أكد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أن “غالبية من كانوا بالساحات هم ناس موجوعون، كنا نحكي وجعهم ولا أحد يسمع أوجاعهم، وذلك لأن مَن هم بالسلطة تماسيح لا يشعرون بوجع أحد”، مشيراً الى أن “المشاروات تحصل ولا أحد يرغب بعودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري الى سدة رئاسة الحكومة حتى الآن من الأكثرية”.
وفي حديث له لقناة الـ “أو.تي.في”، ضمن برنامج “بالمباشر” مع الإعلامي عباس ضاهر، أوضح وهاب “أنني قلت لرئيس الجمهورية ميشال عون أنه لدينا مشكلة جدية كانت سبباً أساسياً بإنزال الناس على الشارع وهي فقدان الكرامة الإأنسانية لدى المواطنين”، لافتاً الى أن “الناس نزلت الى الشارع، ولا أحد يخبرني عن المؤامرة، فطبيعي لهذه التحركات أن يدخل عليها الناس”، مشيراً الى أن “الدكتور والمهندس والمحامي وكثير من الناس المحترمين كانوا يشاركون بهذه الثورة، فهل يقال عنهم متآمرين”.
وأشار الى أنه “قد تمّ الوصول الى تسوية رئاسية وملاحق بالتسوية، ثم توسعت التسوية، وبرأيي أن كل هذه كانت أخطاء فادحة، والتسوية سقطت اليوم مع استقالة الحكومة وخربت البلد”، معتبراً أن “صعود التسوية الرئاسية خرب البلد وسقوطها خرب البلد أيضاً لأن الشروط التي وضعت كانت قاسية جدا على اللبناني وشروط القبول كانت قاسية جداً وكبلت الكثير من القوى السياسية”.
وتساءل وهاب “ما علاقة “حزب الله” بكل هذه التركيبة الفاسدة ليحميها؟”، مشيراً الى أن “حزب الله” يحمي البلد ولا يحمي المنظومة أو طاقم السلطة واضطر ليظهر وكأنه يحمي تركيبة لا علاقة له فيها وليس شريكاً لها واضطر ليحميها، ولكن خذلته الشركة”.
وأشار الى “أنني أقترح على “حزب الله” أن يغير تحالفاته، هناك قوى تغييرية جدية ظهرت في الشارع، وهناك قوى وطنية قادرة على التغيير كاليسار مثلا كانت شعاراتهم ممتازة”.
واعتبر وهاب أن “رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ليس مضطراً بالتورط بيوسف فنيانوس وزيراً للأشغال وفنيانوس لا يبيض له وجهه، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ليس مضطراً لأن يسمي علي حسن خليل والأخير لا يبيض له وجهه، يجب على القوى أن تعطي الأفضل”.
وأكّد وهاب “أننا في نصف مشكلة إقتصادية مالية كبيرة جد خطيرة، مكعتبراً أنه “حتى لو عاد الرئيس سعد الحريري الى الحكومة 3000 آلاف ل.ل للدولار أصبحت وراءنا وقد يصل الدولار الى 60 ألف ل.ل”، لافتاً الى أن “رفع السرية المصرفية لنواب ووزراء التيار الوطني الحر خطوة مهمة ولكن ليس هكذا يتم استعادة المال المنهوب، موضحاً أن “استعادة المال المنهوب بحاجة لهيئة قضائية مستقلة من قضاة شرفاء وجهاز أمن للدولة تعطيه صلاحيات ليتابع الهيئة القضائية”.
وأشار وهاب الى وجود أسماء كثيرة لرئاسة الحكومة فإذا كان بالتحالف مع الحريري يمكن تسمية الرئيس تمام سلام أما إذا كانت حكومة من لون واحد يمكن الحديث عن فؤاد مخزومي وعبدالرحيم مراد وأسامة سعد الذي جزء كبير من الحراك الشعبي يقبل به”، مشيراً الى أنه “دعا للثورة منذ سنوات ودعا الى اعتصامات لمدة أسبوع لفتح الملفات من كهرباء وغيرها وكل ملف على حدا حتى يتم تنفيذه”، معتبراً “الجميع أدوات صغيرة في مشاريع الدول”.
