سادت حالة من الغضب والدهشة مواقع التواصل الاجتماعي في مصر عقب تصريحات أدلت بها وزيرة الصحة هالة زايد بشأن الصيادلة والممرضات.
وخلال زيارة لتفقد مستشفيات محافظة بورسعيد، قالت الوزيرة إن “غياب مئة صيدلي لا يشعرني بأزمة، بينما غياب ممرضة واحدة مؤثر بالنسبة لي”.
وفي معرض حديثها عن سلك التمريض، انتقدت الوزيرة وزن الممرضات اللواتي يشتغلن في القطاع، معتبرة أن أغلبهن “يعانين من السمنة”.
وأضافت: “يتوجب على من يرغب في الالتحاق بقطاع التمريض أمامهم ثلاثة أشهر لإنقاص وزنهم”.
كما انتقدت الوزيرة لباس بعض العاملات في قطاع الصحة، إذ طالبتهن بعدم ارتداء النقاب ولا “غطاء الرأس الطويل”.
ونقل نشطاء عن الوزيرة قولها بالعامية: “الطرحة لازم تكون قصيرة مش طويلة”.
وصب طلاب الصيدلة جام غضبهم على الوزيرة بعد تصريحاتها التي وصفوها بالمهينة وطالبوا بإقالتها.
كما أعلنت نقابة الصيادلة المصرية رفضها لتصريحات الوزيرة واتهمتها بتهميش دور الصيادلة في المنظومة الصحية.
بدورهم، عبر مغردون مصريون عن استيائهم من التصريحات الأخيرة لوزيرة الصحة وأعربوا عن مساندتهم للصيادلة.
وقد اتهم مغردون الوزيرة بإلهاء الرأي العام وبإغراقهم بالمسائل الجانبية لتحويل أنظارههم عن الخوض ومتابعة أوجه القصور في المستشفيات.
فعلق المدون محمد البغدادي: “أعتقد أن الوزيرة تتبع مبدأ “شوف العصفورة” الشهير .. هنا الوزيرة تحاول أن تصرف أنظار الصحافة وأعضاء المنظومة الصحية وكذلك المواطن البسيط عن فشلها الذريع المخزي الذي يتحدث عنه الجميع في الآونة الأخيرة”.
وفي تعليق على فيسبوك، طالبت ميرنا غانم الوزيرة بالعمل على حل على المشاكل التي يرزح تحتها نظام قطاع الصحة، مثل نظافة المستشفيات ومحاربة الفساد ومتابعة أموال حملة “100 مليون صحة”، التي انتهت منذ ثلاثة شهور، والبحث في أسباب هجرة الصيدلي المصري.
أما المغرد خالد خيري فكتب: “بمنطق وزيرة الصحة، البنت تنتحر لو صيدلانية منتقبة وحجابها طويل ووزنها زايد .. فهل تستمر في الوزارة هالة زايد؟”
وعاب مغردون على الوزيرة انتقادها لأوزان الممرضات وطريقة لباسهن واعتبروا ذلك تدخلا في الحرية الشخصية.
وأبدى البعض دهشته من أسلوب الوزيرة ودعا بعضهم إلى مراجعة خطاب المسؤولين المصريين في الآونة الأخيرة وإلحاقهم بدورات تكوينية في البروتوكول والخطاب.
أما الغرابة من تصريحات الوزيرة فتجسدت في التغريدة التالية: “هل يعقل أن يصرح مسؤول يحمل مرتبة وزير بتصريحات جارحة وسوقية. قد تكون الوزيرة على حق لكن تصريحاتها غابت عنها القواعد الاتصالية وأوقعتها في أخطاء جسيمة وهي ليست الوحيدة، انظروا لوزيرة الهجرة”.
وعلق أحمد عليوة، الأمين العام لنقابة الصيادلة ببورسعيد: “وزيرة الصحة بعيدة كل البعد عن أساليب الإدارة الحديثة، حيث أن الإدارة لا تكون بالسب، والنهر، وبث الإحباط، بل بالتشجيع، والتحفيز، وهو الفارق الذي لمسه الجميع”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها وزيرة الصحة انتقادا حادا إلى الصيادلة، ففي تصريح سابق لها في شهر فبراير/ شباط الماضي، قالت هالة زايد: “أنا مطالبة بتكليف كل خريجي كليّة الصيدلة الذين لست بحاجة إليهم؟”
وتابعت زايد متهكمة “دعوهم في الشارع، أنا امرأة واقعية ولا أخجل أن أتحدث عن المشاكل التي أواجهها”.
لكن تصريحات الوزيرة لاقت استحسان قطاع آخر من رواد مواقع الاجتماعي ممن راحوا يعددون المعايير التي يجب أن يحترمها العاملون في القطاع الصحي.
فعلق أحدهم متسائلا: “أين أخطأت الوزيرة؟ فهي لم تقل غير الحقيقة. من المفارقة أن نجد أطباء وممرضات يعانون من السمنة؟ أيعقل هذا!”
ودافع الإعلامي المصري عمرو أديب عن الوزيرة خلال حلقة من برنامجه “الحكاية، إذ قال: “لقد خانها التعبير لكنها لم تقصد إهانة الممرضات زائدات الوزن، وكانت تريد أن تطالبهن بالعناية بصحتهن حتى يستطعن أداء عملهن بشكل جيد وبالطبع فإنها لم تتنمر بهن”.
**