شهدت بيروت منذ صباح أمس، حالة غليان واحتجاجات كبيرة امتدت الى الطرق الرئيسية في العاصمة وقطعت أوصالها، حيث تجمّع عدد من المتظاهرين في ساحة الشهداء ورياض الصلح رفضاً للأزمات الاقتصادية التي يعيشها المواطن خصوصاً بعد أزمة الدولار.
في الساعات الاولى للاعتصام، رفع المتظاهرون الأغاني الوطنية والحماسية في ساحة الشهداء، مطالبين بتخفيض البطالة وزيادة فرص العمل ووقف العمالة الاجنبية، كما هتفوا بشعارات منها «الشعب يريد إسقاط النظام»، وقد سُجل انتشار كثيف للقوى الأمنية في المكان.
فيما بعد، حاول المتظاهرون الدخول الى ساحة النجمة، لكن عناصر قوى الأمن الداخلي منعتهم من الاقتراب والوصول إلى المجلس النيابي، حيث تم قطع الطريق من مبنى «النهار» في اتجاه جامع الامين، وأكدوا أن التحرك سيستمر اليوم.
وحصل تدافع بين المعتصمين والقوى الامنية، وقام البعض منهم برشق العناصر الامنية بعبوات المياه، وشهد وسط بيروت انتشار عناصر مكافحة الشغب وقطع الطريق بالحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة.
ولاحقا، عمد المحتجّون الى قطع طريق جسر الرينغ بالاتجاهين، وقاموا بإشعال الاطارات، حيث وصلت قوة كبيرة من عناصر مكافحة الشغب.
من جهة اخرى، أدّى قطع الطريق في النفق الذي يربط الحمرا بطريق سليم سلام، بالاطارات المشتعلة الى زحمة سير خانقة في جميع الطرق المؤدية الى مداخل بيروت.
واستمرت حركة الاحتجاجات، فقامت مجموعات من المتظاهرين تجول على الدراجات النارية في زقاق البلاط وكركول الدروز وشارع مار الياس، بأعمال شغب، كما حاولت قطع الطريق امام ثانوية الحريري في البطريركية عبر وضع مستوعبات النفايات في وسط الطريق.
كذلك، قطع بعض المحتجين السير عند مستديرة الكولا، كما قطع طريق المطار قرب مدخل حي فرحات بالإطارات المشتعلة. وكان قد قطع السير بشكل جزئي عند مستديرة الجندولين- السفارة الكويتية، ثم أعيد فتحه.
كما افترش بعض المتظاهرون الأرض تحت جسر الرينغ، حيث كانت حصلت مواجهة بينهم وبين القوى الامنية سقط على أثرها جريح، في حين وصل عناصر فوج اطفاء بيروت لإسعافه. واعتقلت القوى الامنية أحد المعتصمين.
وفي السياق، تقدمت قوى مكافحة الشغب باتجاه المعتصمين تحت جسر الرينغ حيث دارت عملية كر وفر، وتراجع المعتصمون باتجاه ساحة بشارة الخوري ورشقوهم بالحجارة.
ثم أقامت القوى الامنية حاجزا بشريا أمام مبنى الواردات المالية في بشارة الخوري، واستدعت تعزيزات، في وقت جدد المتظاهرون رمي الحجارة باتجاه العناصر الأمنية.
كما تم إقفال طريق سليم سلام بالكامل فحصلت زحمة سير خانقة من النفق باتجاه بيروت.
بعد ذلك، اعيد فتح الطريق في محلة جسر الرينغ في بيروت بالاتجاهين، وعاد السير إلى طبيعته.
هذا، وقطع بشكل جزئي أوتوستراد المتن السريع باتجاه بعبدات بالاطارات المشتعلة من بعض المحتجين، وحركة المرور كثيفة في المحلة. ثم أعيد فتحه.
كما قطع شبان طريق صيدا القديمة في الشويفات، في مكانين: بين محطة الريشاني ومفرق كفرشيما، وقرب مركز الضمان، وعملت القوى الأمنية على إعادة فتحها. ثم أعيد فتح طريق عام الشويفات باتجاه خلدة.
في طبرجا
كما قطع متظاهرون أوتوستراد طبرجا المسلك الغربي بالاطارات المشتعلة، وعلى الفور حضر الى المكان عناصر من مفرزة سير جونية وعملوا على تسهيل السير امام المارة.
في عاليه
وقطع عدد من المواطنين بعد الظهر، طريق صوفر الدولية، بالإطارات المشتعلة، مما تسبب بزحمة سير خانقة بالاتجاهين.
ومنذ حوالى الساعة، كان حوالى خمسين شخصا، قد تجمعوا على جانبي الطريق الدولية، لتنفيذ وقفة احتجاجية، أسوة بالمناطق التي تشهد تحركات شعبية منذ الصباح، احتجاجا على تردي الوضع المعيشي.
