جدّد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب تأكيده على أن “التسويات التي كانت قائمة سقطت ويجب أن لا نعود إليها، وأن كارتيلات المال والمصارف والغاز والنفط والكهرباء والبواخر والهاتف وكل شيء، هؤلاء العصابة لا إمكانية لإحيائهم، لافتاً الى أن العصابة اليوم جزء منها مستقيل وجزء يحاول تبرير نفسه، ورئيس العصابة هرب من لبنان، ومخطئ مَن يعتقد بأن إعادة إحيائهم قد تلم الشارع”.
كلام وهاب جاء خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى للشهيد محمد أبوذياب الذي اغتيل برصاص الغدر، في دارته في الجاهلية التي استهلت بإضاءة الشموع ووضع أكاليل الزهر على نصب الشهيد محمد التذكاري، دعا وهاب خلاله الى التفتيش عن تحالفات مع الناس الفقراء والبسطاء والكرماء، هؤلاء الناس الذين يحملون كرامة إنسانية لا يمكن أن تُهزم، لا يمكن أن يهزمها لا الزمن ولا الإجراءات التي تُتّخذ، فلنذهب للتحالف مع هؤلاء الناس الذين خرجوا من القمقم ولن يعودوا إليه، ولنخرج من هذه التحالفات الفوقية التي لن تعيش لا هي ولا أصحابها”.
وناشد وهاب “الأفرقاء غير المتورطين في الفساد للتحالف جميعاً مع هذا الحراك الموجود ليس فقط في الشارع، بل في كل منزل، لأن ليس فقط مَن ينزل الى الشارع يريد أن يُسمع صوته، كل الناس كانت تئن، وتصرخ”، موضحاً أنه “عندما بدأنا نحن انتفاضتنا، الفرق بيننا وبين الآخرين بأننا كنا نسمع أنين الناس لأننا نرى الناس ونقابلهم ونلتقي بهم ونشعر بهم، كنا نسمع أنين هؤلاء وكنا أحياناً كثيرة لا نستطيع أن نقوم مقام الدولة، لذلك ربما كنا نسعى لدولة عادلة لأننا لسنا نحن البديل وغير قادرين لأن نكون البديل، بل الدولة العادلة هي البديل”.
وتوجه الى الشهيد محمد بالقول: “يا محمد يكفيك فخراً بأن دماءك أثمرت، نعم دماؤك أثمرت ثورة لبنانية على هؤلاء الفاسدين الذين أرادوا إسكاتنا بالإرهاب والرصاص فكنت أنت مَن تبرعت لتدفع الثمن نيابة عنا جميعاً، لأنك كنت باستمرار مقتنعاً بأن اللبنانيين والشرفاء كلهم معنا، كنت مقتنعاً بأن هناك قوى ظلامية تمنع هؤلاء الناس من أن تقول كلمة الحق، كنت مقتنعاً بأن اليوم الذي ستقال به كلمة الحق سيأتي وأتى هذا اليوم، وتراهم اليوم يتساقطون كالجبناء تحت أقدام الناس التي تشتمهم وتلعنهم ولكن ليس هذا هو الإنتقام، إنتقامنا لم يأتِ بعد، وسيكون مزلزلاً عندما يحين وقته”، مجدداً وعده بأن كل مَن تآمر سيدفع الثمن، وبأن الزمن دوار، وبدأ هذا الدولاب يدور، فكل مَن تآمر وكل مَن عمل لإغتيالك وحتماً لم تكن أنت المقصود في هذا الإغتيال سيدفع الثمن، متوجهاً الى أحد السياسيين الذي تحدث أكثر من مرة محاولاً الإيحاء بأن رفاق محمد هم مَن أصابوه قائلاً: “نحن لا نتقن الخيانة مثلك، ونحن لا نتقن الغدر مثلك، ومحمد ليس كرفاقك الذين غدرت بهم، محمد جزء مني”، ومضيفاً “حتماً لقد قطعوا يدي بقتل محمد ولكن هناك مئات الناس كمحمد في هذا الحزب، وحتماً نحن سنكمل المسيرة وسننتصر”.
ومما جاء في كلمة وهاب:
“أردناها اليوم بسبب الظروف، زيارة الى النصب التذكاري للشهيد محمد أبوذياب ولم نوجّه دعوة رسمية بسبب الظروف الحالية لأننا لم نكن نعرف ماذا سيكون عليه الوضع اليوم.
