مع انتقال الحراك الشعبي في لبنان إلى مرحلة العمل على تعطيل المؤسسات والمرافق العامة التي يرى فيها المتظاهرون مواقع لهدر المال العام، تولّى التلامذة والطلاب “إدارة” هذا الحراك في مختلف المناطق اللبنانية لليوم الثالث على التوالي، فاحتشد تلامذة وطلّاب من مختلف المدارس والجامعات الخاصّة والرسمية على مختلف الأراضي اللبنانية، رافعين علمهم اللبناني ومُطلقين الهتافات المطلبية، داعين زملاءهم للنزول معهم الى الشارع، تأييداً للحراك من اجل تحقيق المطالب .
استمر الحراك الطالبي بزخم كبير، وانضم اليه مزيد من طلاب المدارس والجامعات، ووصل الى جزين التي بدت محيّدة منذ اندلاع الانتفاضة في 17 تشرين الأول.
عكار
في محافظة عكار، أعيد فتح كل الطرق، مع استمرار خطة اقفال المؤسسات الرسمية والمصرفية.
وعلى صعيد الحراكات الشعبية، إنطلقت قرابة التاسعة صباحا مسيرة من ساحة الاعتصام في حلبا لتجوب شوارع المدينة، رفعت فيها الاعلام اللبنانية واللافتات، ورددت هتافات. وعمل المحتجون على اقفال كل المصارف والمؤسسات والمصالح الرسمية ومكاتب “اوجيرو” وشركة “ألفا” ومكاتب كتاب العدل ووزارات: الشؤون الاجتماعية والمال والتعليم المهني.
الشمال
ففي طرابلس خرج آلاف الطلاب بمسيرات عدة جابت الشوارع بالاعلام اللبنانية ولافتات تطالب بالإسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهتفوا لمحاسبة الفاسدين واسترداد الاموال المنهوبة.
وعمد المحتجون منذ الصباح الباكر الى الاعتصام امام المصارف والمرافق العامة وطلبوا من الموظفين ترك مكاتبهم والالتحاق بهم واقفال الابواب، وخصوصاً في: فرع مصرف لبنان، شركة قاديشا، مصلحة مياه لبنان الشمالي، سنترال الميناء وفروع الجامعة اللبنانية في راسمسقا، ومؤسسة كهرباء لبنان، ودائرة التربية، وعدد كبير من المصارف والدوائر الرسمية الأخرى.
كما عملوا على إقفال المدارس في الميناء، وكذلك المصارف وشركتي “تاتش” و”ام تي سي”.
وفي زغرتا، جابت شوارعها وبلدات ارده ورشعين وكفرحاتا ومجدليا والجديدة، مسيرات طالبية رافعة الاعلام اللبنانية وشعارات تطالب بخفض الاقساط المدرسية والجامعية ومحاربة الفساد.
وبعد وقفة احتجاجية أمام سرايا زغرتا، وسط تدابير أمنية مشددة، انتقلوا الى مركز”أوجيرو” وأقفلوا مدخله الرئيسي.
وفي الضنية، أغلق الطلاب أبواب الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة والمعاهد الفنية، ونفذوا اعتصامات أمامها.
وفي بلدة سير، إعتصم الطلاب أمام مدخل الثانوية وساروا في شوارعها قبل أن يتجمعوا في ساحتها الرئيسية، مطلقين هتافات وأناشيد مؤيدة لمطالب الحراك.
والأمر ذاته فعله أيضا طلاب مدرسة “الإيمان الإسلامية” الذين اعتصموا أمام مدخل القائمقامية المجاور مفترشين الطريق، وسط حضور أمني.
وفي السفيرة، أغلق الطلاب أبواب المعهد الفني الرسمي، قبل أن يقطعوا الطريق الفرعية أمامه. وفي جيرون، أقفل طلاب المدرسة الرسمية الطريق المؤدية إليها. وفي بخعون، حصل انتشار عسكري وأمني في ساحة الساعة، بعد أنباء عن نية تنفيذ تحرك.
