قال الرئيس السوري بشار الأسد إن فوز الرئيس دونالد ترامب بإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة أو خسارته، لن يؤثر على سوريا بشيء موضحا أن من يتحكم بمفاصل السياسة في أمريكا هي”اللوبيات”.
وأضاف الأسد في مقابلة مع قناة “فينيكس” الصينية تم نشرها اليوم: “المنظومة السياسية الأمريكية ليست منظومة دولة بالمعنى الذي نفهمه.. هي منظومة لوبيات.. من يحكم في أمريكا هي لوبيات المال سواء كان نفطا أم سلاحا أم بنوك أم غيرها.. هذه اللوبيات هي التي تتحكم بكل مفاصل السياسة الأمريكية، وعندما أراد ترامب أن يكون مستقلا، بدأ الهجوم عليه، والآن نشهد عملية ما يسمونها عزل الرئيس، وهي عملية الهدف منها إعادة الرئيس إلى الخط.. وهو خط اللوبيات”.
وتابع الأسد قائلا: “مهما كان لدى هذا الرئيس نوايا طيبة فهو لا يستطيع أن يخرج عن سياسة اللوبيات. لذلك فالرهان على تغيّر الرؤساء هو رهان في غير محله وغير واقعي. ولا أعتقد بأن هذه السياسة الأمريكية ستتغير خلال السنوات المقبلة”، مشددا أنه وبناء على ذلك سوريا لا تفكر أبدا بمن يأتي وبمن يذهب من الرؤساء الأمريكيين.
ولفت الأسد إلى أن قرارات الرئيس ترامب المتغيرة والمفاجئة أيضا هو بسبب تأثير اللوبيات، ومنها ما يخص قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا ثم تراجعه بإبقاء جزء منها بذريعة حماية آبار النفط، وقال: “إن ما يحكم السياسة هو اللوبيات، هذه الدولة لا تحكمها المبادئ، وإنما تحكمها مصالح تلك الشركات، فإذا كانت مصالحها هي في احتلال آبار النفط وسرقته وبيعه بشكل أو بآخر، فهذه الدولة وهذا النظام سيذهب باتجاه العمل من أجل هذه الشركات بغض النظر عن القانون الدولي، وبغض النظر حتى عن القانون الأمريكي، هم يخالفون حتى القوانين الأمريكية من أجل الشركات لأنه من دون إرضائها ربما يُعزل الرئيس”.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد إنه باستعادة جزء من الآبار النفطية بات لدى الحكومة شيء بسيط من النفط بعدما وصلت عائداته للصفر، منوها بأن تركيا هي المتواطئ الرئيسي ببيعه.
وأضاف الأسد في مقابلة مع قناة “فينيكس” الصينية نشرت اليوم الاثنين: “في مرحلة من المراحل في بداية الحرب وصلت عائدات النفط تقريبا للصفر.. اليوم وبعد استعادة جزء بسيط من الآبار خلال العامين الماضيين، بات لدينا شيء بسيط من النفط. فحتى الآن تأثير النفط إيجابي على الاقتصاد السوري، لكنه ما زال محدودا، لأن معظم الآبار تحت سيطرة المجموعات الإرهابية أو الخارجة عن القانون والتي تعمل بمجملها تحت الأمر الأمريكي”.
ولفت الأسد إلى أنه “وقبل مجيء القوات الأمريكية إلى سوريا كانت “جبهة النصرة” تسيطر على هذه الآبار في البداية، وبعد أن أتت “داعش” قامت هذه أيضا بسرقة النفط وبيعه، وكانت عملية البيع تمر عبر تركيا، أما اليوم فأمريكا تسرق النفط وتبيعه إلى تركيا”، منوها بأن “تركيا هي المتواطئ مع كل هذه المجموعات في عملية بيع النفط”.
وفيما يخص عدد القوات الأمريكية المتواجدة حاليا في سوريا أوضح الأسد أنه ” يعلنون العدد بين آلاف وبين مئات.. عندما يقولون آلاف، هم يريدون أن يقولوا للوبي المؤيد للحرب، وخاصة شركات السلاح، إننا نحن الآن في حالة حرب.. وعندما يقولون مئات، هم يخاطبون الأشخاص الذين يقفون ضد الحرب .. الحقيقة كلا الرقمين غير صحيح، لسبب بسيط.. لأن هذه الأرقام لو كانت صحيحة فهي تستند إلى عدد الجنود الأمريكيين، ولا تستند إلى عدد من يقاتل مع الجيش الأمريكي”.
