون حتمياً وسيغيّر وجه منطقة الشرق الأوسط وربما لن تقف المعركة عند حدود طهران وبغداد والقواعد الأميركية في منطقة الخليج.