بدأ الطيران التركي بشن هجومه الثالث على القوات الكردية عبر طائرات الـ اف 16 بكثافة لضرب المراكز الكردية وقوات قسد الديموقراطية، بعد هجوم أول عام 2016 سيطرت بموجبه على مدن حدودية عدة، وثان عام 2018 سيطرت إثره على منطقة عفرين شمال سوريا.
لكن الاكراد اثبتوا عن قوة صمود رائعة، فمنعوا فرقة من الجيش التركي من التقدم وسجلوا فيها إصابات بضرب صواريخ مضادة للمدرعات أحرقت اكثر من دبابة ومدرعة وناقلة جنود تركية.
وفي هذا الوقت اطلق الجيش الكردي من مدينة القامشلي 6 صواريخ ضد مدينة نصيبين التركية الحدودية وأصاب شوارع فيها.
اما الجيش العربي السوري فلم يتحرك بعد بقوة بل اخذ مراكزه للدفاع وهو يحضّر لما سيحصل عند تقدم الجيش التركي داخل الأراضي السورية، ذلك ان الجيش التركي ما زال على مسافة الحدود التركية السورية ويقوم بقصف بالطيران.
اما القوات الأميركية فقد انسحبت كليا من المنطقة وكذلك لا يوجد جيش روسي في المنطقة، بل يوجد جيش تركي ويوجد قوات معارضة سورية دربتها تركيا.
وتوالت الإنتقادات الغربية والعربية على الهجوم التركي على شمال سوريا، فدانت وزارة الخارجية اللبنانية العملية العسكرية التي تقوم بها القوات التركية شمال سوريا، واعتبرتها “عدواناً على دولة عربية شقيقة واحتلالاً لأرض سوريا، وتعرض أهلها للقتل والتهجير والنزوح”، وفق قولها، داعية القيادة التركية إلى إعادة النظر بقرارها، وحثتها على العمل مع الدول المعنية لإعادة الاستقرار في سوريا وتطبيق القرارات الدولية مع التشديد على وحدة الشعب والأرض السورية.
وأرسلت ايران شبه انذار الى تركيا انها لن تقبل باحتلال أراضي سورية، لكن الإنذار الإيراني لم يصل الى حد التهديد بالحرب او الدخول في معركة، انما اللهجة الإيرانية تتصاعد، فأمس قالت ايران انها ضد الحرب التركية، اما اليوم فأنذرت ان الحرب التركية ضد سوريا هي خطيرة وايران لا تقبل بها، دون ان تعلن ايران عن خطوات عسكرية عما اذا كانت سترسل قوات نظامية لمساعدة الجيش العربي السوري.
وفي أول تعليق مصري على العملية العسكرية التي شنتها تركيا على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا، دانت القاهرة العملية عبر بيان لوزارة خارجيتها داعية لاجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث التطورات الراهنة على الساحة السورية.
وحمل بيان الخارجية المصرية إدانة بـ”أشد العبارات” لما وصفته القاهرة بـ”العدوان” التركي على الأراضي السورية، مشيرة الى أن الخطوة التركية تمثل “اعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية”، لافتة الى أن تلك العملية تتنافى مع قواعد القانون الدولي، وحملت مجلس الأمن مسؤولية “التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلام الدوليين”.
ودعت القاهرة المجتمع الدولي لوقف “أية مساع تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء “هندسة ديمغرافية” لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا”، محذرة من تبعات العملية العسكرية التي أطلقت عليها تركيا اسم “منبع السلام”، على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وتأثيرها على مسار العملية السياسية في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
ودعت القاهرة إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث التطورات الراهنة وسبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.
ورأى رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح أن العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا “تصعيد خطير” قد “يعزز قدرة الإرهابيين” لإعادة تنظيم صفوفهم وسيؤدي إلى فاجعة إنسانية ويعزز قدرة الإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم، ويشكل خطراً على الأمن الإقليمي والدولي”، داعياً المجتمع الدولي إلى “تدارك الكارثة، ودعم حل سياسي لمعاناة السوريين، والكرد منهم”.
وأدانت السعودية العملية العسكرية واصفة إياها بـ “العدوان” السافر، معربة عن “قلق المملكة تجاه ذلك العدوان، بوصفه يمثل تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي، مشددًا على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها”، حسب الوكالة السعودية، محذرة من خطورة هذا العدوان على شمال شرق سوريا له انعكاساته السلبية على أمن المنطقة واستقرارها”، مشيرة إلى أنه يقوض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الإرهابي.
من جهاتها دانت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر بيان لوزارة خارجيتها بأشد العبارات العملية العسكرية التركية على شمال شرق سوريا، مشيرة الى أنّ “هذه العملية تمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة، بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي”، مؤكداً موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لكل “ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين”، محذراً من “تبعات هذا العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومسار العملية السياسية فيها”.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العملية العسكرية التركية بأنها “فكرة سيئة”.
وحذر قادة أوروبيون من تبعات الهجوم. ودعا رئيس المفوضية الأوروبية، جون كلود يونكر، أنقرة إلى وقف حملتها العسكرية في سوريا، قائلا إن الإتحاد الأوروبي لن يمول بناء أي “منطقة آمنة”، ودعت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إلى اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للبحث في الهجوم التركي.
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” فقال إن تركيا لها مخاوف أمنية “مشروعة”، وإنه يتمنى أن تتحلى بضبط النفس في عمليتها العسكرية.
ورغم التنديد العربي والدولي الواسع بالعملية العسكرية التركية إنفردت قطر بالسكوت عن الهجوم التركي على سوريا.