محمد أعدك بأمرين: لن أنسى ولن أسامح مهما طال الزمن، ولكن يا محمد أقول لك بأن الزمن لم ينتظرني بل بدأ الإنتقام لك قبل أن نقوم نحن بالإنتقام الكبير، ولكن يا محمد منذ سنتين عندما بدأنا، وطبعاً بدأناها قبل، ولكن عندما صعّدنا المعركة ضد الفساد، كثيرون قالوا ماذا يريدون؟ ولماذا؟ وكثيرون قالوا هل يريد أن يقاتل وحده؟ الأخصام وربما بعض الحلفاء ولكن كنت باستمرار مقتنعاً بأن اللبنانيين والشرفاء كلهم معنا، كنت مقتنعاً بأن هناك قوى ظلامية تمنع هؤلاء الناس من أن تقول كلمة الحق، كنت مقتنعاً بأن اليوم الذي ستقال به كلمة الحق سيأتي وأتى هذا اليوم، وتراهم اليوم يتساقطون كالجبناء تحت أقدام الناس التي تشتمهم وتلعنهم ولكن ليس هذا هو الإنتقام، إنتقامنا لم يأتِ بعد، وسيكون مزلزلاً عندما يحين وقته”.
وتابع وهاب: “لا يعتقد أحد بأنه مهما طال الزمن ممكن أن نعفيه من دماء محمد كبيراً كان أم صغيراً، وعدي لك بأنني لن أترك هذه العهد ووعدي بأن دماءك ستكون ثقيلة عليهم كثيراً كثيراً، وأقول لك يا محمد يكفيك فخراً بأنك سقطت في معركة، نعم في معركة أو كنت الشهيد الأول في المعركة ضد الفساد والمفسدين، نعم لم يكن لنا قضية شخصية عندما بدأنا المعركة ولكن كنت أعرف بأنها قضية شعب، وكنت أعرف بأن الناس ساكتة لأنها خائفة وليس لأنها مقتنعة، وكنت أعرف ما نحن واصلون إليه، وأنت قبل وفاتك كنت تعرف مني ما نحن واصلون إليه وكنت تسألني وكنت أقول لك بأننا سنصل الى مكان هؤلاء لن يتركوا فيه فلساً في جيوب الناس وسيسطون على أموال الناس، وكنت أحياناً أمزح معك وأقول لك ضعهم تحت المخدة ولا تضعهم في البنك، وصلنا الى ما كنا نحذّر منه يا محمد، ولكن فخرنا بك بأنك أنت ضربت المسمار الأول في نعوشهم وها هم تراهم يترنحون من كبارهم حتى صغارهم، الذين أمروا والذين خططوا، والذين سهّلوا والذين هللوا، ولن ننسى الذين هللوا، والذين اعتقدوا قبل أن تصلهم الأخبار الصادمة، قبل أن تهزمهم دماؤك، كانوا يهللون لموتنا جميعاً، ولكن عندما صعقتهم دماؤك يا محمد سقط المشروع، والذين أرادوا أن ينهوا هذه الإنتفاضة التي بدأناها يومها، سقطوا هم وانتفاضتنا كبرت فأصبحت اليوم إنتفاضة شعب كامل، نعم شعب كامل ينتفض وهم مختبؤون، ونحن بكل فخر نقول نحن حذرنا من كل ذلك، ونحن نبّهنا من كل ذلك، ونحن كنا نعرف بأن كل ذلك سيحصل لأننا إكتشفنا العصابة باكراً، العصابة اليوم جزء منها مستقيل وجزء يحاول تبرير نفسه، ورئيس العصابة هرب من لبنان، رئيس العصابة الذي كان يحرك هذه العصابة، كان البعض يعتقد أو يسأل لماذا كل هذه المعركة؟ لماذا ترفعون الصوت الى هذه الحدود؟ لأننا كنا نعرف ما سنصل إليه ووصلنا إليه. واليوم من أمام نصبك التذكاري أقول للجميع، هذه التسويات التي كانت قائمة سقطت ويجب أن لا نعود إليها، هناك أناس في السلطة يتمسك بهم جزء من فريقنا، ولكن هؤلاء الناس سقطوا، ومَن يعتقد بأن إعادة إحيائهم قد تلم الشارع هو مخطئ مخطئ مخطئ، لأن أصلاً الإنتفاضة الحاصلة كانت تستهدفهم وتستهدف فسادهم، ونهبهم للدولة، هؤلاء كارتيلات المال والمصارف والغاز والنفط والكهرباء والبواخر والهاتف وكل شيء حتى إذا تمكنوا من سرقة التراب لا مانع لديهم من سرقته، هؤلاء العصابة لا إمكانية لإحيائهم، وليس هناك إمكانية لإعادة إحيائهم، فلنفتش عن تحالفات أخرى، تحالفات مع الناس الفقراء والبسطاء والكرماء، هؤلاء الناس الذين يحملون كرامة إنسانية لا يمكن أن تُهزم، لا يمكن أن يهزمها لا الزمن ولا الإجراءات التي تُتّخذ، فلنذهب للتحالف مع هؤلاء الناس الذين خرجوا من القمقم ولن يعودوا إليه، ولنخرج من هذه التحالفات الفوقية التي لن تعيش لا هي ولا أصحابها، وهنا أناشد الأفرقاء غير المتورطين في الفساد ونعم هناك أحزاب وقوى غير متورطة بالفساد في لبنان، أقول لها من أية جهة كانت فلنتحالف جميعاً مع هذا الحراك الموجود ليس فقط في الشارع، بل في كل منزل، ليس فقط مَن ينزل الى الشارع يريد أن يُسمع صوته، كل الناس كانت تئن، وتصرخ وعندما بدأنا نحن انتفاضتنا، الفرق بيننا وبين الآخرين بأننا كنا نسمع أنين الناس لأننا نرى الناس ونقابلهم ونلتقي بهم ونشعر بهم، كنا نسمع أنين هؤلاء وكنا أحياناً كثيرة لا نستطيع أن نقوم مقام الدولة، لذلك ربما كنا نسعى لدولة عادلة لأننا لسنا نحن البديل وغير قادرين لأن نكون البديل، بل الدولة العادلة هي البديل”.