ورأى وهاب أنه “لا يمكن تحميل رياض سلامة أكثر مما يتحمل لأن النصبة بدأت منذ العام 1992″، داعياً الى “تنزيل الفائدة الى 5 %، موضحاً أن في فرنسا 1 % على الدولار وربع % على اليورو”، كاشفاً أن “البنك الدولي يمنع أن يكون الدولار أقل من 3000 ل.ل”، مؤكداً أن “لبنان دخل في المحظور”.
ورأى وهاب أن “حكومة اللون الواحد يجب أن تقوم بخطة اقتصادية مالية ثورية، كاشفاً أنه “إشترط على الرئيس العماد ميشال عون أن يسمي له المدعي العام وعلى ضمانته لأتقدم بإخباراتي “.
وجدد وهاب تأكيده على أن “لا أحد سيسمي الحريري ليكون رئيساً للحكومة وهو ضرب وخطيئة كبيرة قبل التفاهم”، موضحاً “أننا بحاجة لرئيس حكومة جدي قادر على العمل، متسائلاً “ألا يوحي الدكتور حسان ذياب بالثقة ليكون رئيساً للحكومة”، مؤكداً أن “حزب الله” سيكون في الحكومة الجديدة وهذا أمر حاسم”.
وأضاف وهاب “لو فرضنا أن جبران باسيل حرامي ويسرق منذ عامين فالآخرين يسرقون منذ 30 سنة، متسائلاً مَن هو تاجر الغاز والترابة والدخان والأدوية في لبنان؟ واللائحة تكر، وإذا جبران باسيل جلس في المنزل هل سيصبح لبنان كالسويد؟ لافتاً الى وجود حملة سياسية على باسيل بسبب تقربه من سوريا و”حزب الله”، واصفاً باسيل “بالشاطر” لقد قام بمعاركه السياسية واسترجع حقوق المسيحيين ولكن أخطأ باستخدام شعارات مسيحية أثارت حفيظة بعض اللبنانيين وتبين أن المنطق الوطني يعطي أكثر دفعاً من المنطق الطائفي”.
وأضاف “الناس في الشارع شكلوا حالة ضاغطة ومهمة للوصول الى حكومة نظيفة ودولة تحفظ كرامة الإنسان حتى المرتكب منه لديه كرامة إنسانية، معتبراً أننا بحاجة الى إنتخابات نيابية جديدة.
ورفض وهاب مشهد الإعتداء على المتظاهرين على جسر الرينغ وساحتي رياض الصلح والشهداء، مؤكداً تأييده للديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، في المقابل رفض وهاب أعمال تسكير الطرقات وتعطيل أعمال الناس لأنه مظهر غير حضاري، مثنياً على مظهر السلسلة البشرية وما أضفت من طابع حضاري على الحراك.
ورأى وهاب أن الحريري لديه حق بمحاسبة السارقين والذين استفادوا من وجوده في الحكومة للسمسرة وخانوه
وحول زيارته للرئيس العماد ميشال عون بالأمس أوضح وهاب أنه “بحث مع الرئيس عون الخيارات في حال استقالة الحكومة وكنت مع التعديل الوزاري بإقالة الوزير محمد شقير ووزير البيئة فادي جريصاتي ووزير الأشغال يوسف فنيانوس ووزير المالية علي حسن خليل و3 وزراء من التيار الوطني الحر ولن يعودوا لأنهم سبب الثورة، متسائلاً ما هي الكفاءات الموجودة لديهم ومفقودة عن بعض الناس”.
وحول قطع الطرقات في البقاع وجسر الرينغ من قبل مناصري تيار المستقبل قال وهاب” “الرئيس سعد الحريري يقطع الطرقات في البقاع ليرفع سقف شروطه لأنه حتى الآن لم يتم تسميته”، لافتاً الى وجود “أبعاد إقليمية ودولية لإستقالة الحريري وهو أخذ نصيحة بالإستقالة قبل الحراك لضرب التفاهم الموجود وخربطة الساحات”، معتبراً أن “الجيش لا يستطيع أن يصطدم أبداً بالناس لأن وجعها هو وجع أعضاء المؤسسة العسكرية”.
وأكّد وهاب أننا “في قلب الإنهيار الإقتصادي والمالي وكلبنانيين سننسى حياتنا السابقة، لافتاً الى وجود قرار من البنك الدولي والمؤسسات المانحة سينفّذ في لبنان، والهدف منه نزع سلاح “حزب الله” وبقاء الفلسطينيين في لبنان أو تجنيس الباقين منهم في لبنان وأمن “إسرائيل”، موضحاً أن “الأميركي لديه الإمضاء لوزارة الخزانة الدولية وبدونه لا حاجة له”.