وفي البترون، إنطلقت حركة تظاهر طالبية غير مسبوقة في المدينة، رفعت فيها الاعلام واللافتات التي عبرت عن مطالبهم وخوفهم على مستقبلهم ومصيرهم.
وأقفلت التظاهرات مداخل المدارس، والسنترالات والدوائر الرسمية ساحلا ووسطا وصولا الى دوما جرداً.
وفي الكوره كان الحراك الطالبي كبيراً كون القضاء يضم العديد من الجامعات الرسمية والخاصة.
جبل لبنان
وفي جبيل تواصل الحراك الطالبي الذي نظم تظاهرة جالت على المدارس الخاصة التي استمرت في التدريس.
وفي جونية، احتشدت مسيرة طالبية في الساحة حيث افترش مشاركون فيها الارض، وأغلقت الطريق الداخلية قرب المستديرة وحوِّل السير الى الطرق المحاذية. ثم توجهوا الى السرايا فمكتب دائرة تسجيل السيارات والميكانيك وفرع مصرف لبنان ثم مكتب شركة “الفا”.
وانتقل المعتصمون الى معمل الزوق الحراري، حيث اعتصموا مطالبين باعتماد دواخين نظيفة وبيئية.
واعتصم عدد من طلاب جامعة الروح القدس – الكسليك في ساحة الجامعة، مطالبين بحقوقهم لتأمين مستقبل أفضل لهم وفرص عمل.
وفي المتن، تجمع طلاب كليات الترجمة في الروضة والزراعة في الدكوانة وكلية الحقوق والعلوم السياسية (الفرع الثاني) في جل الديب، مطالبين بـ”أدنى حقوقهم والاهتمام بالجامعة الوطنية من أجل غد افضل”.
كذلك نفذ طلاب المعاهد الفنية في الدكوانة، اعتصاما امام مبنى المديرية العامة للتعليم المهني والتقني. ثم توجهوا في مسيرة حاشدة الى البوشرية – الجديدة، حيث تجمعوا أمام قصر العدل، رافعين اللافتات المطالبة بمحاسبة الفاسدين.
وشهد الشوف سلسلة اعتصامات ومسيرات طالبية، رفعت فيها الاعلام اللبنانية وأطلقت الشعارات.
ونظم طلاب الثانويات والمدارس في اقليم الخروب مسيرة بمشاركة هيئات تعليمية، انطلقت من عانوت وشحيم ومحلة مرج علي مرورا بالشوف الاعلى، ونفذوا وقفة تضامنية حملوا فيها الاعلام اللبنانية.
وتجمع طلاب في مجمع الرئيس الشهيد رفيق الحريري التربوي في شحيم، ورفعوا الاعلام اللبنانية واطلقوا الشعارات المؤيدة للحراك الشعبي.
وأقدم ناشطون على إقفال مركز “اوجيرو” ومكتب مياه بيروت وجبل لبنان في شحيم.
وفي عاليه، اعتصم محتجون أمام السرايا، في ختام مسيرة انطلقت من أمام تمثال شكيب جابر عند مستديرة المدينة، وجابت الشارع الرئيسي، بمشاركة طلاب المدارس وجباة الكهرباء، بمواكبة أمنية.
الجنوب والنبطية
تواصلت لليوم الثالث التظاهرات الطالبية في بعض المدارس الرسمية والخاصة، رغم فتح المدارس أبوابها أمام رافضي التظاهر. وشارك المتظاهرين عدد من طلاب الجامعة اللبنانية والجامعة اللبنانية الدولية.
وجابت مسيرات عدداً من ساحات المدينة وشوارعها، قبل أن تعود الى التجمع وسط ساحة الانتفاضة.
وفي أول تحرك في مدينة جزين، عمد طلاب الثانوية الرسمية الى اقفالها، وانضم اليهم طلاب من المتوسطة الرسمية. وتوجهوا في مسيرة الى مدرسة راهبات القلبين الاقدسين.
وفي النبطية، احتشد طلاب الجامعات والثانويات أمام السرايا الحكومية، وانطلقوا في تظاهرة جابت الشوارع الرئيسية والسوق التجارية.
