زمجر بغضب وارفع راية بني معروف عالياً، والجاهلية هي العرين، ولكل عرين أسد، والشهيد محمد أبوذياب هو ذاك العرين.
محمد أبوذياب، أيها المعروفيّ المتأهب لإستشهادك منذ البداية، نقف اليوم وكل يوم أمام نصبك التذكاري الرابض في قلب بلدة الجاهلية الشوفية، لنتأمل في وجهك الذي نستقي منه قوة في كل مرة نضعف أمام واقعية الحياة وماديتها، لنعود ونقتنع بأن لا قيمة للإنسان بلا مُثُل عليا وهي التي رفعتك شهيداً على أقواس النصر الآتي.
هل تعلم يا “محمد” أن اللبنانيين يثورون اليوم ثورتك في الساحات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب حاملين رايتك ضد الفساد والتسويات والصفقات، آتين إليك لعلّك تسامحهم بعد أن تلقّيت بصدرك رصاص الغدر دفاعاً عن كل مظلوم حتى سقطت شهيداً شهيداً شهيداً، أما جريمتك الوحيدة أنك قرّرت محاربة الفساد والذي اعتبرته جريمة وأشد خطراً من عدوان الإسرائيليين وإرهاب التكفيريين.
كم أسقطت يا “أبا طلال” من الأقنعة عن وجوه سقطت هالاتها،
فتحررت الأعين والضمائر من الغبش،
واستيقظ اليوم مَن كان نائماً وبالأحلام غارقا،
فرفع يديه عالياً: لا لا لن نقبل الفاسدين ولن ندع للمفسدين سبيلا،
ولكرامة الإنسان نحن المحاربون وفي سبيلها مدافعون.
قتلوك بسهام حقدهم
كُسرت رماحهم
كما انكسروا
الراحلون هم
وأنت لنا
هم يولدون ويرحلون سدى
لتعود أنت من حيث انتهى البشر.
إسمح لنا يا “محمد” ونحن اليوم في الذكرى السنوية الأولى لإستشهادك أن نبرم معك إتفاقاً لا ربح فيه إلا لأجيالنا القادمة وللجبل ولكل لبنان، وهو أن نعلّم أولادنا دروساً في كتاب الكرامة الإنسانية الذي دوّنته بحبر الدم.
نِمْ قرير العين يا شهيد العزة والكرامة، نِم إلى جانب مَن أحببت.
وارقد بسلام فنحن ملتزمون بحمل الراية وإكمال المسيرة وعلى التوحيد سنبقى أوفياء.
الآن نقول لك وداعاً ولا ندري متى اللقاء.