وتوجّه وهاب الى محمد قائلاً: “يا محمد يكفيك فخراً بأن دماءك أثمرت، نعم دماؤك أثمرت ثورة لبنانية على هؤلاء الفاسدين الذين أرادوا إسكاتنا بالإرهاب والرصاص فكنت أنت مَن تبرعت لتدفع الثمن نيابة عنا جميعاً، هكذا عرفتك طيلة حياتك، ولم يكن أحد ليسبقك ليس فقط على المواجهة بل كان أحد لا يستطيع أن يسبقك حتى على فعل وعمل الخير، وهذه كانت أهميتك: ففي ساعات المواجهة كنت بطلاً مغواراً لا يحسب حساباً لأحد مهما كان حجمه ومهما كانت جحافله، فهنا سيذكر التاريخ بأن هذه البلدة أسقطت هؤلاء الناس، وبأن على أبواب هذه البلدة رُفعت السيوف والبنادق وأسقطتهم، هذه البلدة التي رفعت تحت صورتك شعاراً يقول: “بأن مَن زارنا زائراً فتحنا له بيوتنا ومَن زارنا غازياً أريناه شفار سيوفنا”، نعم سيبقى سيفك مشرعاً يا محمد دفاعاً عن البلدة التي أحببت، دفاعاً عن البيت الذي أحببت ودفاعاً عن الأولاد الذين ربيتهم وحملتهم وكبروا أمامك، ستبقى يا أبا طلال ما بقي الدهر معنا، ستبقى يا أبا طلال مشعلاً ينير مسيرة حزب التوحيد العربي، ستبقى يا أبا طلال أنت المثال في التضحية، في الوفاء، في الإخلاص، في خدمة الناس، وهذه كانت مهنة لك لا تملّ منها، ولم تكن لتمل منها طيلة ثلاثين عاماً عرفتك بها كنت خادماً للناس وكان أكثر ما يفرحك أن تخدم محتاجاً”.
وتابع: “في ذكراك السنوية الأولى، أعدك يا محمد مجدداً بأن كل مَن تآمر سيدفع الثمن، وبأن الزمن دوار، وبدأ هذا الدولاب يدور، فكل مَن تآمر وكل مَن عمل لإغتيالك وحتماً لم تكن أنت المقصود في هذا الإغتيال ولكن هنا أريد أن أقول أمرين: الأول لأحد السياسيين الذي تحدث أكثر من مرة محاولاً الإيحاء بأن رفاق محمد هم مَن أصابوه لأقول له نحن لا نتقن الخيانة مثلك، ونحن لا نتقن الغدر مثلك، ومحمد ليس كرفاقك الذين غدرت بهم، محمد جزء مني، حتماً لقد قطعوا يدي بقتل محمد ولكن هناك مئات الناس كمحمد في هذا الحزب، وحتماً نحن سنكمل المسيرة وسننتصر ولكن أقول لكم وطبعاً الجميع يسأل أين أصبحت التحقيقات؟ أقول لكم بأن الدولة لا تدين نفسها حتماً، ولكن نحن كنا بحاجة لأمرين منذ بداية التحقيقات، كنا بحاجة لمعرفة نوع الرصاصة التي قتل بها محمد وسلمنا كل الشباب الذين كانوا موجودين وسلمناهم قصداً حتى لا نترك مجالاً لأي تساؤل وقاضي التحقيق هو الذي قال بأن الرصاصة هي رصاصة 6,56 ومنذ اللحظة الأولى عندما سأل القاضي مختار البلدة أجود أبوذياب عن رأيه قال له إذا كانت رصاصة روسية تكون بالخطأ من عندنا، وإذا ليست رصاصة روسية لا أحد عندنا يحمل سلاحاً أميركياً، وحتماً لحسن نيتنا، تبيّن أن الرصاصة أميركية وهذا الأمر موجود في التحقيق، والأمر الثاني المثبت بالتحقيق أن الرصاصة إنطلقت من مسافة 320 م ما يعني أن محمد تمّ قنصه، وهذا تقرير المباحث العلمية ولسنا مخترعيها واستندت عليها المباحث العلمية التابعة لقوى الأمن