وشهد مكان التجمع، انتشارا كثيفا لعناصر الجيش، الذين أعادوا فتح الطريق، علما أن زحمة السير امتدت حتى مدينة صوفر. كما اعيد فتح طريق عام صوفر- المديرج.
في الشمال
هذا وانطلق عشرات الشبان من الاسواق الداخلية في طرابلس بمسيرة في اتجاه ساحة النور، مرددين هتافات ضد سياسية الحكومة الاقتصادية ومطالبين باسقاطها، وجابوا الشوارع وصولا الى الساحة، حيث تجمعوا على جوانب الطرق ووسط المستديرة، دون ان يعمدوا الى اقفالها، وسط اجراءات امنية لعناصر قوى الامن الداخلي.
وجاب دراجون أحياء وشوارع عديدة في طرابلس منها الزاهرية والتل والمصارف وكرم القلة، وصولا إلى ساحة عبدالحميد كرامي، حيث نفذ عدد منهم اعتصاما، رافعين لافتات نددت بالحرمان والأوضاع.
كما شهدت ساحة عبد الحميد كرامي، وسط مدينة طرابلس، اعتصاما عمد خلاله المشاركون إلى حرق شعارات سياسية كانت قد رفعت في وقت سابق في الساحة، وكذلك إضرام النار في عدد من الإطارات.
وقد بدأ الاعتصام بنزول مئات المواطنين إلى الشوارع بشكل عفوي، حيث انطلقوا بمسيرات من الأسواق الداخلية وجابوا الشوارع الرئيسية والفرعية وصولا الى الساحة، مرددين هتافات تطالب باسقاط الحكومة، كما عمد بعض الشبان إلى نزع صور ورايات حزبية من ساحة النور.
وألقيت كلمات نددت بالحرمان المزمن للمدينة، مطالبة بـ «رحيل العهد والحكومة والعمل سريعا على تحسين الاوضاع المعيشية وتأمين الخدمات الاساسية للمواطنين ومحاسبة الفاسدين»، ومعلنة «ان الاعتصام مستمر اليوم وفي الايام المقبلة حتى تحقيق كل المطالب».
وقطع ايضا شبان الطريق عند مفرق بلدة بحنين، وفي المنية عند مفرق البحر المتوسط، تضامنا مع الشاب ربيع محمد الزين الذي أوقفته القوى الأمنية. وتسبب ذلك بزحمة سير.
وفي عكار، بدأ عدد من الناشطين اعتصاما، عند مستديرة العبدة على المدخل الجنوبي لمحافظة عكار، بمشاركة عدد من المخاتير والفاعليات، وذلك احتجاجا على الأوضاع والظروف المعيشية الصعبة. وطالب المحتجون بعدم «تحميل الناس المزيد من الأعباء، وتأمين فرص عمل للشباب، وفتح الجامعة اللبنانية قي العبدة، وإعادة فتح مطار القليعات ووقف الهدر والفساد»، بينما عمد بعضهم إلى إضرام النار في مستوعبات النفايات، ووضعوها في منتصف الطريق.
ثم فتحت الطريق الرئيسية عند مستديرة العبدة، اثر حضور قوة من الجيش وعناصر قوى الامن الداخلي حيث تم اقناع المعتصمين بفك الاعتصام.
وبوشرت على الفور عملية إطفاء النيران وسحب مخلفاتها من على الطرقات التي بدأت تشهد حركة اعتيادية.
كما عمد شبان الى إضرام النار بإطارات وضعت على الطريق العام عند مفترق بلدة منيارة تضامنا مع الاعتصامات الاحتجاجية على مستوى كل لبنان، ما تسبب بإقفال الطريق بشكل جزئي وبزحمة سير. وقد بذلت جهود مع المحتجين بغية إعادة فتح الطريق.
الى ذلك، أعاد الجيش فتح أوتوستراد طرابلس- بيروت بالاتجاهين، الذي كان متظاهرون قد قطعوه قبل مفرق بلدة راس مسقا. وعمل عناصر قوى الأمن الداخلي على تنظيم حركة المرور على طول الأوتوستراد وصولا إلى مدينة الميناء، بعدما تسبب قطع الطريق بزحمة سير خانقة.
في الجنوب
وفي السياق، نفذ العشرات من أبناء مدينة صيدا تظاهرة شعبية انطلقت من ساحة الشهداء في صيدا، وجالت شوارع المدينة مرورا بساحة القدس وصولا إلى ساحة النجمة، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالوضع الحالي ورددوا هتافات مطلبية تعبر عن استيائهم من الوضع الحالي.
