شدّد رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب على أن “إنتصار الدم ليس إنتصاراً لأحد، وأصل المشكلة ليست بين النائب السابق وليد جنبلاط والنائب طلال إرسلان، بل هي أن هناك محاولة لحصار جنبلاط، وهذا الحصار بدأ من حلفائه وليس أخصامه”، مشيراً الى أن “التسوية الرئاسية بين “التيار الوطني الحر” ورئيس الحكومة سعد الحريري والتي كان “حزب الله” مشجعا لها، هي التي جعلت جنبلاط على هامش اللعبة”.
وذكر وهاب في حديث لقناة الـ “إل.بي.سي.آي”، ضمن برنامج “نهاركم سعيد”، مع الإعلامية ديما صادق، أنه “قبل يومين من حادثة البساتين كان هناك حملة من جنبلاط على الحريري لأن الأخير ملتزم بالعلاقة مع التيار ومع رئيس الجمهورية ميشال عون ومصر على الإستمرار في التسوية”، مؤكداً أن “المشكلة في التسوية الرئاسية وليس مع إرسلان”.
ولفت الى أن “هذه التسوية ترجمت بمحاولة اشتباك مع الفريق الماروني رغم أن هذا الفريق ليس حليفاً لجنبلاط، ومن حقّه أن يستخدم كل أوراقه بمعزل عن جنبلاط”، مبيناً أنه “على الطريقة الدرزية كل شيء ينتهي بالمصالحة”.
وأضاف: “الربح يحتاج الى الترجمة، هل ترجم بتعديل التسوية أو التعيينات أو الأحجام السياسية؟ بالعكس أمور كثيرة كان جنبلاط طرحها لم تحصل، فمثلاً هو كان مشترطاً أن يحصل الحوار مع “حزب الله” لكنه حصل مع إرسلان”، مؤكّداً أن أصل مشكلة البساتين أن هناك محاولة لحصار جنبلاط وقد بدأ ذلك من حلفائه والمجلس العدلي هو مطلب سياسي والمحكمة العسكرية أحكامها أسرع.
ولفت وهاب الى أن “حزب الله” كان ولايزال مع عدم تعطيل الحكومة وعدم تفجيرها، موضحاً أن “لبنان موجود في الذهن الأميركي في ما يتعلق بموضوع “حزب الله” و”أمن إسرائيل” و”النازحين السوريين”، وغير ذلك لا اهتمام أميركي بلبنان”.
وإذ أوضح أن لبنان يدور في الفلك الأميركي وليس الإيراني الذي لديه نفوذ فيه، أكّد وهاب أن أي قرار يُتّخذ بشأن لبنان يجب أن يكون هناك إتفاق إيراني – أميركي مسبق فيه.
وحول زيارة الرئيس سعد الحريري الى أميركا أوضح وهاب أن هذه الزيارة لا علاقة لها بما يجري في لبنان وبالتحديد بحادثة قبرشمون، لافتاً الى أن “حزب الله” مرتاح لأداء الحريري الداخلي ومتعاون معه الى آخر الحدود ومرتاح لعلاقة الحريري مع رئيس الجمهورية وعودة العمل الحكومي، مؤكداً على أن لا إنزعاج من “حزب الله” من أداء الحريري الذي ربما دافع عن “حزب الله” خلال زيارته لواشنطن، موضحاً أن سعد الحريري بالأمس غير سعد الحريري اليوم الذي يدرك حقيقة الأرض ويدرك بأن أي خلل بالمعادلة الداخلية يخرجه من الحكومة ويؤزم الوضع الداخلي، مضيفاً أن المواطن اللبناني بانتظار أمور أخرى أهم كالإسكان والنفايات وغيرها لمعالجتها.
وفي هذا السياق رأى وهاب أن هناك مسؤولية وطنية لدى الجميع يجب أن تترجم بأداء جيد للدولة على الأرض عبر مكافحة الهدر والفساد ووضع خطط عشرية في كافة القطاعات بدءًا بملف النفايات وصولاً الى كل الملفات، مجدداً تأكيده على أن “التسوية الرئاسية وجودية بالنسبة للرئيسين عون والحريري وهي قائمة على استراتيجيات سياسية ومالية واقتصادية لا يمكن أن تهتز”.
ووجه وهاب، تحياته الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل والنائب الياس حنكش، “لأنّهما خرجا من منطق المحاصصة وبيّنا ترفعهما عن المحاصصة”، وقال:”أحترم موقفهما بالخروج من الحكومة وهذه مسألة مهمّة”. منتقدًا “الفساد المستشري وعدم قدرة السلطة على ايجاد حلول لكثير من المشاكل”.
وفي سياق آخر رأى وهاب أنه “إذا استمر هذا الطاقم السياسي بالفساد وأخذ لبنان بإتجاه التدهور الى أدنى الدرجات الجيش سيكون الحل لأنه المؤسسة الوحيدة التي تقوم بدورها وباقي المؤسسات معطلة أو لا تنتج، مطالباً بحد أدنى من الإصلاح والحد من السرقة، موضحاً أن “الإقتصاد المهترئ ضحية السياسة التي صُنعت لإنقاذ المصارف”، محذراً من مخاوف من الوضع الاقتصادي في لبنان بحسب ما يتم تناقله خلال النقاشات المغلقة، مبيناً أن حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة ليس مسؤولاً بل الفريق السياسي هو المسؤول، لافتاً الى وجود رقابة مشددة على كافة الإدارات، كاشفاً أن علاء الخواجة جمع أمتعته وهرب خوفاً من السجن.
وأضاف وهاب أنه “إذا لم نلمس تغيير في الأداء السياسي نحن ذاهبون الى كارثة اقتصادية، لافتاً الى موضوع البيئة الذي هو أخطر من أي إنهيار إقتصادي خاصة في ما يتعلق بموضوعي النفايات والمولدات، مطالباً بإنشاء محارق جدية على الطريقة الأوروبية وليس على طريقة محطات تكرير المجارير.
وحول الدور السعودي في لبنان رأى وهاب أن الرئيس سعد الحريري لم يعد مشروعاً سعودياً في لبنان في كل الأداء لذلك السعودي الى حد ما منكفئ عن الساحة اللبنانية رغم نفوذه، لافتاً الى أن التحرك السعودي على الساحة اللبنانية سيكون بالتزامن مع أي تحرك أميركي ولكن لا تحرك أميركي جديد في لبنان اليوم.
ودعا وهاب الى حوار إيراني – سعودي لعودة التهدئة الى المنطقة وإنقاذها من المأزق التي هي فيه، لافتاً الى وجود دول كثيرة قادرة على التهيئة لهذا الحوار ومنها الإمارات ما يساعد سوريا واليمن والمنطقة وإلا سينعكس سلباً على المنطقة وقد تنتقل الأزمة من ساحة الى أخرى وقد تصل الى لبنان.
وحول العقوبات الأميركية على بعض اللبنانيين إستغرب وهاب ممارسة أميركا العقوبات السياسية على المدنيين في لبنان، كاشفاً أن الإتجاه الأميركي الى اشتداد العقوبات والنقاش في الإدارة الأميركية يدور اليوم حول تفجير لبنان أو عدمه في وجه “حزب الله”، إلا أن الغالبية مع عدم التفجير ودعم الجيش اللبناني، لافتاً الى أنه في النهاية الأميركي يبحث عن المصلحة الإسرائيلية في لبنان بالتفجير أو بالاستقرار.