وفي رده على سؤال كيف ستواجه الحكومة السورية مسألة الوجود الأمريكي في منطقة حقول النفط شرق الفرات، أوضح الأسد أنه “لابد من ضرب الإرهابيين، لأنه يضعف الوجود الأمريكي بشكل أو بآخر”.
واعتبر الرئيس الأسد أن مشروع “طريق الحرير” الصيني هو تحول استراتيجي بما يحقق الازدهار، منوها بأن سوريا يمكن أن تكون جزءا منه عبر تطوير البنية التحتية ومساهمة الصين فيها.
وقال: “الصين دولة عظمى تحاول أن تعزز نفوذها في العالم، ولكن ليس بالمعنى السلبي، بل النفوذ بمعنى الاعتماد على الأصدقاء .. حيث تعتمد على الشراكة والمصالح المشتركة، عوضا عن محاولات الهيمنة التي يتبعها الغرب”.
وتابع الأسد: “سوريا تقع على طريق الحرير، وعندما نكون جزءا من هذا الطريق، فالصين تتعامل معنا بشكل ندّي، وليس كدولة كبرى مع صغرى، هناك مصالح مشتركة .. هناك فائدة للصين ولسوريا ولكل الدول التي توجد على هذا الطريق .. تؤدي بالمحصلة إلى الازدهار لدى كل هذه الدول الموجودة، هذا يعني المزيد من الاستقرار في العالم”.
وفيما يخص كيف ستساهم سوريا في مبادرة ” طريق الحرير”، أوضح الأسد أن “سوريا حاليا ليست على المسار، لكن الحوار بدأ مؤخرا حول موضوع البنية التحتية، وهي أحد أهم العناصر التي يمكن أن تجعل سوريا جزءا من طريق الحرير في المستقبل”.
وأضاف الأسد أن الحكومة السورية قدمت نحو 6 مشاريع للحكومة الصينية تتناسب مع منهجية الحزام والطريق، والآن الحكومة السورية تنتظر من الحكومة الصينية أن تختار من المشاريع التي ستتناسب مع طريقة التفكير الصينية، “صحيح أن طريق الحرير عبر التاريخ كان يمر في سوريا وفي العراق وفي هذه المنطقة، ولكن أيضا طريق الحرير يأخذ اليوم بالاعتبار البنية التحتية المتوفرة لهذا الطريق. فإذاً مع تكريس أو ترسيخ هذه البنية التحتية وتطويرها سوف يمر طريق الحرير في سوريا في المستقبل”.
وأعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أن إعادة الإعمار لبلدان دمرتها الحرب هي مجال استثماري رابح جدا، وأنه تم إيجاد صيغ محددة سيعلن عنها لاحقا لدخول المستثمرين إلى السوق السورية بأمان.
وقال: “فيما يخص إعادة الإعمار، الحالة الأمنية سابقا لم تكن مناسبة للانطلاق بالإعمار، لكن مع تحرير معظم المناطق، بدأنا الحوار مع عدد من الشركات الصينية في هذا المجال وبدء الاستثمار”.
وتابع الأسد: “ما نأمله من الشركات الصينية هو البدء بالنظر وبالبحث وبتحري السوق السورية .. فمن المعروف أن إعادة الإعمار لبلدان دمرتها الحرب جزئيا أو كليا هي مجال استثماري رابح جدا.. هي ليست فقط عملية قروض أو مساعدات من دون مقابل.. إنها عملية استثمارية رابحة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى”.
ولفت الأسد إلى أن الحكومة السورية بدأت بالحديث مع عدد من الشركات الصينية لتلافي العقوبات من أجل الدخول إلى السوق السورية، “ولكن تبقى هناك تخوفات لديهم من تأثير هذه العقوبات”، منوها بأن الحكومة وجدت صيغا محددة للدخول إلى السوق السورية بأمان، “لن تعلن حاليا”، بحسب تعبيره.
كما أشار الرئيس السوري إلى أن الاجراءات التي تقوم بها الحكومة من أجل جذب المستثمرين من الصين ومن الدول الصديقة، “هي توفير بيئة استثمارية آمنة في المقام الأول، كوجود شفافية، والوضوح ما هي حقوق المستثمر وما هي واجباته في هذا البلد، وإيضاح كل ما يتعلق بالجوانب القانونية أو القضائية المتعلقة باستثماراته، فضلا عن تطوير قانون الاستثمار في سوريا استنادا على المعايير الدولية”، مؤكدا صدوره في القريب العاجل.