هذا، وقطع بشكل جزئي أوتوستراد صور – صيدا، بالقرب من جامعة فينيسيا بالاطارات المشتعلة من بعض المحتجين. ثم اعيد فتحه، والسير تحسن تدريجيا.
كما عمد شبان الى قطع اوتوستراد الزهراني عند مفرق السكسكية، حيث اضرموا النيران في اطارات مستعملة، لكن سرعان ما حضرت القوى الامنية واعادت فتح الطريق بالمؤازرة مع عناصر الدفاع المدني من مركز الصرفند الذين عملوا على اخماد الحريق.
وتجمع شبان عند مثلث دير ميماس القليعة- تل النحاس وحاولوا قطع الطريق بالجلوس على الأرض، ثم أحضروا دواليب لاشعالها، ولكن منعهم عناصر القوى الامنية والجيش الموجودين بكثرة في المكان، وعملوا على تسهيل السير امام المارة.
الى ذلك، عمد مساء شبان الى قطع اوتوستراد حبوش النبطية للغاية نفسها، وحرقوا إطارات وسط الطريق ما تسبب بازدحام السير. وردد المجتجون هتافات تندد بما وصلت إليه أوضاعهم الإقتصادية من «سوء وتدهور وعوز».
في البقاع
هذا وتجمع عشرات المحتجين على طريق رياق – حمص الدولية عند مفرق بلدتي بريتال والحمودية، ورفعوا لافتات تطالب بمحاسبة الفاسدين، وبتأمين الاستشفاء وفرص العمل والخدمات.
وتحدث الناشط الاجتماعي جمال صالح باسم المحتجين، فقال: «تحركنا ليس موجها ضد شخص أو تيار معين، تحركنا في وجه الذي سرق المال العام وما زال ينصب نفسه زعيما على الشعب».
وأعلن المطالب ومنها: «تحسين الأوضاع المعيشية، وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، معالجة النفايات، اعتماد سياسات زراعية تحمي المزارع، محاسبة الفاسدين، وإعداد قانون انتخابي يمثل طموح الشعب.
كما أقدم محتجون بدعوة من جمعية «Safe Side» على قطع الطريق الدولية عند دوار بلدة دورس لجهة مدخل بعلبك الجنوبي.
وتحدث رئيس الجمعية حسين زين ياغي: «اسمحوا لي أن نبدأ بالوقوف دقيقة صمت عن روح كل شخص توفي أمام باب مستشفى، وكل مريض توفي لانه لا قدرة له على تأمين ثمن الدواء، وعن روح كل مواطن قضى بحادث سير نتيجة سوء الطرقات، وإلى روح كل عسكري استشهد ليدافع عنا وعن ارض وطننا من الإرهابيين والأعداء»، مؤكدا أنها «صرخة احتجاج على ما وصلنا إليه من ترد في أوضاعنا الاقتصادية والمعيشية وعلى ارتفاع نسبة البطالة والفقر والتلوث والفساد».
الى ذلك، عمد عدد من الشبان إلى إشعال الاطارات على أوتستراد رياق – بعلبك، بالقرب من مفرق بلدة مجدلون. وحضرت دورية من الجيش إلى المكان والعمل جار لإخماد النيران، وإعادة فتح الطريق.
وفي وقت لاحق، قطع متظاهرون طريق الفرزل – الكرك بالاتجاهين بالسيارات امام سنتر الحمرا بلازا.
وفي منطقة جلالا، عمد شبان إلى قطع الطريق الدولية شتورا- زحلة- بعلبك، وعلى الفور وصلت قوة من الجيش وأعادت فتح الطريق.
واقدم متظاهرون أيضا على قطع طريق عام سعدنايل – تعلبايا، ثم أعيد فتحها.
كما اقدم محتجون ايضا على قطع طريق المصنع، ثم ما لبثوا أن اعادوا فتحه.
وفي الهرمل، اعتصم العشرات امام سراي الهرمل الحكومي، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، رافعين شعارات تندد بالفساد والأهمال، وألقيت عدة كلمات وقطع السير لبعض الوقت، وسط إجراءات لقوى الأمن الداخلي التي عملت على تحويل السيارات إلى شوارع فرعية.
دوريات مؤللة للجيش
اما الجيش اللبناني، فسيّر دوريات مؤللة وأقام حواجز ظرفية على مداخل القرى على امتداد الطريق الدولي رياق بعلبك وصولا الى البقاع الشمالي حفاظا على الوضع الأمني في المنطقة تزامنا مع الاعتصامات والاحتجاجات في أكثر من منطقة.
وأعلن المطالب ومنها: «تحسين الأوضاع المعيشية، وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، معالجة النفايات، اعتماد سياسات زراعية تحمي المزارع، محاسبة الفاسدين، وإعداد قانون انتخابي يمثل طموح الشعب».
**