تواجه نافورة الأحلام في روما مشكلة كبيرة بسبب العبث بها من قبل السياح، الذين في بعض الأحيان، يستحمون فيها خاصة في صيف الحر الشديد، وتؤدي الزحمة الى التسبب بأضرار بأعمالها الفنية.
وتحول كثافة الحضور دون استطاعة الشرطة المحلية مراقبتها. لذا تتخذ بلدية روما وشرطتها إجراءات صارمة ضد من يخالف القواعد للمحافظة على هذا المعلم الذي يجلب السياح من كل ارجاء العالم، بالإضافة إلى فرض حظر صارم على دخول المياه. ويمنع الزوار من الجلوس أو الاستلقاء أو التسلق على نوافير المدينة.
ما زالت تلك النافورة تتمتع بمهابة أسطورتها الجذابة للسياح، والتي تؤكد أن كل من يلقي بقطعة نقود متمنيا بأمنية سيحظى بفرصة تحقق أمنيته الخاصة. وتقول الاسطورة ان حققت الأمنية يجب أن تلحق بأمنية أخرى وهي العودة إلى النافورة لشكرها مجددا بقطعة نقدية أخرى إن تحققت أمنيته الأولى. الزوار يلقون بقطعهم النقدية المعدنية يوميا في النافورة السحرية على أمل تحقق أمنياتهم.
ويجمع من “فونتانا دي تريفي” كما تسمى باللغة الإيطالية، بين ألف وخمس مائة وثلاثة آلاف يورو.
وشرحت رئيسة بلدية روما فيرجينيا رادجي في لقاء مع الصحافيين الأجانب، أسباب الإجراءات الجديدة. فقد اعتبرتها “ضرورية” من أجل “منع وقوع الحوادث التي تتعارض مع قواعد اللياقة الحضرية وضمان الحماية الكافية للمعالم التاريخية والفنية والأثرية في روما”.
وتمنع الإجراءات كذلك تسلق وغسل الحيوانات والملابس، وشرب الحيوانات رمي أي أشياء أخرى بالنافورات باستثناء النقود المعدنية.
وكانت الشرطة في المدينة غرمت الأسبوع الماضي، أكثر من مئة شخص من الذين حاولوا الاستحمام أو غسل أقدامهم في نوافير المدينة التاريخية وقد وصلت الغرامة الواحدة الى 450 يورو وابعاد احد المشاغبين عن البلاد بسبب مقاومته لأحد أفراد الشرطة.
الجديد بالذكر ان نافورة تريفي، تم بناؤها في روما عام 1762، لتكون وتبقى أكبر نافورة في المدينة بارتفاعها الذي يبلغ 26 مترا، واتساعها الذي يصل إلى 20 مترا، وأشهر نافورة في تاريخ الفن والسياحة الأوروبية. ويحدث بعض المؤرخين أن فتيات روما كن يأتين إلى النبع الذي سبق بناء النافورة في المكان ذاته على أمل أن تتحقق أمنيتهن بالزواج، ومن هنا ارتبطت بها كلمة “تريفي” التي تعني “عذراء” باللغة الإيطالية.