وفي صور، جابت الشوارع مسيرة من طلاب الجامعات: اللبنانية، واللبنانية الأميركية للثقافة والتعليم، واللبنانية الدولية، وثانوية العباسية، وصولاً الى المعتصمين في ساحة العلم، مرددين مطالب تربوية وغيرها من المطالب.
وكان طلاب ثانوية العباسية نفذوا اعتصاماً ما لبث أن تخلله تدافع بين الطلاب وأمن المدرسة، مما أثار بلبلة بينهم، فتدخلت القوى الامنية وفضَّت الاشكال.
ونفذ طلاب الثانويات في جديدة مرجعيون اعتصاما أمام السرايا الحكومية، مطالبين بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين، واحتجاجا على الاوضاع المعيشية الصعبة، ورددوا شعارات طالبت باستعادة الاموال المنهوبة.
واعتصم طلاب ثانوية شبعا الرسمية امام مبناها، منددين بالاوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة.
البقاع
فبعدما اقفل تلامذة المدارس أول من أمس سرايا زحلة بالاعتصام امامها، تولى طلاب جامعات ومدارس وشباب من المجتمع المدني الاعتصام امامها مانعين الدخول اليها، مستخدمين العلم اللبناني حاجزاً على طول درج المبنى، وانتقلوا بعدها مشياً الى فرع مصرف لبنان حيث كانت لهم وقفة، فالى قصر عدل زحلة، مذكرين بالمطلب الاساسي تشكيل حكومة مستقلين واحترام الدستور.
وبعدما الهبوا زحلة، توجه قسم منهم للاحتجاج امام مكاتب شركتي touch وalfa في شتورا.
واحتجاجا على سوء حالة الانترنت في لبنان وكلفته، توجه عدد من المحتجين الى مكاتب “اوجيرو” واعتصموا داخلها، مما ادى الى توقف العمل ومغادرة الموظفين واقفال المبنى.
ولأن تلوث الليطاني وحده كفيل باطلاق انتفاضة غضب، خصص اهالي بر الياس تظاهرتهم اليومية للتذكير بحقهم في التخلص من تلوث النهر وامراضه السرطانية التي تفتك بهم وباللبنانيين، فتجمعوا عند الثالثة على ضفة الليطاني، وانطلقوا بمسيرة الى ساحة التظاهر عند تقاطع بر الياس – المرج هاتفين “لا حكومة ولا تصريف حتى يصير النهر نضيف”، و”لا تغيير ولا دستور حتى نسكر المجرور”.
وفي بعلبك ، اختلف المشهد في اليوم الثاني والعشرين عما سبقه، من خلال انتفاضة طالبية حاشدة بدأت صباحا واسفرت عن إقفال عدد من المصارف في المدينة ومراكز التنظيم المدني و”اوجيرو” والشؤون الاجتماعية في راس العين.
ونظم طلاب ثانويتي البنات الرسميتين بقسميهما الفرنسي والإنكليزي وثانوية الحكمة في بعلبك، مسيرة إلى مستديرة دورس، قبالة معهد “المسار للعلوم والمهن”، داعين طلابه للإنضمام إليهم، بعدما قطعوا الطريق بأجسادهم دقائق عدة وفتحوها إثر تواصلهم مع عناصر قوى الأمن الداخلي، لينتقلوا بعدها الى فرع مصرف لبنان هاتفين بسقوط الحاكم رياض سلامة، محاولين إقفاله، غير أن القوى الامنية حالت دون ذلك.
كما حاول عدد من الطلاب إقفال مبنى بلدية بعلبك، لكنهم لم يفلحوا.
وعصراً تجمع أبناء الحراك البعلبكي كعادتهم عند ساحة الشاعر خليل المطران، وهتفوا ضد الفساد داعين إلى سقوط النظام.
في البقاع الشمالي، لم يسجل سوى تجمع لطلاب ثانوية القاع الرسمية أمام كنيسة مار الياس، وثانوية عرسال الرسمية وبعض المدارس التي توقفت فيها الدراسة.