متمسكة بكاملِ حقوقِها وباستراتيجيةِ التكريسِ الدبلوماسي ، نَفذت ايران خطوتَها الثانية من تخفيضِ التزاماتِها بالاتفاقِ النووي ، والقاعدة الجديدة : تخصيب فوق الثلاثة والنصف في المئة وفقَ الحاجات ، وكم هي حاجات ايرانَ السلمية عديدةٌ وكبيرة ، وهي الدولة التي تعرف كيف تُوثِّق العُرى في السياسة وعلى خطوط المواجهة على حدٍّ سواء..
اعلى الاصواتِ القلقةِ من خطوةِ ايران خرجَ من كيان الاحتلال ، وبنيامين نتنياهو لم يجد العبارة التي تعكس مستوى احباطِه فرمى بكرة عتابِه في ملعب الاوروبيين منتظراً صديقَه دونالد ترامب لمساندتِه بتغريدةٍ ما..
اوروبياً ، فرنسا التي كان رئيسُها على اتصال بنظيرِ الايراني قبيل ساعات من اتخاذ ايران خطوتَها الثانية ، فقد كانت في ردِّ فعلِها أقرب الى التمسك بالحوار معَ طهران منه الى الاستنكارِ والتصعيد ، وكذلك دعمت فريدريكا موغريني هذا التوجهَ في اطارِ الاستفادة من المهلة المتجددة لعلَها تتحلل من الضغط الاميركي وينشط اتحادُها على خط القناةِ التجارية الناشئة مع ايران لمصالح عديدة..
الى الان تتحكم ايران بحكمة كبيرة باللعبة النووية، وفي برنامجها خطوة ثالثة جاهزة ، وربما اكثر ، بحسبِ ما يقتضيهِ الموقف ، واداءِ الخصوم في ميادين السياسة وغيرِها..
في المنطقة ، عودة خليجية الى دمشق حملتها زيارة وزيرِ الشؤون الخارجيةِ العماني يوسف بن علوي ولقاؤه الرئيسَ بشار الاسد للبحثِ في التطوراتِ الاقليمية ..
في لبنان ، لا تزالُ تداعياتُ حادثةِ قبرشمون ترخي بظلالِها على المشهدِ السياسي، واسئلةٌ عما قد يحملُه هذا الاسبوع من اتصالاتٍ تعيدُ الحكومةَ الى جلساتِها ، فيما تبقى التحدياتُ الاقتصادية والمالية متراكمة ، ولا ينتجُ عن تاخرِ الحلولِ الا المزيدُ من الازمات…
**