الداخلي، لذلك لم أكن أريد الدخول في تلك التفاصيل منذ البداية ولكن أحاول الرد بهذه التفاصيل بأنه بالنسبة لي القاتل هو مَن سمح لنفسه، ومَن تجرأ – وهو في المناسبة “شمّيم كوكايين” وهي ليست جرأته بل كان شامماً عندما أعطى الأمر، هذا “شمّيم الكوكايين” الذي أعطى الأمر بالتوجه الى الجاهلية لم يكن يعرف بأننا “ندعوِسه” و”ندعوِس” الأكبر منه، ولم يكن يعرف هذا “البسَيْن” الذي أعطى الأمر، راعيت الكثير لعدة أسباب سأعلن عنها لاحقاً، ولكن لم أعد أريد مراعاة أحد بعد اليوم، هذا “البسَيْن” ليس مشكلتي ما حصل، بل مشكلتي كيف تجرّأ هذا “البسَيْن” بأن يعطي الأمر للتوجه الى الجاهلية، هذه هي المشكلة لدي، ولست مبسوطاً بأني ربحت المعركة على “البسَيْن” لأن الربح على “البسَين” ليس ربحاً، ولكن مشكلتي كيف تجرأ وكيف سولت له نفسه أصلاً بأن يفكر بأنه يستطيع دخول الجاهلية ويقوم بفعلته؟ هذه هي المشكلة وسيدفع ثمنها، ونعده بأنه سيدفع ثمنها حتى يبقى باله مشغولاً ولا يرتاح يوماً لأنه سيدفع ثمنها”.
وأضاف: “الأمر الآخر الذي يزعجني هي أن محمد كان مؤمناً الى النهاية بأنني أينما كان أستطيع حمايته، هذه هي المشكلة لدي، كيف يومها لم أتمكن من حمايته؟ لا أعرف، حصلت لا شك ولكن ذلك يحز في قلبي، ولن بنطفئ إلا إذا كل الذين شاركوا بدم محمد دفعوا الثمن، وهذا وعد أعده أمامكم وأمام كل الرفاق وأمام محمد الذي أكيد موجود ويسمعنا وأعده أمام كل العالم”.
وقال: “يا محمد الثمن كان غالياً ولكن النتيجة هي ربما بموازاة الثمن، الذي يعزينا جميعنا اليوم أن الذي إستشهد من أجله محمد هناك ملايين اللبنانيين اليوم يتحدثون عنه، والذين كان محمد يشتمهم معي يومها يُشتمون اليوم بالساحات ويتم “دعسهم” وتُهان كرامة أمهاتهم وأبائهم وسليلتهم بالساحات، وهم طبعاً متمسحين وليس لديهم كرامة أصلاً حتى يشعروا بها، ولكن أقول لا تكرهوا شيء لعله خير، ووللكثير من الشباب الذين حزنوا لأننا لم ننجح بالإنتخابات أقول لهم أشكروا ربكم أنني لم أنجح في الإنتخابات لأنني لو كنت اليوم في مجلس النواب لكنت استقلت منه بالتأكيد، ولا أحتمل ما يُحكى عن كل هؤلاء رغم وجود نواب أوادم ولا علاقة لهم ربما بما يحدث، مَن نهب البلد هم 6 أو 7 أشخاص وتكشفت وجوههم – والحمدلله – الشتائم التي نزلت عليهم أصبحت أكثر من الصلوات التي نزلت على الرسول (ص).
وفي الختام توجّه وهاب الى ابن الشهيد طلال قائلاً: “عزاؤنا اليوم وعزاء أمك وأخواتك هو أن تكون مثل محمد، الذي كان رجلاً عندما يستدعي الموقف رجالاً، وشيخ صلح عندما تستدعي الأمور للصلح وكان محمد يكون في طليعة الناس الذين يذهبون للصلح، وأحياناً كان يدفع من معاشه المتواضع إذا استدعى الصلح ذلك دون علمي، لذلك يجب أن تكون كوالدك وتكون أملاً لنا ولوالدتك وأخواتك ونحن لدينا أمل فيك أيضاً.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”.