وأضاف وهاب “كنت راض على جزء من الورقة الإصلاحية ولكن يجب قيام خطة إنقاذ أهم من الورقة الإصلاحية، لافتاً الى أن “مواجهة الفساد بحاجة الى عمل وجهد وقرار سياسي و”حزب الله” سيتغير في هذا الموضوع بفتح الملفات أكثر ومحاربة الفساد أكثر، مشيراً الى أن القوات اللبنانية قررت عدم الدخول في الحكومة الجديدة، مجدداً تأكيده على طرح مشروع إنقاذ إقتصادي جدي، لأننا ذاهبون الى الفوضى إذا بقى الوضع على ما هو”.
وكشف وهاب عن أن “سعد الحريري يثق جدا بعلاء الخواجة الذي يدير البلد، كاشفاً أن علاء الخواجة هو مَن قام بالتسوية الرئاسية، متسائلاً لماذا اتخذ قرار بقتلي؟ أليس لأنني كشفت علاء الخواجة؟ مَن كان يتنقل بين الأوتيلات خلال التسوية الرئاسية؟ مَن شكّل الحكومة؟ واصفاً علاء الخواجة بأنه القاتل الإقتصادي للبنان”.
ورفض وهاب التسوية لأن التسويات تضرب لبنان في صعودها كما في سقوطها، مضيفاً أنه مع حكومة من لون واحد إذا قمنا بحكومة إنقاذ مالي إقتصادي مع خطوات ثورية يتشارك فيها تجمع مدني وتنتج قانون إنتخاب عندها يمكن إنقاذ لبنان، موضحاً أن الحراك كان بريئاً ومطالبه محقة بغالبيته ولكن هناك أناس من الخارج كانت تنسق بهذا الموضوع وكان هناك قرار بأن لا يظهر أحد من المنظمين على شاشات التلفزة، لافتاً الى أنه في الحراك كان هناك أناس مقتنعة بالتغيير وبالقضاء وبمحاربة الفساد، كاشفاً عن أنه “لم نسنفد من الأكثرية المحقة في مطالبها في الحراك لأننا كنا نحمي الرئيس سعد الحريري”.
ورأى وهاب أنه “إذا الحريري عائد الى الحكومة علاء الخواجة سيشارك في تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفاً أنه “لو كنت نائباً اليوم كنت استقتلت، معلناً ثقته بالقضاة الجدد متخوفاً من استمرار إصطفافات مذهبية وطائفية إذا بقي الإتفاق على ما هو عليه أي مقايضة السياسة بالمال”.
وأوضح وهاب أن “حزب الله” حجمه أكبر من حماية محلية ولديه الكثير من الحسابات، معتبراً أن سعد الحريري وجه صفعة لـ “حزب الله”.
وأوضح وهاب أن البلد خسر بكل ما يحصل ولا يوجد أي رابح، لافتاً الى أنهم يختلفون اليوم على جثة أو على مريض بالسرطان (في إشارة الى موت البلد) ونحن تاركين الأمر لله، متسائلاً أين الـ 123 مليار دولار؟ 35 مليار دولار مع القطاع الخاص كدين من سيارات وغيرها، 18 مليار دولار كسندات خزينة للدولة، 35 مليار دولار في مصرف لبنان وهي لا تكفي فترة قليلة، و35 مليار دولار ذهبت.
وأضاف وهاب “الوجوه النظيفة لا تستطيع أن تكون بوجود سعد الحريري، معتبراً أنه “إذا لم يقم سعد الحريري بطرد علاء الخواجة ومحمد شقير وغيره المشكلة لا تزال موجودة، وأن “الخيار التكنوقراطي الهدف منه إخراج “حزب الله” من الحكومة”.
وختم وهاب حديثه مؤكداً على أن “لا قرار بعد في شكل الحكومة المقبلة، مضيفاً أنه ليس مع استبدال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بل مع تشكيل لجنة تحقيق تدرس كيف تمت تلك الهندسات المالية واستيضاح مَن كانت تخدم الدولة أو اللبنانيين أو أصحاب المصارف فإذا خدمت أصحاب المصارف الخاصة فلنحاسبه أما إذا خدمت الدولة فلنكافئه.